لنتضامن مع عميرة هس ضد تهديد المستوطنين

بقلم: مصطفى إبراهيم


الصديقة عميرة هس صحافية يهودية وليست فلسطينية، وفلسطينيا لا يتم معاملتها مثل الصحافيين الاسرائيليين الاكثر تحريضا علينا و الذين يدعون الى رام الله وهواتف المسؤولين الفلسطينيين في ما تبقى من الوطن مفتوحة لهم في أي وقت ويحصلون على معلومات بالمجان وينشرونها وفق رؤيتهم وقناعاتهم، وخدمة لدولة الاحتلال.مصطفى 8

ولأنها مؤمنة بحق الفلسطينيين في وطنهم ومقاومة الاحتلال والمستوطنين وتكتب عن معاناتهم والجرائم الذي يرتكبها الاحتلال تتعرض لحملة شرسة من المستوطنين وأثارت غضبهم على اثر نشرها مقال بعنوان “مفردات الرشق بالحجارة” قالت فيه: “إن رشق الحجارة هو حق وواجب طبيعيان على من يقع تحت احتلال سلطة أجنبية. فرشق الحجارة هو نوع من أنواع المقاومة. وملاحقة راشقي الحجارة، بما في ذلك الأطفال أبناء الثمانية أعوام، هي جزء لا يتجزأ، من تعريف وظيفة ممثلي السلطة الأجنبية، ولا تختلف عن إطلاق النار والتعذيب في التحقيق ونهب الأراضي ومنع التحرك، والتمييز في توزيع المياه”.
وان “عمليات رشق الحجارة تكون نابعة حقيقة من شعور القرف والملل من الاحتلال كمن يقول ايها الاحتلال كفى لقد سئمنا منك”.

عميرة تقيم منذ عدة سنوات في رام الله، بعد ان اقامت عدة سنوات في قطاع غزة تغطي اخبار الناس ومعاناتهم وجرائم الاحتلال، وفي العام 1993 كانت تقيم في مخيم الشابورة بمدينة رفح، وفي احد الايام افقنا من النوم على صوت مكبرات الصوت بحظر التجوال وهدير الطائرات المروحية والقصف لمنزل اختبئ فيه عدد من المطاردين لقوات الاحتلال، وغطت عمليات قتل الاحتلال لعدد من المقاومين المطاردين، ومنعت اكثر من مرة من دخول القطاع في العام 2001 غطت عملية هدم اكثر من 150 منزلا على الشريط الحدودي في رفح، وعملية قوس قزح في رفح في العام 2004، وغيرها من الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية.

فهي ليست المرة الاولى التي تكبت فيها عميرة عن الاحتلال وجرائمه والانتهاكات التي يتعرض لها الناس، وعن المستوطنين وجرائمهم واكتسبت شهرتها من تغطيتها اخبار الفلسطينيين وفضح ما يقوم به الاحتلال والمستوطنين من جرائم ضد الفلسطينيين وان وجودهم غير شرعي.

وليست المرة الاولى التي تثير غضبهم وغضب المؤسسة الامنية الاسرائيلية، وتعرضت ولا تزال لتهديد من المستوطنين الذين تقدم رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية بشكوى ضدها وطالب فيها بالتحقيق مع عميرة هس ومقاضاتها على ما نشرته ومقاضاة صحيفة “هأرتس” لنشرها المقالة، تحت مبرر التحريض ضد المستوطنين والجيش الاسرائيلي، و ان القاء الحجارة أعمال “ارهابية” تهدد حياة المستوطنين.

عميرة انتقدت السلطة الفلسطينية كما تنتقدها دائما في كثير من مقالاتها، وكتبت اكثر من مرة عن معاناة الناس في الضفة الغربية وكتبت عن حركة حماس والقمع والاعتقالات السياسية التي تعرضت لها في تسعينات القرن الماضي وتتعرض لها الان في الضفة الغربية، وانتقدت حركة حماس لممارساتها ضد حركة فتح والقمع الذي تتعرض له في غزة.

وفي العام 1997 صدر قرار بطردها من غزة، وعادت بعد ذلك، وفي العام 2008، وصلت الى غزة عبر سفن فك الحصار، وفي العام 2009، غطت العدوان الاسرائيلي على غزة ومع ذلك طلب منها المغادرة من غزة الذي تشتاق لها ولأهلها الطيبين كما تقول عنهم.

بعض الصحف الفلسطينية لا تنشر مقالات عميرة هس لانتقادها للسلطة، عميرة مواقفها واضحة ومبدئية وكثير من الناس يعتقدون انها فلسطينية وهي في مواقفها اكثر وطنية من كثير من الفلسطينيين، فلنرد الجميل لها بالتضامن معها ضد الحملة التي تتعرض لها من قبل المستوطنين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت