المعاق جويفل قصة معاناة وتحمل وصبر وأمنية في الزواج .. !!

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أصيب بحادث دهس من قبل شاحنة أثناء لعبه ولهوه بجوار بيت أسرته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عام1996 وكان وقتها طفلا لم يتجاوز أل3 سنوات، وكانت إصابته حرجة جدا وميئوس منها لدرجة أن أسرته فتحت له بيت عزاء ولكن الله عز وجل الذي يحي العظام وهي رميم كتب له حياة أخرى بعد حوالي 50 يوما في العناية المكثفة وبعد أن قرر الأطباء بتر ساقه .

الشاب محمد عصام جويفل (20 عاما) والذي يسكن قرية الزوايدة تمكن من خلال إصابته والإعاقة التي لازمته أن ينقذ أسرته التي نهشها الفقر المدقع بعد أن حصل على مبلغ من شركة تأمين محلية مختصة بحوادث الطرق في 2004.

الشاب محمد والذي يمشي بواسطة عكازين شخصية متميزة تحبها للوهلة الأولى، وحين تعرف تجربته المريرة والطويلة يجبرك على الاحترام والإعجاب بهذه الإرادة والعزيمة والصمود والتحمل والقدرات الهائلة الكبيرة التي يمتلكها.
استطاع محمد أن يلتحق بمدرسة تعتني بالمعوقين بغزة حتى الصف الخامس ويلتحق بعدها بمدارس وكالة الغوث بالنصيرات، ولكن نظرة زملائه بالمدرسة له كمعاق ومشاكله معهم أجبرته على ترك الدراسة وهو في الصف السابع .
تنعمت أسرة محمد بالمبلغ الذي حصل عليه من شركة التأمين وبنت لها منزلا من عدة طوابق وإشترى والده سيارة لكي يعمل عليها، ولكن الحال تغير بعد فترة بسبب حجم الإنفاق لدى الأسرة ومرض الوالد بالغضروف والذي أقعده عن العمل، ونتيجة عدم وجود أي فرد من الأسرة يعمل تراكمت الديون وأصبح الوضع الاقتصادي لها يسير من سيئ إلى أسوأ .

لم ييأس المعاق محمد والتحق بمدرسة للمعوقين والتي بدورها أرسلته إلى لأخذ دورة في مهنة النجارة في الجامعة الإسلامية ضمن مشروع لتدريب المعوقين وضحايا الحرب، والتي بدورها أرسلته ليأخذ خبرة في منجرة بالقرب من مكان سكنه في النصيرات، حيت تكفلت هذه المؤسسة بإعطائه راتبا لمدة سنة كاملة .

اجتهد المعاق محمد وعادت الثقة لنفسه وشمر عن ساعديه من أجل أن يتقن مهنة النجارة واهتم به صاحب المنجرة بتعليمه وتدريبه على تركيب أطقم النوم واعتمد عليه ضمن الفريق الذي يخرج للتركيب، يقول محمد "أنا سعيد جدا بهذه المهنة الشريفة لأنها أخرجتني من الوضع الصعب وجانب الفراغ الكبير الذي كنت أشعر به بالإضافة إلى تقضيتي كل وقتي في العمل بعيدا عن الناس ومشاكلهم ونظرتهم السلبية لي ".

وأضاف "الأهم من ذلك أنني أعمل وأحصل على راتب حتى لو كان متواضعا أصرف منه وأشترى جميع متطلباتي الضرورية بالإضافة إلى أنني الوحيد الذي أصرف على أسرتي المكونة من 11 فردا في ظل مرض والدي"، ولكن المصروفات كبيرة جدا ولا يستطيع محمد لوحده أن يقوم عليها ولهذا كما يقول "الوضع المالي صفر والديون تراكمت وراتبي محدود جدا لا يكفي ولا أعرف ماذا أفعل".. !!

يتمنى محمد كأي انسان أن يتزوج ويحلم بزوجة بنت حلال تعتني به وتقف إلى جانبه وتساعده وبكل بساطة يضيف محمد "أمنيتي أن أتزوج حتى لوكانت الزوجة معاقة لأنها إنسانة والإعاقة ليس عيبا ولكن العين بصيرة واليد قصيرة"، مناشدا المؤسسات التي تهتم بمساعدة الفقراء أن تساعده وتمد له يد العون في تكاليف الزواج.
تقرير/ عبد الهادي مسلم