"تقرير"..غزة تنفض غضباً على جريمة إغتيال "أبو حمدية"

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أثار استشهاد الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية "64 " عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، ردود فعلا غاضبة بين المواطنين ونشطاء صحفيون ومؤسسات مجتمع مدني في قطاع غزة، حيث عبروا لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" عن استنكارهم وغضبهم الشديدين لاستشهاد "أبو حمدية"، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري، معتبرين أن الاحتلال يمارس جرائم منظمة ضد الأسري الفلسطينيين دون وجود أي رادع حقيقي لذلك.

وقد تجمع عشرات من الناشطين في مؤسسات المجتمع المدني، وعدد من المواطنين، واسرى محررين، في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، ورفع المشاركين شعارات تدين وبشدة جريمة اغتيال الأسير "حمدية".

وقالت الدكتورة مجد مهنا، مديرة مركز التخطيط الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية: "أصبحنا نودع شهداء أسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي فترة بعد فترة", موضحة أن المسيرات والاعتصامات لا تفي بالحاجة للوقوف بجانب الأسرى، بل يجب وقفة جادة من كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضافت: "الأسير أبو حمدية هو من الأسرى الذين ضحوا بصمودهم وإرادتهم من أجل هذا الشعب الأعزل".

من جهته أكد الناشط الإعلامي إيهاب الفسفوس، أن خبر استشهاد أبو حمدية هو ما زاد من غليان الدم في قلوب الفلسطينيين وانه مؤلم جدا لسماعهم هذا الخبر.

وأضاف : "نحن وجدنا الشعب متضامن وهذا مشرف لنا بان نقف بجدية لدعم الأسرى والتآزر معهم"، موجهاً رسالة للمجتمع الدولي قائلا : "سحقا للعالم الصامت، الذي يشاهد الأسرى وهم يموتون ويعانون ولا يحرك ساكنا"، مطالباً الفصائل بالتوحد والانضمام يدا بيد والوقوف بجانب الأسرى.

وقد حذرت وزارة الأسرى الفلسطينية في الآونة الأخيرة من خطورة الحالة الصحية للأسير أبو حمدية من سكان مدينة الخليل، والمصاب بالسرطان في الحنجرة والمحكوم بالمؤبد.

وقال عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى في تصريح سابق" لقدس نت" إن الأسير المريض أبو حمدية، استشهد بعد معاناة طويلة مع المرض ورفض الاحتلال للإفراج عنه رغم تدهور وضعه الصحي"، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات استشهاد الأسير أبو حمدية، مؤكداً أن الأوضاع داخل السجون تعيش حالة من الغضب والغليان على استشهاد زميلهم أبو حمدية.

المواطنين في القطاع اعتبروا استشهاد "أبو حمدية" من ضمن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الأسري، ودعوا للنزول إلى الشوارع في كل مدن ومحافظات الضفة الغربية وقطاع غزة حتى يشعر الاحتلال بحجم ما ارتكب.

وطالبوا المقاومة الفلسطينية بالقصاص من الاحتلال، من خلال تفعيل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتنفيذ عمليات في مستوطنات الضفة، مشددين على ضرورة عدم السكوت والصمت تجاه هذه الجرائم المتلاحقة بحق الأسري داخل السجون.

ويقول المواطن محمود القصاص، "يجب الانتباه لقضية الأسرى وتفعيل قضيتهم بطريق مغايرة، تبدأ في توجه القيادة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية ورفع دعوة قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبته على ممارساته القمعية بحق الأسري وسياسية الإهمال الطبي والصحي".

فيما تضيف المواطنة إيمان صلاح " نحن مقصرين في قضية الأسرى، على الشعب أن يتحرك وعلى السفارات الفلسطينية في كل دول العالم أن تنظم اعتصامات أمام مقارها لكي تصل رسالة الأسري للمواطنين في العالم، قائلة "يجب عدم السكوت يجب إنهاء حالت الصمت".

من ناحيته يري المواطن علاء سعيد "أن الجرائم الاحتلال يجب الرد عليها بقوة، قائلاً " نطلب من المقاومة أن تطلق الصواريخ وترد على جريمة اغتيال الأسير أبو حمدية، وتنفيذ عمليات في الضفة ضد المستوطنات ما يجري معيب جدا".

والأسير ميسرة أبو حمدية" من مواليد مدينة الخليل عام 1948، ضابط متقاعد برتبة لواء، وحاصل على دبلوم في الإلكترونيات من القاهرة.

درس الحقوق في جامعة بيروت و لم يكمل الدراسة بسبب ظروف الملاحقة والإعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ويدرس التاريخ بجامعة الأقصى في غزة بالمراسلة.

انخرط في صفوف الثورة عام 1968, واعتقل مرات عدة بتهمة الانتماء للعمل العسكري والنشاط الفصائلي، كان آخرها في الثامن والعشرين من شهر مايو ليحكم عليه بالسجن المؤبد، وبدء العمل الوطني مع مكتب الشهيد أبو جهاد في الأردن منذ العام 1979، ومن ثم مكتب الانتفاضة منذ العام 1988، وبقي حتى عام 1998، حيث كان برتبة مقدم على سلسلة رتب منظمة التحرير، عمل في معسكرات حركة فتح في لبنان وسوريا، حيث انتمى إليها في العام 1970م أثناء دراسته في القاهرة.

وهذه الجريمة تضاف لجريمة سابق قد ارتكبها الاحتلال بحق الأسير عرفات جرادات البالغ من العمر (33 عاماً) من مدينة جنين الذي توفي بتاريخ23 فبراير من العام الحالي ، داخل سجن مجدو، نتيجة الإهمال الطبي والصحي حيث كان يعاني من مرض القلب ولم يتلقّ العناية الطبية اللازمة في حينها ورفض الاحتلال الإفراج عنه .