ثلاثية المقاومةوالصمود والثبات .. تصنع زمن الصعود الفلسطيني والاسلامي والعربي من جديد

بقلم: محمد ابو سمره


ــ مخطئ من يعتقد أن دولة الاحتلال الصهيوني يمكنها البقاء الى مالانهاية مزروعة كالغدة السرطانية في قلب الأمة الاسلامية والعربية فلسطين وبيت المقدس ، وأيضا مخطئ من يظن أن إحتلال مجموعات وجماعات يهودية صهيونية و( شذاذ الآفاق ) الذين جاؤا من شتى بقاع الأرض ، فلسطين المباركة والمقدسة ، يمكنه أن يستمر طويلا ، أوالى ما لانهاية ....!! فهذا الإحتلال الى زوال حتما ، طال الزمن أم قصر، وتحرير المسجد الاقصى المبارك ، وفلسطين كاملة من بحرها الى نهرها هو حتمية قرآنية ، ووعد إلهي / نبوي / قرآني لاجدال فيه .... سيتحقق حتما بإذن الله تعالى وفق الشروط التي سنها الله لتحققه....
وقد يقول قائل إن جلب قطعان المستوطنين ، والمستعمرين الصهاينة الى أرض فلسطين المقدسة ، بدأ أواخر القرن قبل الماضي ، وأن التغلغل الصهيوني الى أرض فلسطين بدأ منذ أكثر من مائة وعشرين عاما ، ومر على انشاء دولة الاحتلال الصهيوني البغيض خمس وخمسون عاما ، بينما مر على ( وعد بلفور المشئوم ) ست وتسعون عاما ، ورغم هذه السنوات الطوال فمازالت قوة العدو العسكرية هي الأكثرتفوقاً في المنطقة ، والأكثر تقدماً تكنولوجيا ، وصناعيا ، وقادر على مهاجمة أي هدف عسكري اومدني في العمق العربي والإسلامي ، كما فعل من قبل بتدميرالمفاعل النووي العراقي ، وضرب العديد من الأهداف والمنشآت المدنية والعسكرية في مواقع شتى داخل عمق الأراضي السورية ، واستباحته الأجواء اللبنانية بشكل شبه يومي ، وضربه لأهداف ـ زعم أنها عسكرية ـ في عمق الأراضي السودانية ، اضافة الى تغلغله العسكري والأمني والزراعي والإقتصادي في القارة الأفريقية ، وآسيا ،والعديد من الدول الاسلامية والعربية ، الى درجة أن شمال العراق أصبح منذ انهيارالدولة العراقية وتفككها ، يشكل المحطة الأكثر أهمية على المستوى الإستراتيجي واللوجيستي ، والأمني والعسكري لعمليات العدو الخارجية ، والتي يستهدف بها رموز المقاومة الفلسطينية والاسلامية والعربية ، وكل محاولات النهوض الاسلامي والعربي ، اضافة لاستخدامها كموقع متقدم لتنفيذ عملياته الإجرامية ضد سوريا ، وايران ولبنان وتركيا ، وأفغانستان وباكستان ، وغيرها من الدول الاسلامية والعربية والأسيوية ، إضافة الى تواجده في عمق البحر الأحمر ، وشرائه العديد من الجزر الأفريقية النائية الواقعة في عمق البحر ، وتحويلها الى محطات استرايجية للتجسس على العالم العربي والإسلامي ، وعلى القارة الأفريقية ، ورصده لحركة الملاحة في البحر الأحمر ، وبحر العرب ، ومضيق باب المندب ، وأجزاء واسعة من المحيط الهادي ، كما أنه جعل هذه الجزر قواعد عسكرية متقدمة له ، ينطلق منها طيرانه الحربي لتنفيذ الاعتداءات ضد الدول العربية الأفريقية ، كما حدث مع السودان اكثرمن مرة ، ومن خلال هذه الجزر / المحطات تمكن الاحتلال من رصد ومتابعة مسار السفينة الشهيرة ( كارين إيه ) والتي كانت ـ كما يزعم ـ تحمل السلاح للمقاومة الفلسطينية ، وللسلطة الوطنية الفلسطينية ،وهي السفينة التي اتهم العدو الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات ، والمدير العام السابق للإدارة المالية العسكرية لقوات الأمن الفلسطينية ، المناضل الأسير اللواء فؤاد الشوبكي بالمسئولية عنها ،وزعمت دولة الإحتلال في حينها أن هذه السفينة تحمل سلاحا مقدما من ايران لفصائل المقاومة الفلسطينية ، وللسلطة الوطنية الفلسطينية ، وانها كانت سترسو بجمولتها العسكرية على شواطئ غزة ، تلك الشواطئ التي يعرف الجميع انها تخضع للحصار والمراقبة والمتابعة والرصد الدقيق لها من جيش العدووقواته البحرية والجوية ، على مدار الساعة منذ احتلال الكيان الصهيوني لقطاع غزة سنة 1967، وحتى اللحظة ، وبفضل هذه المحطات العسكرية / الأمنية المتقدمة للعدو في عمق البحر الأحمر ، والعمق الأفريقي أيضا ، تمكنت القوات البحرية للعدو من السيطرة على السفينة في مضيق باب المندب وقطرها الى ميناء أسدود المحتل.....
