أوباما .. هل هي حرب جديدة على غزة

بقلم: طلال الشريف


بعد ان أصبح المصير مجهولا للفلسطينيين والقضية الفلسطينية في غياب المصالحة وإرادة الشعب الفلسطيني لانتخاب قيادة جديدة توحدهم للعبور للمستقبل، كنا في جلسة نتجاذب أطراف الحديث، فقال أحدهم، على ما يبدو أن أوباما يأتي لإسرائيل والمنطقة دون علاقة بالقضية الفلسطينية بل إن زيارته لإتمام ترتيبات حرب أصبحت جاهزة وإعطاء الضوء الأخضر لبدئها، فقلت، لكن أين ستكون هذه الحرب الجديدة ؟ هذا هو السؤال الأهم.

امتد الحديث مطولا عن أن الحرب القادمة هي على ايران وسوريا وحزب الله كما اتفقت وجهات نظر الآخرين إلى حد ما نظرا لحالة التعبئة والاتهام والتهديد لإيران منذ انتهاء الحرب على العراق، ولكني قلت لهم عن شيء يحيرني في الحالة الإسرائيلية بعد الانتخابات الأخيرة ونتائجها التي لم تكن كما أرادها نتنياهو وكما أشار كثير من المحللين بأن الولايات المتحدة ورئيسها أوباما أرادوا تقليم أظافر نتنياهو بعد استهتاره بالرئيس أوباما ودعم اليهود لمنافسه في الانتخابات الأمريكية، فكيف سيتعاون الرئيس أوباما مع صديقه اللدود نتنياهو في حرب كبرى على ايران وسوريا والتي قد تأخذ بعدا دوليا لحرب أكبر اذا ما تدخلت روسيا والصين في تلك الحرب واللتان أرسلتا رسالة تحدي قوية للولايات المتحدة عبر تهديد حليفهما في الجوار الأميركي كوريا الشمالية بضرب العمق الأمريكي وان تطلب ذلك الاسلحة النووية.

وعدنا نبحث عن اجابة لسؤال أين ستكون الحرب إذاً؟

قال أحدهم هل تكون حرب ثأرية لنتنياهو على غزة من جديد بعد وصول صواريخ حماس الى تل أبيب والقدس في الحرب الأخيرة وعدم تمكنه من تقويض حكم حماس ؟

رد عليه آخر، لا، هناك هدنة يضمنها الرئيس مرسي في مصر وحماس أصبحت أكثر عقلانية في إدارة الصراع لكي لا تفسد على الاخوان المسلمين فترة حكمهم وهي فرع من فروع الاخوان المسلمين وتأتمر بأمرهم وهم لن يسمحوا لإسرائيل بالحرب على غزة من جديد.

فقلت إن اسرائيل تعيش في وضع امني جيد في ظل الهدنة فلماذا ستقوم بحرب على غزة ووضع الانقسام هو في مصلحة اسرائيل وإدامة الانقسام يقوض امكانية اقامة دولة فلسطينية وخاصة بعد الجدار وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس.

قال أحدهم الآن الاوضاع في مصر الآن ليست على ما يرام والإخوان ومرسي يواجهون وضعا قد لا يسمح لهم بمنع اسرائيل اذا ما أراد الاسرائيليون الحرب للانتقام وتقويض حكم حماس وخاصة بعد الضجة الاعلامية المصرية التي أثرت على الشعب والجيش المصري فهل هي مقدمات لحرب جديدة على غزة وسيناء ؟

قال أحدهم مازحا المرة اللي فاتت زارنا أمير قطر وقامت الحرب بعدها والحكي الآن عن زيارة للشيخ القرضاوي فهل بعد الزيارة هناك حرب أخرى؟

أنهى الحوار صديق أكثر موضوعية يا جماعة لماذا تفترضون زيارة أوباما أنها للحرب وقد ضعفت قوة نتنياهو ؟ فقلت كيف ضعفت فهو رئيس الوزراء ومعه الأكثر عدوانية موشيه يعلون وليبرمان ونفتالي بنت ... إنها حكومة حرب، فهل الحرب على غزة أم على ايران؟ دعونا نرى بعد الزيارة .
18/3/2013م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت