"تقرير"..إسرائيل تقتل موسم صيد "السردين"

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
هدد القرار "الجائر" الذي اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بمنع الصيادين الفلسطينيين من دخول عمق البحر لأكثر من 3 ميل بحري، بعد أن كان مسموحاً لعدة أشهر بـ6ميل كثمرة من ثمار إتفاق التهدئة، بضياع موسم صيد سمك "السردين" الذي يمتد من مطلع شهر أبريل حتى أواخر يونيو من كل عام، وحرمت الصيادين من 85% من مصادر رزقهم في عرض البحر.

وأعلنت سلطات الاحتلال مساء الخميس الماضي، تقليص منطقة الصيد المسموح بها في قطاع غزة من 6 إلى 3 أميال، وذلك حسب زعمها ردًا على إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرر تقليص منطقة الصيد المسموح بها في قطاع غزة من 6 إلى 3 أميال، وذلك رداً على إطلاق الصواريخ".

وأوضح أدرعي في البيان الذي نشره عبر على صفحته عبر "الفيس بوك" أن هذا القرار يضاف إلى قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري.

وفتحت زوارق الاحتلال البحرية نيرانها، تجاه قوارب الصيادين وحذرتهم من تخطي مسافة 3 ميل بحري، ونادوا على الصيادين عبر مكبرات الصوت معلنين منع الصيد بعد 3 ميل".

وأكد محفوظ الكباريتي رئيس جمعية الصيد والرياضات البحرية:" أن الزوارق الإسرائيلية وضعت الخميس الماضي علامات بحرية جديدة على مسافة ثلاثة أميال بعد إن كانت مراكب الصيادين بعد الاتفاق تصل إلى ستة أميال بحرية".

وبين الكباريتي" أن تقليص المسافة البحرية من جديد يؤثر بشكل سلبي على الصيادين خاصة إننا في فترة الربيع الذي يعتبر أفضل المواسم للصيد".

ضياع الموسم..
ويؤكد الصياد محمد أبو حصيرة" 33عاماً" من سكان مدينة غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم للحظة واحدة باتفاق التهدئة الذي جرى توقيعه مع المقاومة الفلسطينية وبرعاية مصرية.

وقال أبو حصيرة:" لم نشعر بالأمان ليوم واحد خلال رحلاتنا للصيد داخل عمق البحر، ودائماً ما نتوقع من البحرية الإسرائيلية الغدر وإطلاق النار المتعمد تجاه مراكبنا، بهدف إخافتنا أو إعطاب تلك المراكب لمنع الصيد".

وأضاف،" كل يوم يتعرض صياد فلسطيني، للأذى المباشر والغير المباشر من قبل البحرية الإسرائيلية فتارة يصادرون مراكب الصيد الصغيرة ويعتقلوا من عليها، وتارة أخرى يقومون بإطلاق الرصاص بشكل مباشر علينا وعلى مراكبنا لإخافتنا ومنعنا من الاقتراب من الأماكن التي تكثر فيها الأسماك".

وتابع أبو حصيرة، قائلاً:" نعاني الأمرين، وقرار الاحتلال بمنع تقدم الصيادين لأكثر من 3 ميل بحري، قرار ظالم وتعدي غير مقبول على لقمة عيش الصياد الفلسطيني الذي بالكاد يوفر لقمة عيش أسرته بفعل ممارسات الاحتلال المتكررة بحقهم".

من جانبه اعتبر وائل الصرافيتي "45 عاماً" وهو صياد وصاحب مركب، من سكان شمال قطاع غزة، قرار تقليص المساحة المسوح بها للصيد بأنها "عربدة" إسرائيلية غير مقبولة.

وقال الصرافيتي،: "الاحتلال يلاحقنا بلقمة عيشنا وين ما رحنا برا وبحراً وجواً، ونحن نعاني من الحصار الأمرين، وفرض حصار جديد وعدم الالتزام باتفاق التهدئة سيتسبب لنا خسائر مالية كبيرة جداً".

وأضاف الصرافيتي، الاحتلال أختار هذا الوقت لحصر مساحة الصيد، ليس صدفة وجاء لإفساد على الصيادين موسم الصيد وخاصة "السردين" التي تكثر في فصل الربيع ويكون صيدها خلال الفترة الحالية متوفر بثرة جداً ويدر دخلاً معقولاَ على اسر الصيادين".

وطالب، جمهورية مصر العربية الراعية لاتفاق التهدئة، التدخل بشكل فوري وعاجل لإنقاذ الصياديين الفلسطينيين من آلة البطش والمزاجية الإسرائيلية، قائلاً:" على مصر التدخل، ووضع حد لممارسات الاحتلال القمعية بحق الصيادين، وإجراءات اتصالاتها وعلى ابعد مستويات دولية وعربية لإلزام إسرائيلي ببنود إتفاق التهدئة وعودة الصيادين للعمل والصيد لحدود الـ6 ميل بحري".

وكان اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل بوساطة مصرية ورعاية عربية ودولية، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نص على سماح إسرائيل للصيادين بالدخول مسافة 6 أميال بخلاف السابق الذي لم يسمح لهم بالدخول أكثر من 3 أميال.

خرق للتهدئة..
بدوره، نقيب الصيادين في قطاع غزة نزار عياش، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد اختيار هذا الوقت للتضييق على الصيادين الفلسطينيين، كون موسم الصيد الوفير يبدأ في شهر إبريل.

وقال عياش:" هذا إجراء تعسفي من قبل حكومة الاحتلال، وتم تنفيذه في وقت معني الإسرائيليين به، لان هناك موسم صيد وفير جداً في بداية شهر ابريل القادم، وذلك للضغط اقتصاديا على أبناء الشعب الفلسطيني، ودراسة ممنهجه ضد الصيادين".

وأوضح عياش، أن الاحتلال لم يلتزم باتفاق التهدئة وخرقها منذ اليوم الأول من إعلانها وقام باعتقال 44 صيادياً، وأحتجز معداتهم البحرية حتى اللحظة، معتبراً تلك الإجراءات التي وصفها بـ"التعسفية" بأنها تنصل وخرق صريح من إتفاق التهدئة.

وأضاف عياش قائلاً:" مطلوب من مصر والعالم أن يقف ضد هذا الإجراء، وعلى حكومة الدكتور هشام قنديل كونها الراعي لاتفاقية الهدنة للضغط على إسرائيل لفتح البحر أمام الصيادين الفلسطينيين لـ 20 ميل بحري، وعلى رئيس وزراء تركيا كذلك ممارسة ضغوطات على الاحتلال بعد اعتذار نتنياهو للحكومة التركية، لإرجاع لـ20 ميل بحي حسب الاتفاقات السابقة".

من / نادر الصفدي ..