القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مستهل لقائه اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في فندق "قلعة داود" في القدس، قائلا " إنني مُصرّ ليس فقط على أن أجدد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بل أن أبذل جهدا لأنهي الصراع نهائيا". وأوضح رئيس الحكومة أنه يريد خلال المفاوضات مع الفلسطينيين أن يركز على قضايا الاعتراف المتبادل والترتيبات الأمنية.
واتضح في ختام لقاء نتنياهو وكيري أن الولايات المتحدة بصدد عرض خطة اقتصادية على الجانب الفلسطيني، تشمل عناصر مختلفة لدفع الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية قدما، والذي يعاني من أزمة عميقة ومتواصلة. وأوضح السياسيان، كيري ونتنياهو، أن التركيز على الاقتصاد لن يأتي على حساب القضايا السياسية الخلافية.
وصرّح وزير الخارجية الأمريكي في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام إلى إسرائيل والأرض الفلسطينية قائلا " لقد تحدثنا عن مبادرة اقتصادية معينة، لكن رئيس الحكومة (نتنياهو) أوضح بالحرف الواحد، أن الخطوات الاقتصادية ليست بديلا للمسار السياسي، بل هي مكملة له. وأردف كيري "المسار السياسي له الأولوية الكبرى، ومقترحات أخرى ربما تقدر أن تكمّله".
وقال نتنياهو في إشارة إلى الخطة الاقتصادية التي ينوي الطرف الأمريكي عرضها "نحن نرحب بكل مبادرة تقدمها أنت وغيرك "، وأوضح أن "العناصر السياسية لا تزال الأهم، وعلى رأسها الاعتراف المتبادل والترتيبات الأمنية". ولاحظ متابعون في إسرائيل للمحادثات الاستكشافية التي قام بها كيري، أن الفجوات بين الطرفين ما زالت كبيرة، وأنهما يستصعبان حتى الاتفاق على شروط العودة إلى المفاوضات.
وتتوقع السلطة الفلسطينية أن يقوم نتنياهو بمبادرة "كبيرة" تمكن "أبو مازن" من العودة إلى المفاوضات ووراءه دعم الشارع الفلسطيني. ومن المبادرات التي ذكرها الجانب الفلسطيني: تجميد الاستيطان، عرض خريطة ترسم الحدود النهائية لدولة فسلطين، أو الإفراج عن 100 أسير فلسطين قديم.
أما الجانب الإسرائيلي، فيطالب العودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة، لكن مقربين من رئيس الحكومة يقولون إن الفلسطينيين سيضطرون في مرحلة ما أن يعترفوا بدولة إسرائيل دولة الشعب اليهودي، وأن يتعهدوا بإنهاء الصراع.
ورغم التفاؤل الذي يبثه وزير الخارجية الأمريكي، والذي أعرب عن رضاه من نتائج اللقاءات الراهنة، قائلا إنه سيزور المنطقة من حين إلى آخر في الأشهر المقبلة، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن تقديرات حذرة فيما يتعلق بنتائج زيارة كيري. وقال هؤلاء إن "البيت الأبيض منح كيري مدة زمنية محدودة، عبارة عن أشهر معدودة، للوصول إلى نتائج"، وأردفوا "إنْ فشل كيري، ليس من المؤكد أن تستمر المحاولات".
وهاجم قياديون من حركة حماس، قبل أن تبدأ مفاوضات عملية السلام، أبو مازن، قائلين إنه "يفضل التوصل إلى تسوية مع إسرائيل على حساب المصالحة مع حماس".
وتنوي الإدارة الأمريكية إشراك أكبر عدد ممكن من الدول العربية في عملية السلام، وعلى رأسها الأردن، هذا بعد أن أصبحت احتمالات مساهمة تركيا في العملية "ضئيلة جدا"، حسب مسؤولين إسرائيليين. وفي هذا الصدد، سيصل وفد من وزراء الخارجية العرب في نهاية الشهر الجاري لإجراء مشاورات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيره جون كيري، حول مجريات عملية السلام.