بدأ وزير خارجية أمريكا جولات دقيقة للمنطقة لتليين المواقف بشأن إطلاق عملية السلام ,وفي هذه الجولات أجتمع كيري مع الرئيس أبو مازن ونتنياهو كل على حده كم
ا واجتمع مع العاهل الاردنى و اوردغان , بغرض تهيئة الاجواء من اجل إطلاق العملية السلمية ,و استطيع ان اصف تلك الجولات التى تتكثف يوما بعد يوم بالدقيقة لان كيري يحاول إقناع إسرائيل بمبادرات حسن نية فيما يتعلق بالاسري والحواجز العسكرية وحصار الضفة وغزة وهذا يعنى ان كيري يعرف اين الخلل, ويطالب كيري اسرائيل بتقديم خريطة موقف بشان إطلاق المفاوضات وهذه الخريطة توضح موقف حكومة إسرائيل فيما يتعلق بالتسوية الإقليمية مع الفلسطينيين وتطبيق مشروع الدولتين ,ويحاول إقناع إسرائيل وقف الاستيطان في حدود تلك التسوية ,وسيحاول إقناع إسرائيل توفير آليات تواصل الدولة الفلسطينية ضمن هذه الخريطة ,وبدون هذه الخريطة فان طريق كيري ستكون طويلة جدا ومليئة بالعقبات التي تعيق تقدمه , و يحاول في المقابل إقناع الفلسطينيين بقبول التفاوض لإنهاء الصراع مع إمكانية مبادلة أراض على حدود دولتهم وعدم إجراء تغيرات كبيرة على الخارطة الإسرائيلية و تركها للتفاوض, ولا نعرف ما إذا كان كيري بالفعل قد أحرز تقدما ما في اللقاءات الحالية مع بيرتس و نتنياهو ليقدم شيء للعرب, لكن يبدوا من التحرك العربي الحالي أن كيري قدم شيئا ما للفلسطينيين وهذا بدأ واضحا من الاجتماع الاستثنائي للجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام بقطر , من اجل التشاور العربي حول المقترحات التي حملها كيري و بالتالي رد لجنة المتابعة على الأمريكان من خلال وفد رفيع المستوي يتوجه لواشنطن هذا الشهر للتحاور الدقيق .
ليس سهلا أن تنطلق المفاوضات هذه المرة لمجرد التفاوض ,و ليس سهلا أن يقبل الفلسطينيين التفاوض دون مرجعيات ثابتة وخاصة أن المفاوضات انطفائت الرغبة بحدوثها فلسطينينا بعد التطرف اليميني الحاد للحكومة الإسرائيلية والذي يقيد الوصول إلى حل شامل للصراع باعتراف العرب بالدولة اليهودية كدولة خالصة لليهود , و ليس سهلا لان الإسرائيليون يريدوا كل شيء ولا يريدوا التنازل للشعب المحتل عن حقوقه المغتصبة للأسف, وهذا يعنى تعقد مساعي كيري , لكنه مصر على اقناع إسرائيل بالولوج في مفاوضات بعد تحديد حدود الدولة الفلسطينية المزمعة التفاوض بشأنها و وقف الاستيطان في تلك الدولة وداخل تلك الحدود لذلك فان كيري سيمكث في المنطقة فترة طويلة سيتجول خلالها بين رام الله و الأردن و إسرائيل و تركيا و القاهرة و قد تأتي الرياض إن تعقدت الأمور أكثر وخلال هذه الجولات سيحاول بالطبع إقناع العرب بالرؤى الأمريكية للسلام المتوقع وهى رؤى المقايضة السياسية ومقايضة المواقف بالمواقف و الاوراق بالاوراق وهى نفس سياسة نتنياهو, وقد لا تنجح محاولات كيري لأنها أساليب مبنية على تكبير و تقوية الجبهة العربية الامريكية في المنطقة لصالح مواجهة ايران وتمددها الجغرافي وتفوقها التقنى والعسكري.
يحاول كيري في جولاته استخدام بعض نوافذ الباب الخلفي للصراع لإنجاح مساعيه التوفيقية لإطلاق المفاوضات وبعض هذه النوافذ العلنية هى تركيا لتسهيل مهمته من اجل لعب دور الوسيط وخاصة بعد قبولها اعتذار إسرائيل عن ما حدث على ظهر مرمره , لان تركيا تُعرف بأنها دولة مقربة من حركة حماس وهذا التقارب يعنى أن تركيا تستطيع اقناع حماس بالاسراع بالاتفاق مع محمود عباس والانضواء تحت اطار منظمة التحريرلانجاح المفاوضات السياسية المتوقعة و الوصول الى اتفاق سلام دون فيتو فلسطيني وقبول هذا الفصيل معطيات إنهاء الصراع على أساس دولتين في الخارطة السياسة لفلسطين,دولة لليهود و أخري للفلسطينيين, لكن يشكك الإسرائيليين حتى اللحظة في حيادية اوردغان و إمكانية قبول اوردغان ممارسة ضغط ما على حركة حماس لتقبل شروط الرباعية الدولية مع أن الأخيرة تسعي منذ فترة طويلة لإرضاء المجتمع الأوروبي وحتى التقرب من الأمريكان لشطب الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية , لكن كيري لم يعول كثيرا حسب رأي على الدور التركي كلاعب من الباب الخلفي و إنما هناك لاعبين آخرين من ابواب اخري تستخدمهم أمريكا بطريقة أكثر ذكائا لذات الهدف , وبالتالي فان الأمر التركي ما هو إلا واجهة لدور أكثر فاعلية بالمنطقة .
يأتي كيري و يذهب و يلتقي المسئولين السياسيين من الطرفين دون تسريب أي معلومات عن مدي التقدم الذي وصل إليه هذا الرجل الطويل وما التوافقات التي وصل إليها في طريق إطلاق المفاوضات , لكن على الأقل يبدون أن هناك تحضيرات دبلوماسية دقيقة لعملية سلمية تجري بصمت واعتقد أن هذا الصمت سوف يسمع بالقريب العاجل مهما كان نوعه ,ومن خلال جولاته الدقيقه اعتقد ان كيري وفق في قبول اسرائيل وقف الاستيطان بصمت ,وقد يكون وفق في الحصول على موافقة الفلسطينيين المبدئية للبدء بالمفاوضات ايضا , إلا أن هناك طلبا فلسطينيا مازال ملحا في كل تلك التحركات وهو الفيصل المهم في فس المساعي الامريكية أن يحصل الفلسطينيين على خارطة مفاوضات محدد فيها مرجعية المفاوضات من الإدارة الأمريكية وتبين هذه الخارطة ايضا حدود الدولة الفلسطينية القادمة وعاصمتها كما و تبين وضع اللاجئين في الحل النهائي كثوابت لا يمكن القفز عنها .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت