زيارة الرئيس لأمريكي اوباما للمنطقة تأتي ..... ضمن التغير في موازين القوى الاقليميه والدولية

بقلم: علي ابوحبله


أغلبية الفلسطينيين غير متفائلين بزيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن ، الرئيس اوباما لم يضع أليه أو تصور لكيفية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين وان زيارة الرئيس اوباما بحسب رؤيا البعض كانت لتبديد الجمود في العلاقات التي كانت تشوب الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، الرئيس اوباما برأي المراقبين والمتابعين والصحفيين والإعلاميين حاول جاهدا ان يبدد الجمود في العلاقات من خلال تعامله الودود مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، ان التصريحات التي عبر عنها اوباما بان ارض فلسطين هي ارض إسرائيل التاريخية وان أمريكا تتعهد بأمن ووجود إسرائيل وعلى الفلسطينيون والعرب الاعتراف بالدولة اليهودية هي تصريحات مخالفه للتاريخ الذي يعرفه اوباما ولا يستطيع البوح به ، هي شروط مسبقة للعودة إلى طاولة المفاوضات وهي شروط إسرائيليه رفضها الفلسطينيون ، ورفضوا الإقرار والاعتراف بيهودية ألدوله ، ان افتقاد الرئيس اوباما لأليه لكيفية حل المشاكل العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعدم قدرة الولايات المتحدة لردع إسرائيل عن الاستمرار في عملية البناء والتواصل الاستيطاني يجعلها عاجزة عن لعب الدور الوسيط في عملية المفاوضات وجمع الأطراف لطاولة المفاوضات ، الحدث الأبرز لزيارة اوباما لهذه الجولة هو التوجه بالحديث المباشر للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي حيث اختار اوباما فئة الشباب إيمانا منه بان هؤلاء هم قادة المستقبل بحسب رؤيته وان التوجه للشباب من شانه ان يسهل من المهمة أمام القيادات المسؤوله بوجهة نظره ، ان إصرار الاداره الامريكيه ان الحل لا يمكن ان يأتي إلا عن طرق التفاوض هو الذي أدى بهذا الموقف الإسرائيلي المتعنت والمتصلب والمتعصب ووضع المفاوضات في مربعها الأمني في ظل الموقف والإصرار الإسرائيلي على اعتبار ان الاستيطان جزء من نظرية الأمن الإسرائيلي ، ان إغفال الرئيس الأمريكي عن وضع خطة تفصيلية لكيفية العودة لطاولة المفاوضات تأخذ في حسبانها إلزام إسرائيل بالتخلي عن سياسة الاستيطان وإقرارها بحدود ألدوله الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 والإقرار بالوحدة الجغرافية للدولة الفلسطينية والسيادة الكاملة للدولة الفلسطينية وبتحديد سقف زمني لإنهاء المفاوضات للحل النهائي ، غير ذلك تكون حكومة نتنياهو غير معنية بعملية المفاوضات وعملية السلام في ظل التأييد الأمريكي لأمن إسرائيل ووجود إسرائيل وتحملها لتبعات ما يتطلبه الأمن الإسرائيلي ، الولايات المتحدة الامريكيه ما لم يكن بمقدورها ضمان أليه للحل تكون مقبولة من قبل الجانبين وملزمه خاصة للجانب الإسرائيلي لحل عادل يستند لمقررات الشرعية الدولية فان أمريكا تفقد مصداقيتها في تحقيق السلام ، ان الإطار العام الذي وضعه اوباما الذي أكد من خلاله حق الشعب الإسرائيلي ان يعيش في امن وسلام وحق الفلسطينيين في دوله ذات سيادة وفقا لما يطلق عليه حل الدولتين الذي يتطلب ان يتم وفقا لخريطة طريق واضحة المعالم دون أي انتقاص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني لان الإطار العام للمفهوم الأمريكي يبقى ناقصا بالكثير من النقاط التي يطلب الفلسطينيون من الاداره الامريكيه توضيحها حتى لا يغبنوا كما غبنوا بالاتفاقات المرحلية السابقة ، ان تأكيد الرئيس محمود عباس للجلوس للتفاوض هو ضمن الرؤيا الفلسطينية في ظل التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبتحديد رؤيا وجدول زمني لإنهاء عملية التفاوض للمرحلة النهائية بعكس الرغبة الاسرائيليه التي عبر عنها رئيس وزراء حكومة الاحتلال نتنياهو عن رغبته للجلوس إلى طاولة المفاوضات دون ان يبدي أي التزام بايا من المتطلبات الفلسطينية التي على سلم أولوياتها وقف الاستيطان باعتباره عملا غير شرعي وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين ، الرئيس الأمريكي اوباما وضع اشتراطات أمام مشاركة أطراف فلسطينيه وغير فلسطينيه في عملية السلام الاعتراف بحق إسرائيل في العيش بأمن وسلام وضمن دوله يهودية في مقابل ذلك أعفى إسرائيل من إي التزام بهذه الشروط كمن يضع العصا في دواليب عملية المفاوضات ضمن إطار يضمن الحقوق لإسرائيل دون أية ضمانات للإطراف الفلسطينية والعربية واضعا امن إسرائيل فوق أي اعتبار دون أي التزام من قبل إسرائيل بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربيه ، الرئيس الأمريكي الذي اطللق العنان لتصريحاته ضد سوريا وحزب الله وإيران يعلم ان هناك تغير يشهده العالم وان هناك تغير في ميزان القوى الدولي والإقليمي وهو قيد التبلور وان أمريكا لم تعد المتحكم في قدرات العالم ولم تعد أمريكا القوه الاحاديه القطبية من تتحكم في حكم هذا العالم ، هذا التغير ما لم تأخذ أمريكا وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة بجدية تلك التغيرات فان إسرائيل هي الخاسر ، لن يكون بمقدور أمريكا من توفير الحماية الامنيه لوجود إسرائيل في المنطقة ولن يكون بمقدور إسرائيل للتحكم بهذا العالم ولن يصبح بمقدور إسرائيل ان تملك قوة الردع الوحيدة في المنطقة ، ان الصراع على سوريا لم ينتهي بعد وان صمود سوريا يغير في موازين القوى ، روسيا والصين ودول البر يكس بصدد بلورة عالم جديد يسوده تغير في موازين القوى ، إسرائيل تعي معادلة التغيير وتضع في حسبانها بتحسين علاقاتها مع روسيا ان إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين مصلحه إسرائيليه قبل ان يكون فلسطينيه وان من صالح أمريكا للحفاظ على مصالحها ووجودها في المنطقة ان تنهي الصراع القائم في المنطقة ضمن حل يضمن كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية لجهة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس وضمان حق العودة وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ان الصراع القائم في المستقبل المنظور ستكون وجهته القدس وفلسطين ولن يكون التعنت والتعصب في صالح الكيان الإسرائيلي وصالح المصالح الامريكيه ، ان زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وهي تحمل معنى التفاؤل والتشاؤم تحمل رياح التغير في موازين القوى الدولية والاقليميه وان التفاؤل فيما تملكه أمريكا من مفاتيح للضغط على إسرائيل للتوقف عن توسعها الاستيطاني واستمرارية احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وبسرعة إنهاء الاحتلال وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ضمن محاولة استغلال الفرص وان التغير في موازين القوى هو ان أمريكا قد فقدت قوتها وهيمنتها وان زيارة الرئيس الأمريكي جاءت من باب فرض هذا الوجود الشكلي لا الفعلي ، أمريكا ما لم يكن بمقدورها من فرض آلية للحل والضغط على حكومة نتنياهو للتجاوب مع حل يضمن للفلسطينيين حقوقهم تكون أمريكا فعلا قد عرضت وجودها ومصالحها في المنطقة للخطر في ظل ما يشهده العالم العربي والإسلامي من تغير تصبح فيه أولويات هذا التغير المستقبلي تحرير القدس التي ستبقى أولى أولويات الصراع وتصبح المصالح الامريكيه بفعل ما تقدمه أمريكا من دعم لإسرائيل معرضه للخطر ، أمريكا تعي لخطورة التغيرات الاقليميه والدولية وهي تسابق الزمن لتحقيق ما ترتئيه وفق مصالحها ألاستراتجيه ، إسرائيل ومتطلباتها الامنيه احد أهم ما يعتري السياسة الامريكيه من انتقاد عربي وإسلامي ، ما لم تغير أمريكا من توجهاتها السياسية تجاه الشرق الأوسط وتتخلى عن دعمها للمتطلبات الامنيه الاسرائيليه ، فان المصالح الامريكيه وموقعها معرض للخطر بفعل التغيرات في موازين القوى وهي حتما لن تكون في صالح أمريكا وحليفة أمريكا في المنطقة إسرائيل ، تحريرا في 23 /3/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت