أكتب هذا الجزء من كتاب " الطريق الطويلة القصيرة" كما جاء علي لسان مؤلفه موشي يعالون "بوجي" واترك للقراء وضع تحليلاتهم ورسم افكارهم.
جزء خاص ومهم يتعلق بالشهيد القائد الرمز (ياسر عرفات) يتعلق بشخصيته وعقليته وفكره وحبه اللامتناهي لفلسطين نهج تعلمنا منه فى حياته وجيب ان نسير علي دربه بعد استشهاده ، ان ما كتب شهادة للتاريخ من عدو لا صديق.
يقول يعلون فى المخادع والمخدوعين ::
انتخاب نتنياهو الي رئاسة الحكومة في مايو 1996 مكنت عرفات من البدء في لعبة جديدة لابد من الاعتراف بانه عرف اللعب بطريقة ادت له الي نجاحات ليست بسيطة في الجانب الدولي وحتي فى اسرائيل داخليا حسب قواعد هذه اللعبة والتي حددها عرفات نفسه كان بالامكان صنع السلام مع رابين " سلام الشجعان " لكن متطرف يميني اسرائليلي مجنون قتله وبدلا من رابين تلقينا شخص يريد هدم المسيرة ولا يريد السلام هذه كانت مقولة عرفات بين 1996_1999 وقد نجحت بدرجة كبيرة.
طلب نتنياهو وبحق التعاون بالمثل وبذلك اشترط استمرار العملية السلمية وتنفيذ الاتفاق بوقوف الفلسطينين بالاتفاق رفض نيتنياهو غض البصر والمسح من تحت البساط لكن عرفات وصفه كمعين للسلام لدى لعالم ولدى جزء كبير في الجانب الاسرائيلي ذهبوا الي جانب عرفات بهذا الشأن ، اشتروا خروج عرفات، وخصوصا عندما قامت اطراف صحفية في اسرائيل باعطاء الشرعية الجزئية لرئيس الحكومة لذا كان باستطاعة عرفات المبادرة باحداث النفق في سبتمبر 1996 والتي وجهت بصرامة من نتنياهو وبذلك كان بمقدوره الاستمرار بالخداع فى السنوات القادمة .
للاسف جهات فى مجال الاستخبارات لم يكونوا يقضين لهذا الخداع برئاسة المخابرات وقف عامي ايلون والذي لم يطرح علي الطاولة التقديرات المبصرة من الاشخاص في قسم البحوث عنده بل نظرته فقط ومستشاره الخارجي الدكتور ماتي شطانيبرف الذي ادعي علي طول الوقت ان الفلسطينين اقروا بالحسم التاريخي وهم ذاهبون للعمل ، ايلون وشطانيبرف طرحوا فى نقطة الحسم ان الفلسطينين سيتنازلون ايظا عن حق العودة فى مرحلة متأخرة فى الوقت الذي فيه ايهود باراك استعد لمؤتمر كامب ديفيد فإن اشخاص عاموس جلعاد في الاستخبارات حذروه ان الاختلافات مع الفلسطينين كبيرة وواسعة جدا ، لكن ايلون احضر شطانيبرف الي رئيس الحكومة ووعده بان موضوع حق العودة محسوم.
وحسب تقديرهم فان عرفان كان سيتنازل عن حق العودة بالمقابل تتنازل اسرائيل فى القدس لكن وقت حادثة النفق الجدال بين ايلون كرئيس للمخابرات العامة وبيني كرئيس دائرة الاستخبارات ايلون بصورة يفسر التصرفات الفلسطينية لصيتها ويقول ان العنف لا ينبع من عرفات وانما من فقدان سيطرة عرفات ، فقد ادهشتني هذه الرؤية فهي لم تتناسب مع الحقائق والصورة الاستخباراتية مثلما رايتها في لحظة معينة ومصيرية 1996 ، كانت قمة فى واشنطن باشتراك نتنياهو _ عرفات _ الملك حسين _ والرئيس كلينتون فى ذروة لقاء رؤساء الاجهزة عامي ايلون جائه هاتف من رجالاته عن معلومات اخذوها من رجل الامن الفلسطيني فى الضفة وفيها ان الفلسطينين يهددون ان لم يوافق نتنياهو علي طلب عرفات فان رام الله وبيت لحم ستنفجر ، قال ايلون ان عليه ان يهاتف رئيس الحكومة فأنا ايظا سأتحدث معه ، قال عامي ايلون الي نتنياهو بانه ان لم يوافق علي ما طرح فى واشنطن الامر سينفجر في كل المنطقة وانا اخذت الهاتف من بعده وقلت هذا تطفل فلسطيني والمعلومات من هنا وهناك وهذا محاولة لاخافتك واجبارك علي اخذ القرارات تحت الضغط .
في نهاية الامر كان هناك ضغط امريكي دفع نتنياهو علي اتفاق الخليل لا ادخل فى موضوع ان كان الاتفاق صحيح ام لا لكنني افهم انه من ناحية الفلسطينين فهم اداروا العنف ونجحوا فقد بادروا باحداث النفق ولم يواجهوا بحائط صد اسرائيلي او الجهات الدولية وعلى راسها امريكا وحصلو على اتفاق الخليل من جهاتهم فقد كسروا رئيس حكومة اسرائيل مرة اخرى تعلموا ان العنف يؤدي الى انجازات وتجعل الاسرائيلين يتراجعون , العنف مفيد .
في شهر مارس 1997 عاد مرة اخرى نفس الجدال بعد توقف حوالي سنة عن العمليات الانتحارية اجتمع عرفات مع رؤساء التنظيمات الارهابية في جلسة مطولة تحدث فيها بمصطلح الجهاد فقد دعى للاجتماع على ضوء عنف والمستمر من نتنياهو ضد الاحترام المتبادل وعلى ضوء تصريح البناء في جبل ابو غنين في القدس لم يطلب عرفات مباشرة القيام بعمليات ولكنه تحدث بهذا المعنى فيما بعد رسمت صورة استخباراتية بان رؤساء التنظيمات الارهابية الذين تواجدوا في الجلسة فهموا من عرفات بانه ينتظر منهم العمليات بيما في ذلك عمليات صعبة مثل الانتحارية وتردد رؤساء حماس بالنسبة لنواياه الخفية وقلقوا من مبادرة عرفات بان يتخذ من عملياتهم سبب وذريعة لمهاجمة التنظيم مثلما حدث في شهر مارس 1996 .
في 11 مارس وحسب طلب حماس فقد قام عرفات باطلاق صراح ابراهيم المقادمة نشيط ارهابي مركزي والذي تم اعتقاله حسب طلب كلينتون , طلب حماس اطلاق صراح مخطط المخربين قدمت لرجالات عرفات كاختبار لجدية نيته في عودة العمليات الصعبة , اطلاق صراحه بعد النقاشات الليلية فهموه في حماس كضوء اخضر لعمليات قتل جماعية في 21 مارس 1997 حدثت العملية في مقهى ابرفور في تل ابيب والذي قتل فيها ثلاثة نساء واصيب 47 شخص , وفي ابريل 1997 جائت عملية مستوطنة كفاردروم اتضح في تلك الفترة ان غازي الجبالي المدير العام للشرطة الفلسطينية امر اثنان من ضباط الشرطة البارزين العقيد بهاء المسيحي من نابلس ومنير عبوش من طولكرم للقيام بعمليات وقد فهموا ان ذلك تعليمات من عرفات , مجموعة شرطيين فلسطينين من منطقة نابلس قامت بعملية اطلاق نار على سيارات من مستوطنة الون موريه على مفرق العساكر في المخرج الشرقي من نابلس بدون اصابات وتم اعتقالهم في الطريق لعملية اخرى في منطقة جبل البركة , اتضح انه ليس فقط حماس فهموا قصد عرفات في نفس اللقاء الليلي , من جهتي الصورة كانت واضحة:العمليات هي نتيجة الضوء الاخضر الذي اعطاه عرفات للتنظيمات الارهابية لكن رئيس المخابرات العامة اصر انه لا يوجد اثبات عن الضوء الاخضر وان موقف كهذا اخرجني من صوابي صحيح انه لم يكن اوامر مكتوبة لكن كان واضحا من الناحية القضائية يمكن القول انه لا توجد اثباتات لتقديم عرفات للقضاء وهذا من ناحية استخباراتية ومسببات.
في صيف 1990 تم انتخاب ايهود باراك الى رئاسة الحكومة وصرح انه خلال 15 شهر سيتوصل الى اتفاق سلام مع السوريين والفلسطينين, خلال فترة قصيرة كان واضحا لي اننا لا نذهب الى تهدئة بل تصعيد ورسمت امامي صورة بان عرفات سيحافظ علي الهدوء في بداية عام 2000 ولكن التدهور حدث وحدثت اول عملية في القطاع علي يد رجال محمد دحلان تحديد فى شهر مارس 2000 اى قبل زيارة شارون للحرم بكثير وخلال شهر ابريل الي شهر سبتمبر 2000 تلقينا خمس عمليات من حركة فتح فى القطاع ، كل ذلك حدث قبل زيارة شارون للحرم .
الي هنا ننهي هذا الجزء الثالث وسيكون الجزء الرابع من حرب الثقافات عن نظرة الأمن الصهيوني لعرفات ووقوفه خلف انتفاضة 2000....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت