إسـرائـيـل تسرق تــاريخنــا وتراثـنــا

بقلم: رمزي صادق شاهين


جميعنا سمع أن رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيرس ، سيقدم وجبة من الفلافل والحمص للرئيس المتصهين باراك أوباما أثناء زيارته أرضنا المحتلة ، هذه الخطوة التي تهدف من وراءها إسرائيل إلى إرسال رسائل مهمة للقيادة الأمريكية وللعالم أجمع بأنهم أصحاب تاريخ وثقافة قديمة على هذه الأرض ، وأن هذه الأكلات ما هي إلا جزء من تراثهم وعاداتهم ، وبالتالي لن يكون هناك أي أمل لحل على أساس التخلي عن أراضي لصالح قيام سلام فلسطيني إسرائيلي ، وبالتالي الرجوع لنقطة الصفر ، كما عهدنا من الكيان المغتصب .

نحن نتفاخر بالبرستيج والتطور ، من خلال تغيير أشكالنا ، حتى أصبحنا نقلد الغرب في كُل شيئ ، وأصبحت لغتنا العربية مختلطة بكلمات إنجليزية ، وأصبحت كلمة ( هاي ) بدل السلام عليكم ، وأصبحنا نتفاخر بأننا نتناول وجبة الكارواسو أو الكورنفليكس على إفطارنا ، وعلى الغداء سوشي وبيتزا ، وعلى العشاء جمبري بالصوص ، ونسينا أن الآخرون يتمسكون بلغتهم وعاداتهم ويسرقون منا الإيجابيات ويتركون لنا ثقافات التقليد الأعمى تحت مسميات التطور والتقدم والحضارة .

زعاماتنا العربية والفلسطينية تفتخر عندما تستقبل الضيوف بتقديم وجبات أوروبية ، أو أنها تطلب أكلات أجنبية على الموضة من مطاعن تدعي بأنها تسير حسب الموضة ، في حين أن العالم الغربي والولايات المتحدة تتفاخر بأن لديها منتج وطني تقدمه في مناسباتها الوطنية ، وهو دليل على أنها متمسكة بتراثها وتاريخها ، حتى لو كان هذا التراث لا يتناسب مع الواقع أو مستجدات الحياة اليوم .

إن ما تقوم به حكومة الاحتلال ، من ترتيب برنامج زيارات للوفود الأوروبية أو الأمريكية الزائرة لأرضنا المحتلة ، يهدف بالأساس لتعميق أفكار مُعينة في ذاكرتهم ، فتقوم حكومة الاحتلال بالتأكيد على زيارة ما يُسمى موقع الكارثة والبطولة ، ومن ثم متحف الصواريخ الفلسطينية التي تسقط على الأرض المحتلة انطلاقاً من غزة ، ثم إلى الملاجئ وأماكن اختباء المستوطنين أثناء الأحداث أو إطلاق الصواريخ ، واليوم ستقدم الحكومة الإسرائيلية تراثنا وتاريخنا وأكلاتنا الشعبية الفلسطينية على أنها تاريخ وتراث يهودي من قديم الزمان .

علينا أن نفخر بتراثنا الفلسطيني العظيم ، فتاريخ فلسطين القديم كان به من التطور والإبداع الكثير ، وكانت بلادنا أكثر تطور من كثير من الدول العربية اليوم ، وكم تعلمت منا دول الخليج الكثير ، وكم تخرج على يد الخبرات الفلسطينية من أطباء ومدرسين وغيرهم ، فالتمسك بالثقافة والتاريخ الفلسطيني والحفاظ عليه هو جزء مهم من المقاومة لهذا الاحتلال الذي يُريد أن يشوش ذاكرة الأجيال .

&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت