"تقرير"..التمثيل الفلسطيني..عنوان لخلاف جديد بين فتح وحماس يهدد قمة المصالحة المنتظرة

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
باتت قمة المصالحة "المصغرة" التي دعت لها القمة العربية في الدوحة، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية المزمع عقدها في العاصمة المصرية القاهرة خلال شهر إبريل الجاري، بمشاركة دولة عربية وحضور حركتي "فتح وحماس" مهددة بالفشل قبل الاتفاق موعد اللقاء، وذلك بعد عودة مسلسل التراشق الإعلامي والاتهامات بين "فتح وحماس" حول الجهة المعطلة للمصالحة وانتهاك حرمة التمثيل الفلسطيني في اللقاءات الرسمية.

وقررت القمة العربية في ختام أعمال دورتها الرابعة والعشرين بالدوحة الثلاثاء الماضي، عقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر وعضوية كل من قطر وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية والدول الأعضاء التي ترغب في المشاركة للإسراع في تنفيذ المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي "فتح وحماس"، باعتبارها الضامنة الحقيقية للحفاظ على الوحدة الفلسطينية، ومواجهة التحديات الماثلة أمام القضية الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، إن "القمة المصغرة التي اقترحها أمير دولة قطر من أجل الدفع بتنفيذ برنامج المصالحة الفلسطينية ستكون برئاسة مصر وسوف يتفق على الموعد المناسب ونأمل أن تسهم في الوصول إلى المصالحة الفلسطينية"، موضحاً أنه سوف يتحدد الموعد خلال الاتصالات مع جميع الأطراف المشاركة، وقد يكون ذلك بعد عودة وفد لجنة مبادرة السلام العربية من واشنطن خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وتوقفت جولات الحوار الفلسطيني بعدما أعلنت حركتا "فتح وحماس" عن تأجيل لقاء كان مقررًا عقده بينهما يوم 26 شباط/فبراير في العاصمة المصرية القاهرة، بعد تبادل الاتهامات بين الحركتين خلال ندوة عُقدت في مدينة رام الله.

عقبة مفتعلة ..
ورغم الترحيب الحار الذي صدر عن حركتي "فتح وحماس" بالمبادرة القطرية الجديدة الداعية إلى عقد قمة عربية مصغرة لدعم المصالحة بين الحركتين المتخاصمتين، إلا أن أياً من قادتهما لا يرى فرصة حقيقية لحدوث اختراق في المصالحة المجمدة.

وقالت مصادر فلسطينية:" إنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عدم نيته حضور أية قمة عربية تحضرها حركة "حماس"، وأوضحت المصادر أن عباس مستعد لحضور مثل هذه القمة، لكن من دون مشاركة" حماس" على أن يتلوها اجتماعات مع حماس والفصائل.

وأَضافت المصادر أن الأطر القيادية في منظمة التحرير لن تسمح مطلقا بالمس بوحدانية التمثيل الفلسطيني".

وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، أن الرئيس عباس حريص تماماً على وحدة التمثيل الفلسطيني باللقاءات الرسمية، ولن يقبل بثنائية التنسيق مهما كانت الظروف.

وقال محيسن:" نتمنى عدم وضع أي عقبات من شأنها أن تعطل أي جهد عربي لإتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية، وملف التمثيل الرسمي لا يمكن تجاوزه ".

وأضاف القيادي الفتحاوي:" "فتح" تسعى بكل جهد، بالتوافق مع الجهود العربية وخاصة المصرية، لتجاوز أي عقبات من شأنها أن تعرقل قمة المصالحة المقبلة"، معتبراً قمة "المصالحة" فرصة حقيقية لتجاوز الخلافات وإعلان الوحدة الداخلية.

وتمنى محيسن، أن لا تؤثر بعد الخلافات التي وصفها بـ"البسيطة" مع حركة "حماس" على نجاح وفشل القمة، قائلاً:" نتمنى تجاوز أي عقبات داخلية لإنجاح المصالحة بما يصب ذلك في مصلحة الفلسطينيين وقضيتهم".

وفي السياق، قلل صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من أهمية قمة المصالحة، قائلاً:" القمة المصغرة للمصالحة لا تحمل أي مبادرات لكن هدفها تنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة "، مضيفاً أن المصالحة ليست بحاجة إلى اتفاقات جديدة.

وأكد عريقات على ضرورة أن تشير هذه القمة إلى الطرف المعطل لتنفيذ المصالحة الوطنية ويرفض العودة لصناديق الاقتراع لاختيار من يمثل الشعب الفلسطيني، منتقداً ما أعلنته حركة "حماس" بضرورة إعادة النظر في التمثيل الفلسطيني في الجامعة العربية، وقال" إنه كلام مرفوض جملة وتفصيلا".

وكانت حركة"حماس" على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، دعا النظام العربي الرسمي إلى مراجعة التمثيل الفلسطيني في الجامعة العربية، في ظل استمرار الانقسام، قائلاً:" هناك طرفًا فلسطينيًا فاز بموجب انتخابات شرعية ولا يزال يحظى بهذه الشرعية، ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار" وفق قوله.

لا أمل..
بدوره يرى المحلل السياسي مخيمر أبو سعده، أن المصالحة الفلسطينية لا تحتاج لمبادرات جديدة لحل الخلافات القائمة بين حركتي "فتح وحماس" والتي سبق إن عطلت مبادرات سابقة.

وقال أبو سعده :" إتمام المصالحة لا يتعلق بعقد قمة جديدة أو ضم دول عربية جديدة، لحل خلاف الفلسطيني الداخلي، بقدر ما هو مرتبط بمدى الدعم الذي ستقدمه تلك الدول للمصالحة لسرعة إنجازها وتوافر الإرادة السياسية الحقيقية لدى "فتح وحماس" لإزالة الخلافات القائمة بينهما".

وأضاف أبو سعده، إذا قُدر للمصالحة أن تنجح فذلك يعتمد على مدى قدرة الدول العربية على توفير الأموال اللازمة لرعاية الحكومة الانتقالية في حالة تخلي الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية عنها.

وتابع قائلاً:" ترحيب "فتح وحماس" بالمبادرة القطرية ليس كافياً أو جديداً، وذلك يحتاج لخطوات عملية ومساندة على الأرض لذلك الترحيب وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة"، مشيراً إلى أن الخلافات بين "فتح وحماس" لا زالت قائمة وقد تشكل عقبة في إتمام الوحدة الوطنية.

ووصل إلى القاهرة، مساء السبت خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على رأس وفد من الحركة لبحث تطورات ملف المصالحة الفلسطينية، بعد مستجدات القمة العربية الأخيرة بالدوحة.

وتوصلت حركتا "فتح وحماس" لاتفاقين للمصالحة الأول في مايو/أيار 2010 برعاية مصرية، والآخر في فبراير/شباط 2011 برعاية قطرية لتشكيل حكومة مستقلة تتولى التحضير لانتخابات، غير أن معظم بنود الاتفاقين لم تدخل حيز التنفيذ.

من/ نادر الصفدي ..