من يمعن النظر في الاتفاقات الائتلافية مع القوى والأحزاب المشاركة في حكومة نتنياهو يجد ان هذه الحكومة قد افتقدت لبرنامج سياسي واضح المعالم خاصة تجاه عملية السلام التي بقيت مواقف الحكومة تجاهها ضبابيه ، نتنياهو من خلال سياسة المراوغة والمراوحة المكانية يحاول جاهدا التهرب من أية استحقاقات تتطلبها عملية التسوية مع الفلسطينيين ، حكومة نتنياهو تجاهلت من ذكر التسوية ألقائمه على أساس دولتين لشعبين وتهرب رئيس الحكومة الاسرائليه من أية محاوله تذكره بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني هو يتنكر لكافة الحقوق الوطنية الفلسطينية ويرفض الالتزام بتجميد الاستيطان الذي يقف عقبه أمام عودة الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات ، ان محاولة نتنياهو تسويق التشكيل الحكومي الجديد بعبارات فضا فضه لا تسمن ولا تغني من جوع في عالم السياسة وعالم التعاطي بتصريحات لا تؤدي بأية نتيجة وهذا ما يرفضه الفلسطينيون ويرفضون بنتيجته العودة إلى طاولة المفاوضات دون ذكر برنامج واضح بسقف وزمن محدد لعملية التفاوض التي تقوم على أساس فكرة الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب بحدود واضحة ومرجعية مفاوضات تستند لقرارات الأمم المتحدة ، نتنياهو الذي تحدث في جلسة الافتتاح البرلمانية بالقول لا نريد ان نحكم شعبا آخر بما في ذلك الشعب الفلسطيني وسنتيح للفلسطينيين ان يحكموا أنفسهم بأنفسهم وتوفير ما يلزم لذلك شرط ألا يمس مصالح إسرائيل وأمنها لم يتطرق أمام الكنيست بذكر ألدوله الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية ولم يذكر أية تفاصيل تجاه عملية المفاوضات ولا بكيفية ما يؤدي حكم الفلسطينيين لأنفسهم ، ان نتنياهو بتهربه يعود للاتفاقات الائتلافية مع حزبي إسرائيل بيتنا وأحزاب دينيه ويمينيه وجميعها لا تتطرق لإقامة ألدوله الفلسطينية أو السلام ، الحكومة الاسرائيليه الجديدة تضع في سلم أولوياتها لبرنامجها السياسي خطه حول تصفية ما تدعيه بالإرهاب وهو هدف استراتيجي يستهدف الفلسطينيين ضمن ما يستهدف محاربة قوى المقاومة ووقف ما تدعيه تدفق الأموال للتنظيمات الفلسطينية ومحاربة التحريض على إسرائيل هذه الحكومة ضمن أولوياتها العمل على منع إيران من التسلح النووي ، وهي تضع ضمن برنامجها السياسي بتعزيز علاقتها ألاستراتجيه مع روسيا ، نتنياهو يدرك ان الاسرائليين ينظرون لحكومة يكون بمقدورها تحقيق الأمن والسلام وقد رأى نتنياهو في أحزاب اليمين القوه التي تمكنه من إقناع الرأي العام الإسرائيلي بهذا الائتلاف ، هناك نسبه من الاسرائليين يؤيدون عملية التسوية مع الفلسطينيين وان نسبة 57 % من اليهود يؤيدون التسوية على أساس الدولتين بحسب ما نشرته جامعة تل أبيب ، ان الحكومة بائتلافها الحالي جاءت ضمن محاولة التسويق الذي يقوده نتنياهو لهذه الحكومة لدى الاداره الامريكيه التي ترافق تشكيل هذه الحكومة الاسرائيليه مع زيارة اوباما ، الاداره الامريكيه بحسب محللين سياسيين ترغب بحكومة إسرائيليه تنسجم بتوجهاتها السياسية مع الاراده الدولية في قضية السلام وان ذلك لن يتأتى إلا من خلال تبني خطة سلام تحظى بالقبول وتقوم على أساس الدولتين لشعبين ، الاتحاد الأوروبي يتحفز لفرض عقوبات في حال تنكرت إسرائيل لحل يقوم على أساس الدولتين ، وان النظام العربي ما زال يتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي تقوم على الانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة و تتبنى المبادرة العربية للسلام إقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، نتنياهو بسياسة حكومته اليمينية المتطرفة وبمحاولة تهربه من استحقاقات العملية السلمية وتهربه من استحقاق الدولتين يرى بالانقسام الفلسطيني ما يحقق هدفه بالتهرب من الاستحقاقات التي على حكومة إسرائيل التجاوب معها من خلال عملية التفاوض التي يضغط الاتحاد الأوروبي باتجاهها ، الانقسام الفلسطيني حجة نتنياهو بان ليس هناك طرف فلسطيني يفاوضه ، نتنياهو بهذه الحجة يتوجه لأمريكا والغرب متعللا بالانقسام الفلسطيني ، ان جدية حكومة نتنياهو على المحك وان زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لإسرائيل هي الأخرى على محك الجدية في الضغط على الحكومة الاسرائيليه لتجميد الاستيطان والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين تمهيدا للعودة لطاولة المفاوضات ستؤكد هذه الزيارة جدية توجه الاداره الامريكيه في ولايتها الثانية وقدرتها في التأثير على حكومة نتنياهو لضرورة التعامل والتعاطي مع عملية سلام تفضي لإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ان استمرار تبني حكومة نتنياهو لنهج الاستيطان تقويض لأسس السلام العادل وتقويض للعودة لطاولة المفاوضات واستمرار عملية الاعتقال السياسي ورفض التعاطي بموضوع قضيه الأسرى والمعتقلين عقبه أمام عودة الفلسطينيين للمفاوضات ، ان صلابة موقف الاداره الامريكيه والضغط الأوروبي على حكومة نتنياهو يثني حكومة نتنياهو عن برنامجها الاستيطاني ويجعلها أكثر تقبلا لسلام يقوم على أساس الدولتين ، الفلسطينيون أمام مستجدات الوضع الدولي والإقليمي هم مطالبون بإنهاء انقسامهم وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كي يكون بمقدورهم مجابهة ومواجهة حكومة نتنياهوا التي تتخذ من الانقسام ضالتها بالتهرب من استحقاقات العملية السلمية ، ان الوضع الدولي والإقليمي ومستجدات الوضع العربي ضمن التغيرات التي تشهدها العديد من الدول العربية تتطلب مجابهة حكومة نتنياهو التي لن يكون بمقدورها التهرب من استحقاقات العملية السلمية ولن يكون بمقدور أمريكا والاتحاد الأوروبي التهرب من التزاماتهما تجاه حل القضية الفلسطينية في ظل التنامي العدائي للسياسة الامريكيه والغربية بنتيجة موقفهما المؤيد والمساند لإسرائيل ، نتنياهو يعي ان هناك تغير في الرأي العام الإسرائيلي لجهة الحل مع الفلسطينيين والقبول بمبدأ الدولتين استنادا لاستطلاعات الرأي وان أي تهرب من قبل نتنياهو قد يؤدي لسقوط نتنياهو كما حصل مع اسحق شامير عام 1999 وهذا ما لايرغب نتنياهو بحدوثه ، كما ان المعادلات المستجدة في ظل ما يشهده العالم العربي من تغيرات لن يكون في صالح إسرائيل في المستقبل المنظور ، على حكومة نتنياهو ان تنظر لكل تلك الوقائع لتنصاع لصوت العقل والمنطق بعد ان فشلت كل النظريات الامنيه وسقطت كل تلك النظريات الامنيه الاسرائيليه أمام الصمود الأسطوري لقوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزه في عملية عمود السحاب .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت