قراءه في مؤتمر هرتز يليا الثالث عشر الأخطر في قراراته وتوصياته

بقلم: علي ابوحبله


ان المتمعن في ما توصل إليه المؤتمرين في مؤتمر هرتز يليا الثالث عشر الذي من خلاله ترسم إسرائيل إستراتجيتها في كيفية التعامل مع الأحداث الاقليميه والدولية ضمن ما ترتئيه إسرائيل لمصلحتها الوجودية وبما يضمن تفوقها العسكري ، هناك مخاطر تستشعرها إسرائيل في ظل المستجدات العربية والاقليميه والدولية وضعت ضمن أولويات المناقشة والبحث ضمن رؤيا الخبراء الإسرائيليين لرسم معالم السياسة الاسرائيليه السياسية والعسكرية ضمن ما تستشعر انه خطر قد يهدد الوجود الإسرائيلي ، مؤتمر هرتز يليا يشكل عقل إسرائيل حيث تشارك النخبة الاسرائيليه سواء في الحكم أو في المعارضة ، مدنيه أو عسكريه علمانيه أو دينيه وترتيب أولويات إسرائيل لعام كامل ، ، تمخض مؤتمر هرتز يليا الذي أنهى اجتماعاته نهاية آذار 2013 ويعد المؤتمر الثالث عشر من أهم المؤتمرات الذي توصل إلى نتائج وخلاصة تتمحور في :-العمل على ضرورة تكريس الصراع " السني الشيعي " الذي بوجهة نظر المؤتمرين والسياسة ألاستراتجيه الاسرائيليه يقوم على تشكيل محور سني من دول المنطقة أساسه دول الخليج ، ومصر وتركيا والأردن بوجهة نظر القائمين على وضع ألاستراتجيه الاسرائيليه ليكون حليفا لإسرائيل والولايات المتحدة الامريكيه والغرب في مقابل ما ترتئيه ألاستراتجيه الاسرائيليه محور الشر الذي تقوده إيران الذي هو بحسب التقييم الإسرائيلي المحور الشيعي ، : برؤيا المؤتمر ان ألازمه ألاقتصاديه التي تشهدها مصر غير واضحة خاصة بعد ان فقدت مصر معظم دخلها وأشار التقرير ان تأجيل الاتفاق على القرض الدولي هو بسبب عدم قدرة مصر على الامتثال لشروط القرض القاضية بتغيير في هيكلية الاقتصاد المصري تضع مصر على حافة الإفلاس أمام احتياجاتها المتزايدة مقابل الاستهلاك المتزايد بسبب كثرة السكان وتوقع المؤتمر ان تجد مصر نفسها على حافة المجاعة إذا استمرت الأوضاع على حالها كما ان استمرار ألازمه ألاقتصاديه يبعد مصر عن الاستقرار الاقتصادي والفاعلية السياسية في التأثير على المنطقة ،
في الشأن " السوري " ، خلص المؤتمر إلى أن سوريا هي المحور الاستراتيجي الأهم في هذه الأيام، وأن الحرب الأهلية المتصاعدة فيها تفرض تحدياً أمنياً، وسياسياً وإنسانياً لمواطنيها، ولكل جيرانها بمن فيهم إسرائيل وأكد المؤتمر أن انهيار سوريا البادي للعيان، والانقسام الطائفي والجغرافي الواضح فيها سيؤثر على السلامة الإقليمية للبنان والعراق إن لم يكن أكثر من ذلك
وأشار المؤتمر في التقرير الصادر عنه إلى أنه فيما تتزايد احتمالات تقسيم سوريا وتتحول هذه الاحتمالات إلى حقيقة، فإن الدول العظمى الغربية وشركاءها الإقليميين، وخاصة تركيا الأردن وإسرائيل، ينسقون فيما بينهم لمنع فقدان السيطرة على الأسلحة العسكرية السورية المتطورة. ومن الممكن أن تلزم ظروف معينة، تحدث على أرض الواقع، بالقيام بخطوات عسكرية دولية هناك
وانتقد المؤتمر سياسة «الاختفاء من أمام العاصفة»، التي اتبعتها إسرائيل منذ بداية الاضطرابات في المنطقة قبل عامين، وأكد أن استمرار السلبية الإسرائيلية من شأنه أن يعرض مستقبل إسرائيل للخطر. في شرق أوسط يتشكل»، وأن إسرائيل قادرة على إحداث تغيير ويجب أن يكون هذا هو المهمة الأولى للحكومة الجديدة
ورأى المؤتمر أن هناك بديلاً أمام إسرائيل للخروج من البيئة الإستراتيجية المضطربة التي تحيط بها، من خلال العمل مع شركاء إقليميين، وأكد في تقريره الختامي أن تدخلات إسرائيل في التنسيق الدولي والإقليمي في الشأن السوري، والميكانيزم الذي أدى للتفاهم الذي تم التوصل إليه في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في الأزمة السورية، عملت إسرائيل بشكل خلاق مع شركاء دوليين وإقليميين
تعامل إسرائيل مع شركاء إقليميين في المنطقة وأشار إليهم التقرير بالإطراف وهما تركيا ومصر ، ظهر في الحرب الأخيرة على غزة، والتي انتهت باتفاق هدنة طويل الأمد، بوساطة وضمانة مصرية، وظهر أيضاً في الأزمة السورية، بهدف ضمان عدم سقوط الأسلحة غير التقليدية السورية في يد من وصفهم التقرير عناصر «متطرفة»، ليس مطلوباً من إسرائيل التعامل مع البيئة الإستراتيجية المضطربة فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى العمل بصورة بناءة لتشكيل البيئة الإقليمية، حيث أكد المؤتمر أن إسرائيل قادرة على استغلال قدراتها في ذلك.
وتشكيل البيئة الإقليمية من المنظور الإسرائيلي يعنى تقسيم المنطقة لمحورين، " محور سلام " ، و" محور شر" ، كان قد تم تعريفه سلفاً من قبل الولايات المتحدة يضم إيران وسوريا وحزب الله، ، التوجه الإسرائيلي يبدو في هذا الأمر أكثر وضوحاً، حيث الحديث عن محور سني، متحالف مع إسرائيل والغرب بحسب رؤيا ما تم التوصل إليه من نتائج وتوصيات من قبل المؤتمر ، ومحور شيعي تتزعمه إيران.
، بحسب التقسيم الإسرائيلي، قد تحددت أركانه، المحورالسنى، يُفترض أن يكون نواته من الملكيات العربية، التي تخشى أن يصل قطار الثورات العربية إليها، إضافة إلى مصر وتركيا، اللتين أشار إليهما التقرير بـالأطراف التي عملت على إنهاء الأزمة في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في 2012، أضاف التقرير أن هذه الأطراف تجسد التغيير، حتى لو كان محدوداً، في المجموعة السنية في المنطقة، والمهتمة بعمل علاقات مع إسرائيل، سواء مباشرة أو غير ذلك، بهدف الحفاظ على الأمن الإقليمي
اختيار مصر وتركيا إضافة إلى الأردن للانضمام للمحور السني المرتقب، الذي من المفترض أن يكون متحالفاً مع إسرائيل والغرب، لم يأت من فراغ، فـا لتحركات الدبلوماسية حول العملية في غزة والأزمة السورية تشير إلى تعاون وتنسيق متزايد بين الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، تركيا، الأردن ودول الخليج»، بحسب التقرير، الذي يرى في تشكيل هذا المحور ضرورة إستراتيجية، وصفقة شاملة من شأنها أن تزيد من أمن إسرائيل، وتدفع نحو شرق أوسط جديد.
سيساهم هذا المحور و«بواسطة تعزيز التدخلات البناءة لإسرائيل في المنطقة وخارجها في زيادة قدرة إسرائيل على تحصين موقفها ككنز استراتيجي للولايات المتحدة، هذا الأمر حيوي في حد ذاته، في وقت تتزايد فيه الأصوات التي تشكك في الأهمية الإستراتيجية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة
المحور السني - الإسرائيلي - الأوروبي - الأمريكي، ليست مهمته فقط إحراز تقدم في عملية السلام العربية - الإسرائيلية، وإنما منح إسرائيل مهمة المشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبل المنطقة وبالتعامل مع الأزمة الاجتماعية - الاقتصادية في الشرق الأوسط بصوره هادئة ، ان المتمعن فيما توصل إليه مؤتمر هرتز يليا يجد ان المؤتمرين فيما توصلوا إليه من دراسات وتقارير تعمل إلى ضرورة التركيز على الحفاظ على مكانة إسرائيل واحتياج أمريكا لإسرائيل بنتيجة احتياج المنطقة لقدرات إسرائيل ضمن محاولات الانتقاص من قدرات دول لها ثقلها الإقليمي ، التقرير خلا من بحث موضوع السلام والقضية الفلسطينية ومن محاولات العودة إلى طاولة المفاوضات ولم يتطرق لموضوع السلام مع الفلسطينيين وركز على السلام مع العرب والسلام الاقتصادي ان التركيز على التقسيم الطائفي والمذهبي والعرقي هي ضمن أهداف تسعى إسرائيل لترسيخها لترسيخ وجودها وأهميتها لفرض هيمنتها على دول المنطقة ان الاستمرار بتقسيم المنطقة لمحورين هو استنادا لما تضمنه كتاب العدل الإلهي المسيحي الذي يشكل كراسة طريق لحكام البيت الأبيض بما يتم التخطيط له من قبل الايباك الصهيوني الذي يسيطر على صناع القرار في الدوائر الامريكيه ، حقيقة القول ان المؤتمر الثالث عشر لقمة هرتسيليا تعد نتائجه من اخطر القرارات التي تم التوصل إليها لأنها تذهب بعيدا في كيفية رؤيا المنطقة وتقسيم المنطقة وفق طوائف ومذهبيات لإضعاف المنطقة وان التقرير يصر على ضرورة الإبقاء على إضعاف مصر وتقسيم سوريا وان تحكم إسرائيل بقرارات البنك الدولي قد يكون من أسباب عرقلة الاتفاق مع الحكومة المصرية ، ان خطورة ما تمخض المؤتمر عنه من نتائج تتطلب وعي وإدراك عربي لخطورة ما يخطط للمنطقة من فتنه مذهبيه طائفيه ومن تشكيل محاور هدفها تصفية القضية الفلسطينية واخطر ما في المؤتمر التحالفات المفترضة من المحور السني مع إسرائيل ، لا شك ان المنطقة جميعها مقبله على مخاطر جسيمه وان ما خطط ضد سوريا لن تكون مصر بمنأى عنه للإبقاء على تحالفها مع أمريكا والغرب وإسرائيل وان ما تقوم به تركيا وقطر ضمن ما هو مرسوم ومخطط في هرتز يليا ولم يبقى أمام الفلسطينيون سوى التنبه لخطورة ما يحاك ضد القضية الفلسطينية وتصفيتها ما يتطلب إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمجابهة هذا المخطط الإسرائيلي الأمريكي الغربي لم يبقى أمام ألامه العربية ممثلة في أحزابها الوطنية وقواها التحررية بعد هذا المخاض العسير الذي يلم بها إلا إحباط المؤامرة التي تحاك ضد ألامه العربية والتصدي للفتنه المذهبية الطائفية والخروج من دائرة الهيمنة والمظلة الامريكيه والغربية والاسرائيليه للإثبات ان إسرائيل ليس الكنز الاستراتيجي ولن تكون الركيزة ألاستراتجيه في المنطقة إذا ما أصبح هناك أراده عربيه ووعي عربي قادر للتصدي لهذه المخططات والتوصيات التي اقرها مؤتمر هرتز يليا الصهيوني الثالث عشر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت