غزة- وكالة قدس نت للأنباء
عادت إلى الواجهة من جديد الأنباء التي تتحدث عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقالة رئيس وزراء حكومته سلام فياض، إثر خلافات وصلت لذروتها بين الرجلين، وكان آخرها قبول فياض استقالة وزير المالية نبيل قسيس بعد رفض عباس للاستقالة، وعدم قبول طلب فياض للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لمدينة رام الله.
وقال عضو بارز في المجلس الثوري لحركة "فتح":" إن الرئيس عباس يميل إلى إقالة رئيس وزرائه سلام فياض وتشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكداً "أن الخلاف الرئيسي بين المسئولين ينصب على موضوع استقالة وزير المالية نبيل قسيس التي قبلها فياض بينما رفضها عباس".
وقد انتقد المجلس الثوري لحركة "فتح" خلال اجتماعه الأخير في مدينة رام الله، حكومة فياض لأول مرة في بيان رسمي حيث قال إن "سياسات الحكومة الفلسطينية الحالية مرتجلة ومرتبكة في الكثير من القضايا المالية والاقتصادية ".
وكانت أزمة علنية بين عباس وفياض قد تفجرت بشأن قسيس، بعدما قبل فياض استقالته فورا، وهو ما أغضب "أبو مازن" ومستشاريه الذين اعتبروا ذلك تحديا غير مقبول، فيما قالت مصادر مقربة من فياض:" إنه قبل الاستقالة بعدما بذل جهدا في إقناع قسيس بالعودة عنها، لكنه ظل مصمما عليها".
ويتعرض فياض منذ عدة شهور لانتقادات متكررة وعنيفة من قادة حركة "فتح" والنقابات وخاصة نقابة الموظفين على خلفية الأزمة المالية الحادة التي تواجهها حكومته.
هجوم عنيف..
بدورها، هاجمت النائب عن حركة"فتح" في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر، سياسة حكومة سلام فياض في التعامل مع الظروف المالية والسياسية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية منذ سنوات.
وأكدت النائب أبو بكر، أن فياض يتحمل المسؤولية الكبيرة في تأزم أوضاع الحكومة المالية والإدارية، مشيرةً إلى أن نهجه الذي كان يسير عليه في التعامل مع تلك المتطلبات والمتغيرات أدى لتفاقم الأزمات ووصولها لمرحلة الخطر.
وأضافت أبو بكر:" فياض يتعامل مع وزراء حكومته باستعلاء كبير، وكأنه مديراً لمدرسة وليس رئيس وزراء لحكومة، وكل القرارات التي كان يتخذها المالية والإدارية كانت بشكل شخصي دون اللجوء لذوي الاختصاص".
وقالت:" الكل الفلسطيني مجمع على إقالة فياض، وبقائه في منصبه كرئيس للوزراء ووزيراً للمالية، سيكون خطراً كبيراً على الحكومة والسلطة معاً ".
وطالبت النائب عن حركة"فتح"، الرئيس عباس بإقالة فياض بشكل فوري من منصبه، والبحث عن شخصية أكثر كفائه ووطنية تًصلح ما أفسدته يدا فياض، وتحاول أيجاد حلول لكافة الأزمات المالية والإدارية التي تسببت بها تلك لحكومة، معتبرةً إقالته من منصبه مصلحة وطنية وفلسطينية.
كما هاجم عدد من قادة حركة "فتح" فياض، وكتب عضو اللجنة المركزية للحركة توفيق الطيراوي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مخاطبا أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة "فتح"، إن فياض "يحاول شرذمة الحركة والتدخل في شؤونها الداخلية والتآمر عليها بهدف تقويضها".
وطالب الطيراوي، "بإسقاط الحكومة التي يترأسها سلام فياض لعمله المتواصل على تقويض حركة "فتح" وإضعافها، ولفشلها في سياستها الاقتصادية وعدم إقرار الموازنة العامة حتى الآن".
عدم توفر البديل..
من جانبه، يرى المحلل السياسي هاني حبيب، أن موافقة الرئيس عباس على إقالة فياض أمر مستبعد في الوقت الراهن، قائلاً:"إقالة فياض في ظل الظروف الحالية السياسية والمالية التي تعاني منها السلطة والحكومة غير وراد على أجندة عباس".
وأضاف حبيب:" عباس لا يرى بديلاً "مقنعاً" عن فياض في قيادة الحكومة الفلسطينية، ومساعدته في تخطي أزمات السلطة المالية والسياسية"، مؤكداً أن عباس ينظر لفياض بأنه الشخصية المناسبة لإدارة المرحلة الحالية والمقبلة قبل تشكيل الحكومة الانتقالية، إن تم التوافق بين حركتي "فتح وحماس" عليها.
وقال المحلل السياسي:" الخلافات التي نشأت مؤخراً بين حركة "فتح" وسلام فياض، هي نتاج لصراعات داخلية في فتح ظهرت على العلن، بعد تولي فياض منصب وزارة المالية بعد إقالة نبيل قسيس إضافة لتوليه منصب رئاسة الحكومة ".
وأشار حبيب، إلى أن تلك المطالبات والنداءات التي تخرج لإقالة فياض من منصبه، ستنتهي قريباً دون اتخاذ قرار من عباس بإقالة فياض أو حتى إجراء أي تعديل على حكومته التي يترأسها، لافتاً إلى أن فياض يتمتع بقبول عربي ودولي كبير جداً في إدارته للحكومة ووزارة المالية، الأمر الذي سيُصعب إقالته ويعقدها.
وفي ضوء ذلك أشارت مصادر مطلعة، إلى أن فياض يشعر بالكثير من المرارة إزاء الحملة التي تقودها ضده حركة "فتح" وانه لا يتمسك بالمنصب.
ومع ذلك فقد أشارت المصادر إلى أن الرئيس عباس لن يتخذ قراراً بإقالة فياض في الوقت الراهن، وسينتظر ما ستؤول إليه الأمور في موضوع المصالحة بعد انتخاب خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسي لحركة "حماس" والحديث عن قمة عربية مصغرة في القاهرة لتنفيذ المصالحة، وبعدها يبحث ملفه عن كثب ويتخذ القرار المناسب.
من / نادر الصفدي ..