غزة - وكالة قدس نت للأنباء
وجه الأسير الفلسطيني حسن سلامة، اليوم الأربعاء، رسالة إلى الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية، عبر فيها عن فخره بالشهيد ومناقبه في المقاومة والأسر.
وتطرق الأسير سلامة إلى حالته بعد استقبال خبر استشهاد أبو حمدية، منتقداً الجهات الرسمية والمسئولة وإهمالها لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والذين يعانون مرارة وقسوة السجان والإهمال الطبي المتعمد الذي يضاعف من معاناة الأسرى وحالتهم.
وفيما يلي نص الرسالة:
الموت يحذرنا فأهلا وسهلا بالموت، وأكرم بها من حرية
أخي أبا طارق، لم نعش معا، ولم نلتق، لكننا كنا قريبين بحكم الحياة المشتركة التي نعيشها ويعيشها معنا كل الأسرى. حياة قد تحدثت عنها يوم كنت معزولا، ومعي ثلة من إخواني الأسرى، في العالم الاخر، بل العالم القريب من عالم البرزخ. وبفضل الله، ومن ثم بفضلكم وبطولتكم ابتعدنا قليلا عن هذا العالم، عندما أخرجتمونا من تلك المقابر.
وإذا بي وقبل أيام من استشهادك، أجد نفسي مشاركا بما نملك من جهد، وامكانيات بسيطة للتضامن معك، وتوصيل صوتك واهاتك للعالم الذي يبعد عنا، لذلك لا يتذكرنا ولا يتفاعل معنا، إلا عندما تخرج الروح إلى بارئها ،، فليتحضر ذلك العالم وأهله وسكانه لاستقبال طرد مغلق من عالمنا، به جثمان أحدنا، نرجوكم أرسلوه ،،كفنوه وابحثوا له عن مكان وادفنوه.
الثلاثاء الثاني من ابريل، كان طردنا يحتوي جثمانك الطاهر، فاعذرنا أخانا، فوالله ما استطعنا ان نفعل لك شيئا. فنحن مثلك ننتظر وبشوق أن نصبح طرودا، لعلنا ننال حريتنا. فعلى ما يبدو بذلك نرتاح ونستريح، ونوفر الطاقات والجهود والأموال لتحرير من سيحررنا.
كان في هذا اليوم إضراب في سجن نفحة، للتضامن معك، وسمح لنا فقط للخروج ساعة واحدة للفورة. كان العدد قليلا، وكنت في إحدى زواياها، امارس الرياضة، وإذا بصوت ينادي علينا من داخل الغرف، جاء الان ما يلي: استشهد الأخ أبو طارق، ميسرة أبو حمدية. كنت اتوقع ذلك ومع ذلك وجدتني واقفا مكاني لرهبة الحدث. قد يقول قائل لعل الموت أخافه، ومن فينا لا يخاف من الموت، بحثت عنه أين هو. فهو الزائر المرحب به عندنا، إن كان به سننال حريتنا. قالوا : أمواتا يا حسن !!!وما الفرق وأيهما أفضل حياة الذل والمهانة، أم الموت مع بقية كرامة؟؟!!
نموت كل يوم ألف مرة، ونحن نسمع اهات المرضى، ونعيش الامهم وعذاباتهم، ذاك مريض بالسرطان ينتظر دوره، وذاك ضغطه مرتفع، وهذا سكره منفخض، ومريض بالفشل الكلوي، وهذا يحتاج للأكسجين ومضرب عن الطعام، تجاوز إضرابه كل الأرقام القياسية، ما حركت فيكم ساكنا لكنها أدمت قلوبنا.. نحن نراهم يتعذبون ويصرخون.. اه ما أقسى وأصعب ان تجد نفسك عاجزا امام هؤلاء.
الموت الذي تخافون منه في عالمنا يبحثون عنه، فهو أرحم لهم من صمتكم،، عجزكم وتجاهلكم، وهو أرحم لهم ألف مرة لنا ولهم من شماتة العدو وسخريتهم .
يتعذب ويتالم ابو طارق لأشهر من سرطان أصابه، لا يسمع به أحد، ولا يذكره أحد، ولو خبرا صغيرا أو جملة في خطاب رئيس، أو مسؤول. ونعيش معاناته ونتعذب مثله، حتى إذا مات تسابق الجميع لخطب وده، والحديث عنه. فإذا للاخ أبو طارق ألف صديق وألف الف مؤسسة، وألف الف ألف م... ك... لكي لا نؤذي احدا، هذه هي فائدة الموت، تريدوننا امواتا وكذلك العدو، هكذا يريدنا اذا. فاهنئ يا ابا طارق بحرية اكرمك بها الله، واهلا بالموت طريقا وسبيلا للحرية.
لكن هل يا ترى لن يخرج علينا شخص أو جهة، أو حتى مؤسسة، تتبنى الموت، وتعتبره إنجازا من إنجازاتها، أكيد سنعلم حينما سنقف بين يدي من لا يظلم عنده أحد .
رحمك الله أبا طارق وأسكنك الله فسيح جناتك
الأسرى المنتظرون دورهم للحاق بك
بالنيابة عنهم.. أخوك الأسير حسن سلامة