تسعى دائما السلطة المستعمرة لفلسطين لبث التفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد بشتى الطرق والوسائل ، وبذلك تضعف روح المقاومة والوحدة ويدمرون أساسيات البيت الواحد .
التاريخ أرض خصبة كي نعرف الأحداث والأمثلة للاحتلال البريطاني في أوائل الثلاثينيات لاستغلال الدين والقبلية والقومية لتحقق بريطانيا هدفها في زعزعة الأسرة الفلسطينية كما جاء في كتاب " الانقسام الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني وفي ظل السلطة الفلسطينية " .
فحسب ما ذكر في الكتاب فان عائلتي الحسيني والنشاشيبي تصارعتا في زمن الاحتلال البريطاني في جمع اكبر عدد من مؤيدين لهما لحكم فلسطين آنذاك حيث كانت بريطانيا وعصابات الصهيونية المستفيدات من هذا الانقسام القبلي الواقع بألمه على كل الشعب الفلسطيني الواحد الذي طالما وقف سدا منيعا أمام أي محتل غاصب للأرض الفلسطينية .
لقد عمل الانقسام الأول على تأخر الصف الفلسطيني الواحد أمام الاحتلال البريطاني وعصابات الصهيونية في معركة النكبة التي سقطت فلسطين بين فكي العصابات المحتلة التي لم تذر القرى على حالها وهاجرت العائلات الفلسطينية من مدنها وقراها .
وفي الستينات وقعت النكسة التي ذادت من التفرقة بين الأرض الواحدة وتشتت وهاجر الشعب الواحد مابين الدول المجاورة لفلسطين والضفة وغزة وأراضي 1948 .
هذه الخطط الاستعمارية المحكمة التخطيط جعلت الشعب الفلسطيني ليس فقط منعزلة عن بعضها البعض وإنما كبرت لخلافات حزبية سياسية .
كانت أوسلو الشرارة التي أشعلت النار بشكل كامل بين أحزابنا السياسية والدينية وكل حزب اخذ يجمع تحت لوائه المؤيدين له .
تشير السنوات السابقة لانتفاضة الأقصى المباركة إلى الكثير من الأحداث التي نشطت فكرة الانقسام الحالي لكن حدوث الانتفاضة المباركة أطفأت نار الانقسام وتوحد الصف الفلسطيني في أن السلاح الشرعي هو سلاح مقاوم وما دون ذالك لن يكون له وجود في الشارع الفلسطيني .
في انتفاضة الأقصى المباركة تم تصفية الكثير من قيادات الشعب الفلسطيني وخاصة الجيل الأول لنضال والمقاومة لتسهل عملية الانقسام التي تطمح لها سلطات الاحتلال الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني في ترسخ الانقسام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بالإضافة للانقسام الجغرافي .
بدأت تنهار الأحلام الفلسطينية الواحدة في مجتمع فلسطيني واحد يعيد كل فلسطين وبدأت أحلامنا تتمثل في مصالحة فلسطينية قد تعمل على إنماء أمل واحد ألا وهو عودة فلسطين كل فلسطين.
إن النضال الفلسطيني ضد الانقسام لا بد و أن يبقى معركته متواصلة وألا تنطفئ شمعة الأمل في عودة الصف الواحد ولهذا السبب أكتب مقالي هذا وأريد من كلماته أن تصل إلى كل قلب فلسطيني غيور على فلسطين ليصرخ مع كل دقة ومع كل نفس نعم للمصالحة لا للانقسام لا للمخططات الاستعمارية العالمية .
لقد تعب الشعب الفلسطيني كثيرا على مر السنوات الطوال التي ذهبت كالرياح الفارغة من السحب المحملة بأمطار الوحدة والمصالحة .
وأختم مقالي هذا بآية من كتاب القرآن الكريم :
" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا "
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت