لشبكة الأوروبية تنظم لقاءات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
قامت الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين، وضمن حملة شهر نيسان لنصرة الأسرى، والتي أعلنت عنها في وقت سابق من مطلع الشهر الجاري، بتنظيم عدد من الفعاليات في قطاع غزة، بحضور وفد من النشطاء الأوروبيين المتضامنين مع الأسرى الفلسطينيين، وبالتنسيق مع مؤسسات حقوقية ومنظمات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ودشنت الشبكة الأوروبية أولى فعاليات حملتها، بتنظيم وقفة اعتصام قبالة مقر الصليب الأحمر في قطاع غزة، تخللتها كلمات للمشاركين في الاعتصام من أسرى محررين، وممثلي منظمات حقوقية، وأكد المنسق التنفيذي للشبكة الأوروبية خالد وليد في كلمته على أهمية جعل قضية الأسرى الفلسطينيين حية وخاصة في المحافل الدولية، وأن تنظيمها لحضور وفد أوروبي إلى غزة تزامنا مع بدء شهر مناصرة الأسرى، يصب في هذا المسعى. ويُمّكن النشطاء الأوربيين من الوقوف حقيقة على أبعاد قضية الأسرى ومعاناتهم والتي لا تقف عند حدود زنزانة الأسير، بل تلازمه حتى بعد تحرره وتتعداها إلى أسرته و ذويه .

وفي هذا الصدد، قام الوفد الأوروبي، يرافقه ممثلي عن الشبكة الأوروبية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، بزيارة إلى منزل الأسير المحرر المبعد إلى غزة أيمن الشراونه، والذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال قبل نحو أسابيع، مقابل إنهاء إضرابه عن الطعام بعد ثمانية أشهر من الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إعادة اعتقاله.

وفي منزل شراونه وبحضور والدته التي قدمت من الضفة الغربية لزيارته، اطلع الوفد الأوروبي على حجم الانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وشرح الشراونة للوفد الإهمال المتعمد بحق الأسرى المرضى في الزنازين الإسرائيلية، والاستهزاء بكرامة الإنسان وحياته، حيث أكد الشراونة على أن سلطات السجون تتلذذ بمعاناة الأسرى من خلال تعريضهم لأنواع مختلفة من التعذيبوتحرمهم أبسط الحقوق التي تكلفها القوانين الدولية لهؤلاء الأسرى من مثل الدواء والغذاء للأسرى المرضى.

بدورها أشارت أم أيمن الشراونة إلى حالة القلق التي يعيشها أهل الأسير وهو معتقل، وأن هذه الحالة تصل ذروتها عندما يدخل الأسير في إضرابه المشروع عن الطعام للمطالبة بحقوقه، منوهة إلى أن الساعات تمر ببطء على ذوي الأسير المضرب وأن احتمال وفاته في أي لحظة يخيم على حياة الأسرة وينعكس على كل أفرادها بما في ذلك أطفال الأسير، الذين يعيشون طفولة منقوصة ومخيفة بسبب غياب والدهم في المعتقل وخوفهم من عدم لقاءه مجددا.

و أحدثت شهادة الشراونة و والدته وقعا مؤلمة في نفوس أعضاء الوفد الأوروبي الذي استمع لهما بتأثر بالغ، وقام بتسجيل لقاءه مع الشراونة واعدا بعرضها في التجمعات الأوروبية وفي مناسبات سيتم تخصصيها للحديث عن واقع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

انتقل بعد ذلك الوفد الأوروبي للقاء بلجنة الأسرى المبعدين إلى غزة، واللذين يرفض الاحتلال الإسرائيلي عودتهم إلى مسقط رأسهم و العيش بين أهلهم، وخلال اللقاء تبين للوفد العراقيل التي تواجه عائلات الأسرى المبعدين في الوصول إلى غزة، والكيفية التي يبدأ فيها الأسيرة حياة جديدة وبعيدة عن أهله، والتي قلما تصل إلى وسائل الإعلام، فرغم أن غزة هي أرض فلسطينية، ولكن ليس يسيرا على الأسير وسيما في مراحل متقدمة من العمر التأقلم مع مجتمع جديد وحياة جديدة، بعيدا عن زوجته و أولاده، وتظل بشكل أو بآخر غربة له.ناهيك على صعوبة خروجه من القطاع من أجل السفر لتلقي العلاج بالخارج.

عقب هذه اللقاء، توجه ممثلو الشبكة الأوروبية و والوفد المرافق لملاقاة عائلة الأسير ضرار السيسي، الذي تم اختطافه على يد عناصر من الموساد في شهر فبرايرشباط من عام 2011، أثناء تواجده على الأراضي الأوكرانية، وشرحت زوجة السيسي السيدة فيرنكا وهي أوكرانية الأصل الكيفية التي تم بها اختطاف الأسير، وتورط بلادها في الحادثة، كما اطلعت زوجة السيسي للوفد على سير ملف الاختطاف في القضاء الأوكراني، مشيرة إلى أن ضغوطات تمارس على المعنيين بالملف في بلدها، من أجل عرقلة وصول العدالة إلى الحقيقة، واسترسلت زوجة السيسي في رواية التفاصيل، التي دونها الوفد الأوروبي، واعدا ومن خلال الشبكة الأوروبية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين بنقل الملف للمحكمة الأوروبية، ومتابعة ما يجري في أوكرانيا بخصوص ذلك.

وفي نهاية اليوم التضامني، عقدت الشبكة الأوروبية وبالتنسيق مع وزارة الأسرى ومؤسسة كسر القيد ندوة صحفية، ناقشت سبل وكيفية تفعيل قضية الأسرى في الإعلام الأوربي، وتكلم في الندوة ممثلين عن الوفد الأوروبي من صحفيين ومخرجين ونشطاء حقوق إنسان، قربوا الصورة الأوروبية إلى أذهان الحضور وقدموا توصياتهم المرتبطة بموضوع الندوة، واعتمد المؤتمرون عددا من الأساليب التي سوف يتم من خلالها إيصال صوت الأسرى إلى الشارع الأوروبي، عبر توظيف الإعلام المرئي تحديدا في نقل معاناة الأسرى الفلسطينيين.

وأشارت الشبكة الأوروبية أن الفعاليات سوف تتواصل خلال شهر نيسان الجاري، ولن تنتهي بنهاية الشهر، حيث كشفت الشبكة عن مقترح مؤسسات فلسطينية و أوروبية داعمة للحق الفلسطيني في إخراج عريضة تواقيع أوروبية تنص على المطالبة بمنح الأسرى حقوقهم المسلوبة ، وأن العمل على جمع توقيعات يتم خلال هذه الأيام، وسوف يعلن عنها رسميا خلال مؤتمر فلسطيني أوروبا القادم والمزمع عقده في بروكسل في يوم 18 أيارمايو المقبل.