بأي لغة نعتذر لك يا أبا عمار ، بلغة من يدعون أنهم رُسل سلام ، أم بلغة من تجاوز لغة الأخلاق وقد كنت صاحب الخُلق الوطني والإلتزام ، أم بلغة من تنكر لوجودك ووجود روحك في المكان ، حين رفضوا زيارة ضريحك الطاهر ، ومروا بقربك وأنا متأكد بأنهم كانوا يرتعشون خوفاً لمجرد تفكيرهم بأنك تُسجى هنا وهم الآن يخونون العهد والأمانة ويعتبرونك مجرد شيئ عابر في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا .
بأي لغة نعتذر لك يا أبا عمار ، وقد وافقت قيادتا على عدم ذكرك في أي موقف أو خطاب أو حدث ، أو حتى بصورة تُعبر عن بشاعة الإحتلال الذي اغتالك في نفس المكان الذي وقف فيه ذلك الرجل الأسود أوباما الذي ادعى بأنه مع السلام ومع تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني ، لطالما أنهم قتلوك لأجل أنك تمسكت بتلك الطموحات والأماني والحقوق .
لقد عشنا لحظات الخزي عندما رفض أوباما زيارة ضريحك يا أبا عمار ، وقيادتنا الفلسطينية لم تجرؤ على قول كلمة حق فيك وأنت سيد المكان والزمان ، اكتفوا بعدم الحديث عنك أو عن المكان الذي شهد معركة صمود أخرى من المعارك التي خضتها من أجلنا ومن أجلهم ، ومن أجل السلام الحقيقي المبني على استعادة الحقوق المشروعة ، وليس المبني على الشروط والشعارات والكلمات المزخرفة .
لن يكون لهم مستقبل إذا شطبوا تاريخك يا أبا عمار ، ولن نتقدم خطوة لطالما حاول بعضنا شطب خطوط العرض والطول الذي رسمته دماء الشهداء ، الخطوط التي لم تتجاوزها يوماً لأنك خير من حمل الأمانة التي تقول أنه لا سلام بدون القدس والأرض والأمن والأسرى واللاجئين ، وباعتقادي أن هذه الأمانة لم تعد موجودة بيد من يستحقوا أن يحملوها من عبده المكان والأسياد والمواقع والمسميات ، أولئك الذين بصموا بأصابعهم على كُل شيئ حتى على أن يكونوا جزءاً من منظومة دمار ما بنيته من أخلاق ومبادئ وقيم .
&&&&&&&&
إعلامـي وكاتـب صحفــي – غــزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت