كان الله في عونكم أيها السائقون ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


ركب أحد الأشخاص مع سائق سيارة وبمجرد أن جلس على المقعد ،وإلا وبدأ يثرثر والله كان الله في عونكم أيها السائقون ، كثير ا ما تجهدون أنفسكم ،وأخذ يدافع عن السائقين ،وكأنه الزعيم مصطفى كامل في دفاعه عن فلاحي دنشواي ،وبعد حديث مطول بينه ،وبين السائق ..قال له السائق لقد وصلنا إلى المكان ..،فرد عليه طيب ممكن إلى الأمام قليلا في الشارع الذي على اليمين ،وثم على الشمال ،وبجوار السوبر ماركت ،وجنب السيارة المكسورة ،الله يكون في عونكم والله انتم رمز الكفاح والنضال ،قال له السائق والذي من حسن النصيب أنه كان يتمتع بروح عالية ،وأخلاق راقية وصبر ..ياأخي بارك الله فيك أشكر مشاعرك الجياشة ،المهم أين ستنزل بالضبط ؟ !!قالها السائق بكل هدوء فهو كعادته قليل الكلام ..فرد عليه الراكب لقد أوشكنا على الوصول ،قال السائق في قرارة نفسه متمتما ، والله حالة وصولك أخاف أن تكون مثل حالة وصول مصالحتنا الفلسطينية ..!! ،المهم قال الراكب هنا بجوار ذاك الرجل الذي يضرب ابنه هناك ..قال السائق هنا أم هناك ؟!! فرد عليه عفوا هناك والله كان الله في عونكم أيها السائقون !! ..المهم لما وصل الراكب المكان قال للسائق ،ممكن باقي حساب الأجرة ؟! قالها بكل برود وجرأة ..فرد عليه السائق وعلامات الدهشة بدت على ملامحه ،وكست وجهه مسحة خجل ممزوجة بحمرة ..عفوا ..أنت أساسا لم تعطيني أجرة ،فرد الراكب لا والله أعطيتك ،سلامتك ،ولذلك دائما أقول الله يكون في عونكم أيها السائقون ..المهم قال له السائق :على أية حال يعني أنت ممكن تقبل على نفسك ؟!! رد الراكب ياأخي أتخّوني ؟!! قال له السائق والذي لم يصدقه أبدا إذا.. خذ باقي أجرتك ،وتركه السائق ،ومشى ،الطريف هنا أنه، وبعد أيام قلائل ،رآه السائق أمام احد المستشفيات يمشي معلقا يده المكسورة ،بخيط رفيع يتدلى من رقبته ،وبجواره امرأة عجوز ،تجرجر قدميها بكل مشقة ،على ما يبدو أنها والدته ..وعلى عجالة اقترب السائق بسيارته وفجأة وقف بجواره مباشرة قائلا له وموبخا إياه : مساكين أيها النصابون إنكم تتعبون كثيرا ،ولكن بلا جدوى ،وغبائكم يصور لكم أنكم يمكن أن تفلتوا ..!! ..سبحان الله نفس اليد التي امتدت لتتناول مالا حراما ،حكمتك يارب فعلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"،البر لا يفنى والذنب لا يُنسى والديان لا يموت افعل ما شئت كما تدين تدان " ،وبعدها غادر السائق المكان مسلما انه لايمكن لإنسان آن يهرب مهما كان ذكائه ،من القصاص الإلهي العادل وإن هرب في الدنيا ، فأنّى له الهروب في الآخرة !!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت