غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أوقات عصيبة تعيشها الدولة العبرية بكل طاقاتها وأجهزتها لاحتواء ما وصفته بالهجوم الإلكتروني غير المسبوق عليها، على مستوى القوة والتنظيم، بعد أن تمكنت مجموعات "الهاكرز" المعروفة باسم "أنونيموس" باختراق أكثر من 3 آلاف موقع سيادي وعشرات آلاف المواقع الصغيرة ومئات آلاف الحسابات على "الفيسبوك"، حسب ما أعلنت الشبكة العنكبوتية في تل أبيب، وبناء على تصريح مسؤول في وزارة الاتصالات في الحكومة الاسرائيلية للقناة "العاشرة" العبرية وصف فيه حملة الاختراق بأنها الأشرس والأكثر تعقيداً، واقترح إيقاف مؤقت لخدمة الانترنت في إسرائيل إذا استمرت الحملة على المواقع الإلكترونية،متهما مجموعات فلسطينية من غزة تدعى "القسام- هاكرز" بالمشاركة بتنفيذ الهجوم .
الخبير الفلسطيني في شبكات تكنولوجيا المعلومات المهندس/ محمد أبو عابد يؤكد بان "قطاع غزة لا يمكن أن يشارك بشن هجوم إلكتروني على الجانب الإسرائيلي، لأن عمليات الهجوم الإلكتروني الواسعة تحتاج لقوة إنترنت عالية، وحجم الانترنت المدخل للقطاع لا يساعد في تنفيذ هجوم إلكتروني ، إلا من خلال الدخول على سيرفرات خارجية واستغلالها لإرسال البيانات على المواقع الإسرائيلية ".
ويوضح أبو عابد في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بان" الانترنت يصل الاراضي الفلسطينية في وسائل اتصال متعددة، مثل كوابل ألياف بصرية " فايبر " موجودة داخل الأرض ، ونقاط اتصال لا سلكية عديدة، ويبلغ حجم ما يصل من انترنت للقطاع بحوالي "10" Gb .
هجمات "الهاكرز" تكون بعدة طرق..
ويبين بان هجمات مجموعات "الهاكرز" تكون بعدة طرق ، منها الحرمان من الخدمات "DoS" وتعني عملية خنق السيرفر وذلك بإغراقه بالمواد والبيانات إلى أن يصبح بطيئاً أو حتى يتعطل وينفصل من مرور الشبكة كلياً، ويمكن لمجموعات "الهاكرز" تجاوز سعة المخزن المؤقت للموقع المستهدف عن طريق إغراق ذاكرة الخادم فيصاب بالشلل.
كما يمكن تنفيذ الهجوم الإلكتروني من خلال الثغرات الأمنية "Exploits" للموقع المستهدف، بعد أن يتعرف "الهاكرز" على البرامج التي تدير السيرفر ويبحث عن ثغرات في تلك البرامج ليستغلها أو يفسدها. ويقول أبو عابد " وقد يستخدم الهاكرز ما يسمي بأحصنة طروادة "Trojan horse" اى يستقبل الجهاز المستهدف برنامج متنكر يفتح من خلاله ثغرة أمنية خفية ليتسلل من خلالها المهاجم".
ويوضح الخبير الفلسطيني في شبكات تكنولوجيا المعلومات بان "الهاكرز" يتعمدون تقسيم المواقع لعدة مجموعات ويتم استهدافها ، وتوقيت الهجوم يكون بشكل مؤقت، وتكون المواقع المستهدفة غالباً غير مجهزة للدفاع عن نفسها .
لم يؤثر على خدمة الانترنت..
وحول تأير الهجوم الإلكتروني الذي تتعرض له اسرائيل على خدمات الانترنت في القطاع، يقول سهيل مدوخ وكيل وزارة الاتصالات بحكومة غزة " إن الوزارة تحرص بان تكون شبكة الاتصالات الفلسطينية نظيفة وخالية وآمنة "، مؤكداً بأن الهجوم الإلكتروني على الجانب الإسرائيلي لم يؤثر على خدمة الانترنت في قطاع غزة ".
ويوضح مدوخ لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بأن خدمة الانترنت في قطاع غزة تصل من خلال خطوط ومسارات قادمة من دول خارجية مثل تركيا وايطاليا وتمر بإسرائيل لكن لا تعتمد بالمجمل على الجانب الإسرائيلي ".
ويضيف "من الواضح حسب ما نشر حول الهجوم الإلكتروني على الجانب الإسرائيلي، فإنه يستهدف مواقع وليس خدمة الانترنت في مجملها ".
وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن خسائر فادحة ومواقع إلكترونية بالجملة يتم اختراقها من قبل العشرات من القراصنة العرب والمسلمين في العالم، ويحذر المسؤلون في اسرائيل من اشتداد الحملة غدا صباحا.
ومن المجموعات التي تستمر في اختراق المواقع الإسرائيلية "جزائرية تدعى"المافيا الجزائريا" وتونسية ومغربية وتركية وإندونيسية، ومجموعات فلسطينية تدعى "القسام - هاكرز" ومجموعات من الاردن"، وفقا للاذاعة .
وذكرت القناة "العاشرة" العبرية بان الهجوم أدى إلى اختراق مواقع سيادية وحساسة، فيما قالت قناة "الميادين" الفضائية التي تبث من بيروت"انها نجحت في الحصول على قائمة بنحو سبعة عشر ألف اسم وجدت ضمن وثيقة من داخل موقع "الموساد" كعملاء لإسرائيل، لكن البروفسور يتسحاق بن إسرائيل رئيس المجلس الوطني للبحوث والتنمية الاسرائيلية قال إن الضرر "غير محسوس تقريبا".
ويقول بن إسرائيل وهو مؤسس المكتب الوطني الالكتروني الإسرائيلي والذي يعمل انطلاقا من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان هذا "يعود الى استعدادنا مقدما".
وحتى الآن هاجم القراصنة الالكترونيون المرتبطون بمجموعة "انونيموس" العديد من المواقع من بينها موقع رئيس الوزراء، موقع وزارة الجيش، موقع وزارة التعليم، موقع مركزالاحصاء الاسرائيلي، موقع وزارة البيئة، موقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، موقع مكافحة السرطان.. وآلاف المواقع السيادية والأمنية، إلى جانب عشرات آلاف المواقع الصغيرة ومئات آلاف الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، ولم تتمكن إسرائيل من إعادة تشغيلها إلا بعد عدة ساعات.
ويشير بن اسرائيل بانه من غير المرجح ان تكون مجموعة "انونيموس" تسعى الى احداث ضرر حقيقي بالبنية التحتية الرئيسية في اسرائيل.
ويضيف "ليس لدى "انونيموس" القدرة او الهدف لتدمير البنية التحتية الاساسية للبلاد. ولو كانت كذلك، لما اعلنت عن الامر مسبقا" مشيرا الى ان هدفها كان على ما يبدو اثارة الجدل حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.
وبحسب بن اسرائيل فان "الدولة كانت مستعدة بشكل افضل مما كانت عليه عندما كانت هنالك موجة هجمات على البورصة وشركة العال (للطيران) وغيرها. الهجوم هذه المرة اوسع نطاقا وشدة ولكننا مستعدون بشكل افضل" في اشارة الى هجمات الكترونية تعرضت لها مواقع اسرائيلية في بداية عام 2012.
زوال الدولة العبرية عن الشبكة العنكبوتية..
ووجهت مجموعات "أنونيموس" من خلال فيديو بث عبر موقع "اليويتوب" رسالة شديدة اللهجة، توعدت فيها الدولة العبرية بالزوال عبر طريقة ممنهجه من خلال شبكة الانترنت، وأنها عازمة عل كشف ما أسمته الخطط المستقبلية الإسرائيلية، وكشف جرائمها بحق الإنسانية.
وجاء في نص الرسالة" لن تتمكنوا من خداع العالم بإعلامكم المخادع وسياستكم الماكرة، ولن نتسامح معكم ولن نغفر لكم خطاياكم دون عقاب"، مؤكدة على أن الدولة العبرية أبعد ما تكون عن تحقيق الديمقراطية والعدالة التي تتغني بها ليل نهار .
وتابعت" شردتم الملايين ، وبينما العالم يصرخ تضحكون وأنتم تخططون لهجومكم المقبل، تحت شعار السلام" وتنعتون كل من يعارض آرائكم بالإرهابيين وأنهم ضد السامية"، واضافت " الدولة العبرية ستواجه غضبنا نحن الأنونيموس وستفتقد الشرعية ولا تليق بأن تمارس السياسة".
اغنية جديدة"هكر هكر"..
وعلى وقع الهجوم الإلكتروني على الدولة العبرية اصدر الفنان الفلسطيني قاسم النجار وهو من قرية بورين بنابلس اغنية جديدة بعنوان "هكر هكر".
ويقول النجار إن" الاغنية الجديدة جاءت على نمط والحان اضرب اضرب تل ابيب التي اصدرها خلال الحرب الإسرائيلية الاخيرة على غزة، وكانت بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني عدنان بلاونة، وانه تم كتابة الكلمات والتسجيل والنشر في ليلة واحدة، وذلك بعد تنفيذ "الهاكرز" تهديداته بمهاجمة عدد من المواقع الالكترونية الاسرائيلية.
وتضمنت الاغنية كلمات منها "شالوم اوباما القحونا الهكر لعن ابونا... ولع ولع الهكر ولع... هكر تل ابيب كل المواقع دمرها .. اضرب يا أنونيموس اضرب، هكر شرقة وهكر غربة... الهكر انا حبيتك باسم المقاومة سميتك ..... الخ..."