غزة- وكالة قدس نت للأنباء
كانت الحكاية في البداية مع "سمر" عندما قررت يوما أن تصنع صورة تعبر عما يجول في خُلدها، بأن تلتقط صورة لطفلة يعلوا وجهها الجميل ابتسامة بريئة وهى تحتفل بعيد ميلادها بصحبة أصدقائها الأطفال في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين بغزة، تلك هي الصورة التي ارتسمت في خيال "سمر" حتى جسدت الفكرة التي بدأت من وحي الخيال لتحولها إلى صورة "فوتوغرافية" نالت بها المركز الأول بمسابقة الاونروا للتصوير الفوتوغرافي لشباب الفلسطيني لعام "2012"م.
الشابة سمر أبو العوف في أواخر العشرينيات من عمرها، والتي امتهنت لنفسها التصوير الفوتوغرافي في قطاع غزة، المليء بالأحداث والتعقيدات، استطاعت أن تحصد العديد من الجوائز في التصوير الفوتوغرافي رغم حداثة عملها في هذا المجال والذي لم يتعدي ثلاث سنوات.
وتقول "سمر" لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "أنا فتاة فلسطينية هوايتي التصوير، كانت أول صورة التقطها لـ"7203 " طفل من القطاع تمكنوا من تحطيم الرقم القياسي العالمي "لطبطبة كرة السلة " في عام 2010م, أثناء عملي كمنشطة في المخيمات الصيفية التي تقيمها الأونروا بالقطاع ".
وتضيف "بغرض تعزيز هوايتي تلقيت دورة في أساسيات التصوير الفوتوغرافي, في احدى المؤسسات وتخرجت منها بتقدير" امتياز" وكانت بمثابة شهادة تؤكد قدرتي في العمل بهذا المجال.
احدى أفكار "سمر" والتي خاضتها بأن التقطت ما يقارب "3000" صورة لعمليات جراحية مختلفة أجريت لمرضى بالقطاع داخل مستشفيات عديدة, منها عمليات قلب مفتوح, زائدة، زراعة غضروف، عمليات لولادة قيصرية, وغيرها الكثير من العمليات.
وتوضح أنها أرادت بذلك إقامة معرض يوثق صور عمليات جراحية أجريت بالقطاع, لافته إلا أنها شاركت بخمسة عشرة صورة فقط مما التقطته عدستها بهذا الجانب خلال معرض محترف شبابيك الذي أقيم أوائل عام 2012م .
وقد شاركت في معارض مختلفة كما تشير منها معرض"فعاليات النكبة الفلسطينية" الذي أقيم بالجامعة الإسلامية بغزة لعام2011م, ومعرض "ربيع الشباب العربي" الذي أقيم في مركز رشاد الشوا الثقافي، ومعرض "غزة أحلى" الذي أقامته مؤسسة الجاليري الاتحاد الثقافي، في شهر رمضان لعام 2011م, ومعرض أقيم بمدينة القدس المحتلة حول "العنف ضد المرأة " وقد شاركت فيه بصور جمعتها خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي استمر لمدة ثمانية أيام حيث التقطت صور لنساء كان الاحتلال استهدافهم بشكل مباشر، وآخر ما شاركت فيه معرض عن "أطفال غزة " أقيم بالسويد بتاريخ 24/2/2012م .
وتستذكر "سمر" أهم الفعاليات التي قامت بتغطية أحداثها، من بينها المواجهات التي اندلعت في ذكرى أحياء يوم الأرض, بين شبان فلسطينيين وجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر بيت حانون شمال القطاع بتاريخ 30 مارس العام الماضي, وكيف كانت تلتقط الصور وهي تتجاوز حواجز الخوف ونظرات المجتمع بداخلها كونها فتاة تحمل "كاميرا" حيث لم يألف سكان القطاع مشهد كهذا، كما تقول.
مسابقات عديدة خاضت فيها الفتاة الغزية، منافسات قوية مع مصورين محترفين داخل القطاع، وكان أولها مسابقة أعلنتها جامعة الأزهر بغزة عبر جروب "بيج خاص" على الموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك, وحازت فيها على المركز الأول , حيث شاركت بصورة لإحدى الحيوانات الزاحفة في مشهد جسد الطبيعة.
وما لبثت حتى فازت بالمركز الأول بمسابقة التصوير الفوتوغرافي لشباب الفلسطيني, التي أجرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين والتي انطلقت في شهر تموز 2012م من العام الماضي, بمنافسة أربع مناطق "لبنان ، وسوريا، والأردن، فلسطين"، حيث تم تكريمها من قبل "روبرت تيرنر" مدير عمليات الاونروا بالقطاع بتاريخ 3 مارس الجاري أثناء افتتاح معرض عرض فيه الصور التي شاركت بالمسابقة.
كما وفازت بمسابقة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بتاريخ 3 ديسمبر من العام الماضي, حيث كان موضوع المسابقة "مناصرة حقوق المعاقين", لتحصد المركز الثاني بعد أن تقدمت بصور لفتاة مقعدة ترسم على الفخار".
وتنتظر "سمر" التي تعمل لدي مجلة "الغيداء" فوزاً جديدا بعدما أخبرتنا بأنها تقدمت بخمس صور في مسابقة "دبي للصحافة العربية" لهذا العام.
وترى بأن نجاحاتها نابعة من ثقتها بنفسها وفي أداء عملها حيت تقول "يجب أن تلامس الصورة إحساس مُلتقطها لكي يستحق اللقب".