رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
قال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع، إن الحراك السياسي القادم في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة، سيكشف مدى مصداقية حكومة إسرائيل في الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.
وأضاف قراقع في بيان صحفي صادر عن الوزارة، اليوم الاثنين، "إننا لا نبني توقعات عالية، ولكننا طرحنا قضية الإفراج عن الأسرى كأساس لأي تسوية عادلة في المنطقة وجزء من حل سياسي شامل، وقضية الأسرى احتلت مساحة هامة في اللقاء الذي جرى بين الرئيس محمود عباس ونظيره الأميركي".
وقال: "لم تعد قضية الأسرى خاضعة للمزاج الإسرائيلي وشروطه العنصرية، بل هي قضية عالمية واستحقاق وطني وسياسي، وهناك وعي دولي واسع في أهمية هذه القضية للشعب الفلسطيني وللسلام في المنطقة".
ودعا قراقع إلى استمرار الجهود وفعاليات التضامن مع الأسرى ومع المضربين عن الطعام، وكشف أن فعاليات دولية في أكثر من دولة ستنظم بهذه المناسبة.
وفي سياق آخر، وجّه قراقع رسالة مفتوحة إلى الكتاب والصحفيين والمثقفين الإسرائيليين عبر فيها عن دهشته من صمت أصواتهم وسكوت أقلامهم وجمود تفكيرهم إزاء مأساة وكارثة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 250 يوما وهو في أحضان الموت.
وجاء في رسالة قراقع: "ما يثير الاستغراب هو عدم تناولكم أيها الكتاب وأصحاب الرأي قضية أسير مضرب عن الطعام وعلى وشك الموت منذ شهور عديدة وانسحابكم من قول موقفكم إزاء حكومتكم التي تستهتر بحياته وبصحته وتتعامل معه كأنه ليس موجودا.
وقال: "يوجد لنا عندكم أسير أضرب عن الطعام سلميا احتجاجا على إعادة اعتقاله وإخضاعه لقانون عسكري، يشكل للمجتمع الإسرائيلي عارا وفضيحة في القرن الواحد والعشرين حيث تسود الديمقراطية والانفتاح ومفاهيم حقوق الإنسان.
وأضاف قراقع: "لم أجد من يطرق من الصحفيين والكتاب أبواب الحكومة الإسرائيلية ليسألها عن مصير هذا الإنسان، هل حكم عليه بالإعدام أم أن هناك منهجا لطيّه خلف النسيان، مثلما فعلتم عندما كان الجندي جلعاد شاليط محتجزا، حيث لم تتوقف أقلامكم عن الكتابة وأصواتكم عن خلق رأي عام واسع إلى درجة اعتقد الناس أن الجندي شاليط لم يذهب إلى غزة في حرب على المدنيين والسكان، إذا سقط العيساوي شهيدا فهذا يعني أنكم جنود وعساكر ولستم أصحاب موقف وأنكم تقبلون أن يحكم مجتمعكم الجنرالات والضباط وتكونون شركاء في خلق مجتمع العسكر وليس المجتمع المدني".
وأشار إلى أن سامر العيساوي يريد الحياة، ويريد محاكمة عادلة، فحاولوا أن تفتحوا الملف أمام حكومتكم ومؤسساتكم وأجهزة دولتكم فربما تساهموا في إنقاذ إنسان لا تهمة له سوى أنه خرج من القدس إلى الضفة الغربية، وإلا ستكونون متهمين يوما ما أمام محكمة الضمير الإنسانية، وتسألكم كل الأجيال لماذا كنتم هادئين إلى درجة القسوة حتى زهقت روح شاب يبحث عن العدالة.
وتابع قراقع: "أيها الصحفيون والكتاب تحرروا من دولة هاجسها الأمن فقط، وترى في كل فلسطيني قنبلة موقوتة وخطرا وهميا على دولتكم، فالحياة لنا ولكم مقدسة، وأن لا تسمحوا أن يموت سامر العيساوي، فلا تفعلوا بالآخرين ما كرهتم أن يفعله الآخرون بكم، وحالوا أن تروا ما لم تروه من طغيان عسكري يحيق بكم، ومن عنصرية لا تختلف في جوهرها عن تلك التي سببت لكم الإبادة".