"تقرير"..بأي جديد عُدت يا كيري..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أعادت الولايات المتحدة الأمريكية من جديد، إرسال دبلوماسييها إلى المنطقة "المشتعلة"، للبحث عن طريق خلفي والتفافي يساعد في قتل مشروع الانتفاضة الثالثة واحتقان الأوضاع في الأراضي الفلسطينية قبل قلب حساباتها رأساً على عقب، ومحاولة أخرى منها لتقريب وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية، والضغط على السلطة للعودة لطاولة المفاوضات دون أي ضمانات لنجاحها.

وبدأ كيري جولته من تركيا ثم توجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في زيارة تحيط بها الملامح التقليدية للسياسة الأميركية، إذ تُعتبر الزيارة الثالثة للمنطقة في أقل من شهرين، وتعكس الأهمية التي يوليها لـ "الديبلوماسية المكوكية" التي اعتمدها سلفه هنري كيسنجر، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، للبحث في سبل التمهيد لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة من خلال تضييق الفجوات بين مواقف الجانبين، وتشجيع كل منهما على القيام بخطوات ملموسة تهدف إلى إعادة بناء الثقة.

وتوقفت محادثات التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ سبتمبر عام 2010 بعد رفض الحكومة الإسرائيلية تمديد قرار وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقول أنها تريد العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة إلا أن الفلسطينيين يصرون على أنهم لن يعودوا إليها دون تجميد الاستيطان ودون مرجعية واضحة لحدود 1967.

شروط ضعيفة..
وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية، النقاب عن تجميد السلطة الفلسطينية مساعي الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة، ومحاولة بسط سيطرتها على الأحداث المتصاعدة بالضفة استجابة لتحذيرات الجيش الإسرائيلي، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" نجح في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمنحه فرصة في محاولاته تجديد "العملية السياسية" والمفاوضات مع إسرائيل.

من جانبه، أكد أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن السلطة الفلسطينية لا تعول كثيراً على زيارة كيري للمنطقة، بقدر فعالية الضغوط التي تمارسها على إسرائيل لوقف سياستها العنصرية والقمعية.

وأضاف مجدلاني، "إسرائيل مطالبة قبل البدء بأي عملية تفاوضية، بتنفيذ كافة القوانين والشرط الدولية لاستئناف المفاوضات من جديد، المتمثلة بوقف كامل لعمليات الاستيطان على الأراضي المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والاعتراف بالحقوق الفلسطينية بما فيها الدولة على حدود العام 67.

وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى أن حكومة الاحتلال هي من تضع العقبات والعراقيل أمام إنجاح عملية "السلام" في المنطقة، موضحاً أن الدور الأمريكي يجب أن يكون أكثر صرامة في التعامل مع تجاوزات إسرائيل التي تضع عقبات حقيقية أمام إنجاح العملية السلمية وإحياء المفاوضات.

وتابع قائلاً:" عملية السلام تواجه مأزق كبير ودخلت في غيبوبة، منذ وصول نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل قبل أربع سنوات، ولكن السلطة ستنتظر زيارة كيري وما ستحمله من أفكار لإحياء العملية السلمية من جديد".

وأضاف:" بعد انتهاء جولة كيري سنقيم الموقف جيداً، ونتخذ القرار المناسب الذي سيحدد إمكانية العودة للمفاوضات أو لا" ، مشدداً على أن الموقف الفلسطيني ثابت وهو عدم العودة للمفاوضات إلا وفق الشروط الفلسطينية.

وتتحدث الدوائر عن شبه تفاهم حول موضوع العودة إلى طاولة المفاوضات، وأن من يؤجل الإعلان عن ذلك، هو بعض الأمور الثانوية التي يمكن تجاوزها خاصة مع توفر الإرادة لدى الجانبين.

ولدى كيري خطة مبدئية من اجل إطلاق المفاوضات، تبدأ بمرحلة محادثات تمهيدية بين الطرفين تمتد لثلاثة أشهر يقوم في إثرها بطرح اقتراحه لاستئناف المفاوضات المباشرة، وحتى ذلك الحين، فانه سيحرص على أن يقوم الطرفان "الفلسطيني والإسرائيلي" بإجراءات لبناء الثقة، حيث ستقوم إسرائيل من جهتها بتقييد البناء في المستوطنات وإطلاق سراح أسرى، أما السلطة الفلسطينية فسوف تلتزم بعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية على صعيد الانضواء في هيئات الأمم المتحدة.

انتحار سياسي..
بدوره يرى المحلل السياسي نشأت الأقطش، أن زيارة جون كيري للمنطقة هدفها الأساسي هو إجبار السلطة الفلسطينية على العودة لمربع المفاوضات من جديد، دون أي ضمانات أو فترة زمنية محددة لإتمامها.

وأضاف :" الولايات المتحدة الأمريكية، تواصل رمي حجارتها في المنطقة، على أمل بإيجاد ما يمكن أن يساعد في الضغط على السلطة الفلسطينية، وإجبارها على العودة لمفاوضة إسرائيل من جديد ".

وأكد المحلل السياسي، أن الإدارة الأمريكية تملك خطة "محكمة" لإعادة جدول عملية المفاوضات من جديد، مكتفية بذلك إعطاء السلطة الفلسطينية بعض التطمينات، وليس الوعودات الجادة لتحقيق أهداف الفلسطينيين أو حتى الشروط التي وضعتها السلطة مسبقاً للعودة المفاوضات.

وأشار الأقطش إلى أن السلطة قد تضطر في فترة ما إلى العودة للمفاوضات من جديد مع إسرائيل مع بقائها حذرة، كون التجربة السابقة علمتها الكثير من الفشل الذي حققته من رهانها على المفاوضات.

واعتبر الأقطش العودة لطاولة المفاوضات من جديد بأنه "انتحار سياسي"، لا جدوى منه، لافتاً إلى أن السلطة تملك عدة خيارات غير المفاوضات لإحراج إسرائيل أمام العالم، منها التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، أو الأمم المتحدة.

من / نادر الصفدي ..