القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
اخلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر الأحد، حي "أحفاد يونس" الذي أقامه نشطاء فلسطينيين بقرية باب الشمس شرق القدس، وهدمت الخيام المشيدة فيه، بعد اعتقال المعتصمين المتواجدين بداخله.
وقالت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" إن قوات كبيرة من شرطة وجيش الاحتلال تصاحبها الآليات العسكرية اقتحمت حي "احفاد يونس"، تحت غطاء من الطائرات المروحية، وهدمت الخيام التي يقيم فيها النشطاء المتواجدين هناك لليوم الخامس على التوالي.
وافاد شهود عيان لمراسلتنا بان قوات الاحتلال قامت باخلاء النشطاء من الحي بالقوة واعتقلت كل من رفض الامتثال لأوامر جنودها...واضافوا بان جرافات تابعة لقوات الاحتلال دمرت خيام الحي، عقب اعتقال الجنود للعشرات من النشطاء المعتصين بداخله، ومن بينهم النائب مصطفى البرغوثي أمين عام المبادة الوطنية الفلسطينية..
وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان وأحد المعتصمين في حي "أحفاد يونس" عبد الله أبورحمة إن قوة مكونة من حوالي 300 جندي اسرائيلي، اقتحمت الحي واعتقلت 50 مقيما فيه وهدموا الخيام، مشددا على أن ذلك "لن يثنينا عن مواصلة نضالنا حتى يزول الاختلاال عن ارضنا".
من جانبها أدانت حركة فتح قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام حي "احفاد يونس" وتدميره والاعتداء على النشطاء المقيمن فيه بشكل همجي واعتقال عدد منهم، معتبرة ذلك بـ"جريمة إسرائيلية جديدة" ترتكبها حكومة الاحتلال و"سيأتي اليوم تعاقب فيه على كل هذه الجرائم".
وقال المتحدث باسم الحركة احمد عساف إن "هدم قوات الاحتلال لحي "احفاد يونس" في قرية باب الشمس لن يكون المعركة الاخيرة بل سيفتح باب الحرية والاستقلال لشعبنا، لاننا سنواصل النضال مهما كانت التضحيات حتى اجتثاث هذا الاحتلال عن كل ارضنا الفلسطينية واقامة الدولة المستقلة".
واضاف أن "عودة "احفاد يونس" قد تحققت ورسالتهم وصلت للعالم اجمع بان هذه الارض لأصحابها الأصليين ولن تكون الا كذلك".
واكد على" اننا سنتحدى كل هذه الممارسات الإحتلالية وسنبني قرانا على طول البلاد وعرضها وسنكرس وجودنا فيها بالرغم من قمع الاحتلال الوحشي وإرهاب دولته المنظم الذي لن يزيدنا إلا إصرارا وتمسكا بحقوقنا المشروعة".
وكان قد شيد حي "أحفاد يونس" من قبل نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية، الأربعاء الماضي، قبالة مستوطنة "معاليه أدوميم" الجاثمة قرب قرية العيزرية شرق القدس، كواحد من أحياء قرية باب الشمس التي أقامها النشطاء قبل أشهر لحماية الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها لصالح إتمام المشروع الاستيطاني المسمى "E1".
وجاءت تسمية حي "أحفاد يونس" كأحد أحياء باب الشمس المستمدة تسميتها من رواية للكاتب اللبناني إلياس خوري، والتي تجسد حكاية النكبة واللجوء الفلسطيني، من خلال حياة المقاوم "يونس" الذي انضم للمقاومة وترك زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل شمال فلسطين المحتلة عام 48.
وطوال فترة الخمسينيات والستينيات كان يونس - حسب الرواية- يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته بمغارة باب الشمس، ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. وأنجب منها خلال هذه الفترة سبعة أبناء وثلاث بنات و15 حفيدا، كما جاء في الرواية.
وهدمت قوات الاحتلال قرية باب الشمس التي أقيمت في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، واعتقلت كافة نشطائها الذين أقاموا فيها يومين متتالين.
وكرر الفلسطينيون تجربة باب الشمس في الشهرين الأخيرين بإقامة الخيام على أراضي مصادرة مثل قرية الكرامة على أراضي بلدة بيت إكسا شمال غرب القدس، والمناطير على أراضي بلدة بورين جنوب نابلس بشمال الضفة الغربية.