ــ ولايتسع المجال هنا للحديث بشكل واف ٍعن أماكن التغلغل الصهيوني واليهودي في المناطق الأفريقية والأسيوية ، والاسلامية والعربية ، والعديد من بقاع العالم ، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية ، ودور هذا الانتشار اليهودي والصهيوني السرطاني في التآمر على الأمة الاسلامية والعربية ، وعلى الشعوب المستضعفة في العالم ، وعلى الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة ـــ .
ورغم كل ملامح التقدم والتفوق للعدو في مختلف المجالات ، وامتلاكه لقدرات وإمكانات غير محدودة في المجالين العسكري والأمني ، ورغم الدعم الأميركي والغربي والدولي المقدم لدولة العدو ، والذي لايتوقف عند حد معين ، من أجل استمرار المحافظة على التقدم والتفوق العسكري والأمني والتكنولوجي والصناعي والزراعي للكيان الصهيوني ، ورغم أن الغرب يعتبراستمرار بقاء الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرضنا الفلسطينية المقدسة ، واستمرار المحاقظة على تماسك وتنامي وتمدد وقوة الغدة السرطانية الصهيونية في فلب الأمة الاسلامية والعربية ( فلسطين وبيت المقدس ) ، ورغم حالة الضعف والتفتت والتمزق ( المؤقتة !) التي تعاني منها الأمة الإسلامية والعربية ، وحالة الإنقسام المؤلمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني ، إلا أنني أقول بمنتهى الثقة واليقين المطلق ، والإيمان بالله ونبيه الأعظم ( صلى اللهعليه وآله وسلم ) وبالقرآن الكريم ، وبالوعد الإلهي والنبوي الشريف والقرآني : ( إن هذا الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا الفلسطينة المقدسة سوف يزول عن الوجود إن عاجلا أو آجلا ) ، لقد باتت امكانية ( هزيمة الكيان الصهيوني ) حقيقة واقعة ، وإمكانية قائمة ، فهاهي فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية الباسلة بإمكانياتها المتواضعة استطاعت أن تستنزف العدو الصهيوني استنزافا ً مؤلما وقاسياً وصعباً ، على مدى سنوات عديدة منذ اجتياحه المجنون للبنان سنة 1982، واثر تفجر (انتفاضة الحجارة ) سنة 1987، و ( انتفاضة الآقصى ) سنة 2000، ثم بالتصدي لعدوانه الآثم على قطاع غزة سنة 2006، وحرب غزة التي أسماها " الرصاص المصبوب " سنة 2008/2009 ، ثم عدوانه الأخير وحربه المجنونة ضد قطاع غزة ( حرب الأيام الثمانية ) ، والتي أسماها العدو : ( عامود السحاب ، أو عامود الخيمة ) ، وأسمتها المقاومة الفلسطينية :( حجارة السجيل ) ، ورغم ان العمل الفدائي الفلسطيني المعاصر إنطلق في الأول من يناير / كانون ثاني 1965، واشتدت ذروته ووهجه إثر نكبة يونيو / حزيران 1967 وحتى مطلع العام 1970 ، إلا ان الأساليب والوسائل المختلفة من المقاومة الفلسطينية كانت تأخذ شكل الموجات والهبات ، بينما استمر الإستنزاف الحقيقي للعدو الصهيوني منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي والتي شهدت انطلاقة العمليات الجهادية لحركتي الجهاد وحماس ، وشهدت نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي النقلة النوعية للمقاومة الفلسطينية والعمليات الجهادية ، والتي إستطاعت أن توجع العدو الصهيوني وتؤلمه ، وتصيبه في الصميم ، الى ان وصلت المقاومة الفلسطينية الى أرقى اشكالها ، وأكثرها روعة في التصدي للعدوان الصهيوني المجنون على قطاع غزة الخريف الماضي .
