في البداية لابد لنا إلا أن نُسجل احترامنا وتقديرنا لأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وأعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية ، الذين كان لهم موقف مُشرف تجاه قضايا شعبنا ، هؤلاء الذين عملوا بجهد مميز يستحق الثناء ، في حين أن هناك أعضاء في المجلس التشريعي لا يعرفهم المواطن ولا حتى يعرف أسماءهم أو لأي دائرة انتخابية هم تابعين .
في الأزمات تظهر الحقائق ، وهنا يأتي دور النواب المنتخبين ، فمنهم من ظهرت فعالياته ومواقفه للعلن ولا تحتاج إلى شهادة من أحد ، وآخرين اكتفوا بالجلوس وراء المكاتب ليُتابع معاناة أبناء شعبنا عبر شاشات التلفزيون كباقي المواطنين ، وكأنه لا يمت لهذا الوطن أو لهذا الشعب بأي صلة ، وعندما يبدأ موسم الحصاد تجدهم يتسابقون نحو المكاسب والمناصب والمواقع .
في هذا المقام لن ننحاز لشخص بعينه ، لكن من العيب أن يُقارن أعضاء في المجلس التشريعي أو المجلس الثوري واللجنة المركزية بغيرهم ممن اختاروا لغة الصمت تجاه ما يعانيه أبناء شعبنا في قطاع غزة ، من محاولات التهميش والتجويع والاستهداف لصالح مخططات حكومة الدكتور سلام فياض ، التي تُريد بناء انجازات لنفسها على حساب الفقراء والموظفين والذين يعانون ويلات الانقسام منذ أكثر من ست سنوات ، وكأن أبناء قطاع غزة هم مواطنين درجة ثالثة من وجهة نظر البعض .
وبرغم كُل الإجراءات التعسفية من قبل الحكومة الفلسطينية بحق الموظفين من أبناء قطاع غزة ، وما تبعها من نداءات لإقالتها ، والحملة التي قام بها أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وقادة التنظيم في محافظات الوطن ، إلا أن الصورة عند البعض لا تزال مشوشة ، أو أنهم يدورون في حلقة مفرغة ، وكأنهم لا يريدون البوح بالحقيقة التي يعلمونها جيداً .
الحقيقة يا سادة أن سلام فياض باقٍ ، ومن يقول غير ذلك فإنه يعيش أحلام اليقظة ، أو أنه لا يعلم شيئاً في السياسة أو فيما يدور من حوله ، أو أنه بحملته هذه يُريد أن يُسجل نقطة أمام الشارع بأنه كان ضد سلام فياض أو إجراءاته وهذا جهد نحترمه وموقف نابع من المسؤولية الوطنية تجاه قضايا وطنية وشعبية تستحق من الجميع الوقوف أمامها ، خاصة إذا مست قوت الموظفين والمواطنين .
سلام فياض باقٍ ، وقد حصل على ضوء أخضر في البقاء والاستمرار في سياسته ونهج حكومته من الرئيس الأمريكي أوباما ، عندما زار رام الله مؤخراً ، وأشاد بإنجازات الحكومة ورئيسها ، وحين ذكره في خطاباته ولقاءاته التلفزيونية أكثر من مرة إلى جانب إسم الرئيس أبو مازن ، وهذه إشارة واضحة لأن سلام فياض يتمتع بثقة الولايات المتحدة والدول المانحة وبالتالي لن يترك منصبه مُكرهاً أو مُثالاً أو مستقيلاً ، ولأن الرئيس أبو مازن لا يريد غير سلام فياض رئيساً للحكومة ، والأهم من ذلك أن الرئيس أبو مازن لا يريد حكومة تقودها حركة فتح ، وهذا هو بيت القصيد .
آن الأوان يا سادة أن نعمل من أجل تحسين الأداء ، وتفعيل الرقابة على المؤسسات الحكومية ، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطن والموظف ، وأن نقاتل من أجل إتمام المصالحة الوطنية كمخرج رئيسي للخروج من حالة اليأس والإحباط العام التي يعيشها المواطن ، وأن نبدأ بالإعداد للمرحلة القادمة التي من الممكن أن تشهد انتخابات تشريعية ، بدل من الشتم والاتهامات عبر الإعلام ، وتصفية الحسابات وانشغال بعض أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والمنتفعين بالانتقام من فلان أو الوقيعة لعلان .
وبالنهاية كُل الاحترام لأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين تحركت مشاعرهم الوطنية ودفعهم واجبهم لمساندة إخوانهم من أبناء شعبنا المظلومين من المقطوعة رواتبهم ظلماً وعدواناً ، ومن تفريغات 2005م الذين يستحقون كُل الدعم والمساندة لكي يعيشوا بكرامة في ظل ما نعانيه من موت وقهر وحصار وتجويع ممنهج على يد الإحتلال الإسرائيلي وأعوانه .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي - غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت