"تقرير"..هل تُنقذ أموال العرب المسجد الأقصى..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
قرارات كثيرة صدرت عن القمم العربية التي دعت وبأشد العبارات والجمل لتوفير دعم مالي عاجل لنصرة المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية، من المخططات الإسرائيلية التي تستهدف وجودها ومكانته، وقليلُ جداً ما وجدنا تلك الدعوات خرجت عن إطار الورق التي كُتبت عليه وتُرجمت إلى أرض الواقع وساعدت في نصرة الأقصى في وجه الحملة الإسرائيلية الأشد والأعنف التي تُحاك ضده.

وكان آخر تلك المطالبات ما دعا له رئيس القمة العربية الرابعة والعشرين التي عقدت في الدوحة، أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، لإنشاء صندوق من أجل دعم القدس بقيمة مليار دولار، وأعلن مساهمة قطر بمبلغ ربع مليار دولار، على أن يستكمل المبلغ من الدول الباقية، وأن يستلمها البنك الإسلامي للتنمية.

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك وباحاته في هذه الأيام لسلسلة اقتحامات من قبل مستوطنين متطرفين تحت حراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لأداء طقوسهم التلمودية للاحتفال بما يسمى بعيد "الفصح العبري".

وافتتحت جهات يهودية تنشط في نشر أسطورة "الهيكل" المزعوم يوم الأربعاء الماضي معهد تطلق عليه اسم "الهيكل"وذلك قبالة ساحة المغاربة في الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك وسط مشاركة فاعلة من قبل المستوطنين والسياح، وأقامت هذه الجهات إلى جانب المتحف معرضا ضم كتبا حول تاريخ "الهيكل" المزعوم ورموزا يهودية تُستخدم في تأدية شعائر تلمودية فيه ومجسمات له وقصص للأطفال تحكي خرافته المزعومة.

قرارات لا تنفذ..
وأكد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، أن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية بحاجة لدعم مالي وسياسي عاجل لإنقاذهم من المخططات الإسرائيلية التي تهدف لتقسيم المسجد الأقصى، وتشريد المقدسيين وإفراغ سكان المدينة المقدسة من الفلسطينيين.

وقال حسين :" المقدسات الإسلامية تتعرض لأبشع وأقذر حملة صهيونية منذ سنوات، وما تعاني منه تلك المقدسات يتجاوز الاقتحامات وما ينشر عبر الإعلام، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يرسم الخطط والخرائط لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه".

وأضاف مفتي القدس والديار الفلسطينية، على الدول العربية والإسلامية إن تعي جيداً لحجم ومقدار الخطر التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن الوضع خطير جداً وبحاجة لتدخل عربي وإسلامي قوي لنصرة المقدسات ودعم أهالي المدينة المقدسة لإفشال مخططات إسرائيل.

وأكد حسين، أن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية تتعرض لحملة إسرائيلية هي "الأشرس" منذ زمن، تهدف لتمرير وفرض سياسة الأمر الواقع على المدينة وسحب الصلاحيات من الفلسطينيين في إدارة ملف المقدسات.

ودعا الأمتين العربية والإسلامية، بترجمة قرارات القمم العربية الأخيرة على أرض الواقع، وتوفير كافة الأموال التي تم الاتفاق عليها لنصرة المسجد الأقصى، قائلاً:" المسجد الأقصى لا يحتاج للدعم المالي فقط، ولكن بحاجة لقلوب وهبة جماهيرية وعربية وإسلامية لنصرته والدفاع عنه ".

وأوضح حسين، أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط مشاعر المسلمين، مشيراً إلى أن الفلسطينيين وأهل القدس على استعداد تام لصد هجمات المستوطنين، وإفشال أي مخططات إسرائيلية لتهويده وسرقته.

وتتعرض مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية، لأبشع حملة تهويد وطمس للمعالم والآثار"، وقالت مؤسسات مقدسية، إن المسجد الأقصى المبارك يتعرض للهدم من خلال الحفريات والأنفاق والكنس التي تقام أسفله، إضافة إلى بناء كنيس الخراب زيادة في تشويه الحقائق وتزوير التاريخ، فضلا عن المضايقات والإجراءات التعسفية التي يتعرض لها المقدسيين من مصادرة للأملاك والبيوت وهدم للمنازل وطرد ونفي من القدس وإقامة الجدار العازل، كل ذلك من أجل تيئيس المقدسيين وطردهم من ديارهم وتهويد القدس بشكل كامل.

وتجري عملية الاستيلاء على المسجد الأقصى وفرص السيطرة الصهيونية عليه ضمن خطة مدروسة وذات أبعاد كبيرة جدا تهدف في النهاية إلى تقسيم المسجد الأقصى أو هدمه.

حبر على ورق..
بدوره، يرى الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة السابق، أن قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، لم ترقى لمستوى التحديات والمخاطر التي تعيشها المقدسات الإسلامية.

وأكد التميمي، أن قرارات القمم العربية غالباً ما تكون حبراً على ورق، ولا ترى التنفيذ وتبقى حبيسة الورق التي تُكتب عليه تلك القرارات التي دائماً ما تخرج لرفع العتب.

وأضاف:" ما يجري بالقدس من تهويد وتشريد وانتهاكات وحفريات تحت الأقصى، واقتحامات يومية من قبل المتطرفين، يؤكد خطوة الوضع الذي تعاني منه تلك المقدسات، ومدى التغول الإسرائيلي في سياسة الأمر الواقع لتقسيم المسجد الأقصى وإعطائه الطابع اليهودي".

وأشار قاضي القضاة السابق، إلى أن الإغاثة المالية من قبل العرب لا تكفي وحدها لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن تلك المقدسات تحتاج لمن يحميها من المشروع "الصهيوني" الذي يسعى لتحويلها لمدينة يهودية".

وطالب التميمي، الأمتين العربية والإسلامية، بأن يكون مشروع عربي وإسلامي موحد وقابل للتنفيذ لمواجهة "المشروع الصهيوني".

وكان وزراء الخارجية العرب، قرروا عام 2010 في ختام اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التي التأمت في مدينة سرت الليبية تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لدعم القدس، إلا أن تلك الأموال حتى اللحظة لم تحول ولم تبق القرارات العربية الخاصة بدعم الأقصى والمقدسات.

وحمّلت مؤسسة "الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية"، الدولة العبرية وأذرعها المختلفة، المسؤولية الكاملة لما قد يصيب المسجد الأقصى من أذى أو خطر، جراء منعها المتواصل لأعمال الترميم والصيانة في المسجد الأقصى المبارك وباحاته ومصلياته وجدرانه.

واعتبرت المؤسسة، أن إسرائيل تسعى من خلال هذا المنع المتعمد والمخطط والمدروس وضع يدها على "المسجد الأقصى"، غير مبالية لما قد يترتب على هذا من عواقب وخيمة على " الأقصى" ويعرضه للهدم والخطر والأذى.

من/ نادر الصفدي ..