وفي المقابل نتج عن اجتياح العدو للعاصمة اللبنانية بيروت سنة 1982واحتلالها مساحة كبيرة من لبنان ، وارتكابه أبشع المجازر الوحشية ضد ابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني ، ولادة مرجلة جديدة من المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، وإثر هذا الاجتياح الصهيوني للبنان خاضت المقاومة الفلسطينية بمساندة الأشقاء اللبنانيين معركة باسلة ، وسطرت بدمها وشهدائها الأبطال صموداً اسطوريا لقرابة ثلاثة أشهر ، وكان هذا الإجتياح الصهيوني المجنون للبنان والمخيمات الفلسطينية ، السبب المباشر في ولادة المقاومة اللبنانية الإسلامية والوطنية ، والتي شكٌل "حزب الله" وجناحه العسكري ( المقاومة الإسلامية ) عامودها الفقري، وتمكنت المقاومة الإسلامية في لبنان من إرغام العدو الصهيوني على الإندحار والإنسحاب من الشريط اللبناني المحتل سنة 2000، والتي أقامته دولة الإحتلال كـ : ( حزام أمني ) لها ، وتواصل المقاومة الإسلامية في لبنان معركتها ومقاومتها من أجل تحرير مزارع شبعا المحتلة وهي تعتبر ان زحفها الجهادي الفعلي لن يتوقف عند تحرير مزارع شبعا ، وان العنوان الأساس لمعركتها جنبا الى جنب مع المقاومة الفلسطينية ضد العدو : ( تحرير القدس ) .
وتمكنت المقاومة الإسلامية في لبنان من تحرير كافة الأسرى اللبنانيين من سجون العدو ، ومعهم عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين ، بفضل اختطافها لعدد من الجنود والضباط الصهاينة ، وكبدت المقاومة الإسلامية في لبنان العدو خسائر فادحة في الحرب التي شنها على لبنان الشقيق في شهر تموز / يوليو 2006، وتمكنت المقاومة اللبنانية من قصف عشرات المدن الواقعة شمال ، وشمال وسط فلسطين المحتلة ، وهي المرة الثانية التي تتعرض لها المدن الفلسطينية المحتلة للصواريخ العربية في تاريخ الصراع العربي / الإسرائيلي منذ القصف الصاروخي العراقي للكيان الصهيوني إبان حرب الخليج الثانية ، بينما نجحت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ تفجر انتفاضة الأقصى سنة 2000 في تصنيع صواريخ محلية وقصف المستعمرات الصهيونية ، والمدن الفلسطينية المحتلة الواقعة جنوب فلسطين المحتلة ، وتمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة والتي شكلت حركة حماس عنوانها الأبرز وعامودها الفقري ، الى جانب الأجنحة العسكرية لفتح والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية ، من خوض مقاومة عسكرية متواصلة ومميزة منذعام 2000 وحتى عام 2005 و إرغام العدو الصهيوني على الإنسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة ، وتدمير كافة المستعمرات الصهيونية التي أقامها العدو على أراضي قطاع غزة منذ إعادة احتلاله إثر نكبة يونيو / حزيران 1967 ، وكان الإنسحاب الصهيوني من جنوب لبنان المحتل سنة 2000، ومن قطاع غزة المحتل الواقع جنوب فلسطين المحتلة سنة 2005 تحوٌلاً مفصلياً ، ونقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي / الإسرائيلي ، وأصبح النصر الفلسطيني المذهل الذي حققته المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في قطاع غزة على العدو الصهيوني في مواجهة العدوان الصهيوني الإجرامي الذي شنته دولة العدو على قطاع غزة في نوفمبر / تشرين ثان2012 هو عنوان المرحلة المقبلة في الصراع العربي / الإسرائيلي ، لقد كشفت صواريخ المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية مدى هشاشة الجبهة والبنية الداخلية لدولة العدو الصهيوني ، وقد إستطاعت المقاومة الفلسطينية واللبنانية أن تصنع معادلة جديدة للصراع العربي / الإسرائيلي ، وهي :( معادلة الرعب ) ، وفي الحرب العدوانية الأخيرة التي شنها العدو على غزة ، نجحت حركتا حماس والجهاد في قصف مشارف تل أبيب والقدس المحتلة بصواريخ ( فجر 5 ) ، وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ الفلسطينية والعربية الى مشارف تل ابيب والقدس ، وهذا يعني أن الداخل الصهيوني أصبح مكشوفاً أمام خطر الصواريخ الفلسطينية ، وكذلك أمام الصواريخ اللبنانية ، فما بالك لو ان الأمة العربية والإسلامية نهضت وتوحدت وتكاملت ، وباتت على قلب رجل واحد ... ؟
ومنذ عدة سنوات والعديد من قادة العدو يعلنون بمنتهى الصراحة : ( إن الخطر الحقيقي الذي يهدد الكيان الصهيوني هو عشرات آلاف الصواريخ الموجهة نحودولة العدو من قطاع غزة ولبنان وسوريا وايران ) ....
ــ فكيف لوأن الأمة الإسلامية والعربية توحدت حقا؟ ، وسخرت مقدراتها وإمكانياتها واسلحتها وصواريخها لتحرير فلسطين ؟
ــ و كيف لو ان الحواجز والحدود والقيود رفعت عن كل فلسطيني وعربي ومسلم يريد الزحف نحو فلسطين المحتلة ؟
أقول بمنتهى الثقة ، والايمان بالوعد الإلهي / النبوي / القرآني لنا كمسلمين وعرب وفلسطينيين بالنصر وتحريرالمسجد الأقصى المبارك كما جاء في سورة الإسراء : ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤواوجوهكم ، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ، وليتبروا ما علٌوا تتبيرا ) أن دولة العدو تعيش الآن زمن التراجع ، رغم كل مظاهر القوة ، وأن المستقبل لنا ولشعبنا الصابر المرابط الأصيل الصامد ، ولأمتنا الإسلامية والعربية ،ولقد بات زوال دولة العدو من الوجود حقيقة ساطعة مثل الشمس ، وحتمية مؤكدة بإذن الله تعالى ....
انه زمن النهوض الاسلامي والعربي والفلسطيني ، رغم كل مايشوب وضعنا العربي والاسلامي والفلسطيني من ملامح تشتت وتراخٍ وضعف وتفكك ، إن هزيمة الكيان الصهيوني لم تعد مجرد حلم ، بل هي أمر واقع تحقق مرات على يد المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، وسوف يتحقق عشرات المرات في كل المواجهات المقبلة ـ بإذن الله ـ ، لقد باتت مظلومية الشعب الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية أمراً معروفاً لدى كل شعوب العالم ، ونجح أبطال جيش الاعلام الفلسطيني ، وكتائب الإعلام الفلسطيني في العالم الإفتراضي على نقل الصورة الحية والحقيقية عن مدى وحشية العدو الصهيوني ، ومدى مظلومية الشعب الفلسطيني ، وما هذه القوافل من المتضامنين العرب والأجانب والمسلمين التي تزحف نحو الضفة الغربية المحتلة ونحو قطاع غزة من شتى بقاع الأرض الا تعبيرا واضحا عن مدى التضامن الدولي والإسلامي والعربي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، بل لقد أصبح القدوم الى غزة للتضامن مع أهلها ومع الشعب الفلسطيني البطل هدفا لكل أحرار وشرفاء العالم ، واصبح كل داعية إسلامي ، وكل ناشط سياسي ، أو حقوقي ، أو انساني ، أو اسلامي وعربي حريصا على زيارة قطاع غزة ، لأن غزة الصامدة المحاصرة الباسلة الشامخة أصبحت عنوان العزة والكرامة والصمود والعطاء والتضحية والنصر ، فغزة العزيزة هي التي استطاعت بدماء أطهر أبنائها واعظم قادتها ، ومقاومتها الباسلة الرائعة أن تكسرالمشروع الصهيوني ، وتجعله يعيش مأزق التراجع والتأكل ، نعم المشروع الصهيوني الى تراجع ، ومشروع النهضة الفلسطيني / العربي / الإسلامي الى تقدم ، والمستقبل المشرق بانتظار امتنا وشعبنا وكل أحرار العالم ... فتقدموا يا أطهر ابناء الأمة وعنوان عزتها وكرامتها ،،،،
.... تقدموا الأمة كلها ترقب نصركم وصمودكم وجهادكم وثباتكم ، ونحن واياكم على موعد مع النصر والحرية والاستقلال وتحرير المسجد الآقصى المبارك بإذن الله ( والله غالب على أمره ولكن أغلب الناس لايعلمون ) .

د.محمد أبوسمره
رئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر ( القدس نيوز )
مؤرخ وخبير استراتيجي
غزة ـ فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت