حكاية مليون أسير فلسطيني

بقلم: هاني العقاد


الأسري الفلسطينيين حكاية بمليون قصة من قصص البطولة والكبرياء وقصص الصمود الأسطوري في وجه السجان الصهيوني الأحمق , مليون أسير فلسطيني وأكثر اعتقلوا منذ اليوم الأول للاحتلال ومازال مسلسل الاعتقال مستمرا دون تميز بين طفل أو امرأة أو رجل شاب أو مسن على خلفية مناهضة الاحتلال ومقاومة مشاريعه الوسخة من استيطان وسرقة أراضي واحتلال ونهب واغتصاب و تدنيس المقدسات وقتل و ذبح الفلسطينيين وهدم بيوتهم على رؤؤسهم وارتكاب المجازر في البلدات و القرى و تهجير أهلها بعد الاستيلاء عليها , مليون فلسطيني تمكن الاحتلال من اعتقالهم و زجهم بالمعتقلات وزنازين الموت الصهيونية , لكل واحد من المليون حكاية ولكل حكاية بطل ,منهم من اعتقل و أودع السجون السرية ولم يعرف عنها احد حتى الآن و منهم من اعلم أهله بواسطة الصليب الأحمر الدولي بمكان اعتقاله ,ومنهم من استشهد أثناء التعذيب و تم إخفاء جثته زمن طويل حتى لا تنكشف حكاية جسده الممزق والمنهوب من قبل أطباء السجون الصهيونية ,ومنهم من اعتقل هو وإخوته جميعا بلا رحمة وتم ضربهم وتقيدهم وسحلهم على وجوههم أمام أمهاتهم وزوجاتهم و أطفالهم , منهم من اعتقل في عرض البحر وأثناء تنفيذ العمليات الفدائية ضد الاحتلال ,ومنهم من اعتقل وهو عائد من تنفيذ عملية بطولية ناجحة ضد الصهاينة , حكايات بطولية لأطفال بعمر الزهور تم اعتقالهم و ممارسة كل أشكال التنكيل والتعذيب ضدهم إلا أنهم كانوا اقوي من الرجال , حكايات نساء فدائيات حملن البنادق كالرجال و خضن معارك الكرامة و العزة العربية ,ومنهم رجال قاتلوا ولم يستشهدوا بل قضوا اسري , إذن هي حكايات لمليون أسير فلسطينيي وأكثر , أنها حكاية مليون أم ومليون أب وأكثر من خمسة مليون أخ ,أنها حكاية كل الشعب الفلسطيني , أنها حكاية مليون بيت فلسطيني على امتداد الوطن و الشتات.
إن حكاية أبطال الصمود الأسطوري ممن استخدموا أمعائهم كأداة من أدوات الكفاح المشروع ليسمع العالم حكايتهم في الأسر و يتبنى العالم قضيتهم ويشرع بالدفاع عنها لأنها من القضايا الإنسانية التي يتوجب إنهائها وإغلاق كافة المعتقلات على أثرها , أصبحت من الحكايات والقصص النادرة في عالمنا الافتراضي فلا يصدق أي بشر أن مناضل كسامر العيساوي لم يدخل فمه طعام لأكثر من 260 يوم دون انقطاع لأنه حَرمَ الطعام على أمعائه حتى يري الحرية ويطلق سراحه, فقد بات إضراب سامر أطول إضراب عن الطعام بالتاريخ لدرجة أن العشرات من المتضامنين العرب والأجانب تضامنوا مع سامر و لم يتناولوا الطعام منذ أكثر من مائة يوم و عرضوا بذلك حياتهم للخطر , هي معركة الحرية التي يطلبها هؤلاء لسامر والأسري جميعا بأجسادهم وأمعائهم و منهم من أرسل رسائل لحكومة الكيان لاستبدالهم بسامر و إطلاق سراح سامر الذي بات يموت في اليوم مائة موته .

الأسري و عائلاتهم هم العاصمة الثانية المنكوبة في فلسطين بعد القدس وهم الوقود البشري لحركات النضال الفلسطيني وحسب الإحصائيات الأخيرة فان الأسري في سجون الاحتلال الصهيوني المعلنة قد بلغ في شهر آذار من العام 2012 نحو 4,900 أسيراً، من ضمنهم 167 أسيراً إدارياً و12 أسيرة، و235 طفلا أسيرا، وحوالي 300 أسيرا مريضاً، منهم 14 بالمستشفى، وهناك 14 نائباً، و3 وزراء سابقين، بالإضافة إلى وجود 105 اسري معتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو، امضي 76 أسيرا منهم أكثر من 20 عاما خلف القضبان، من ضمنهم 25 أسيراً قضوا ما يزيد عن 25 عاما في الأسر, و الأسري المرضي يا سادة لا يتلقون العلاج المناسب لحالاتهم المرضية فقد يعطوا بعض المسكنات لأمراض تتطلب تدخلا جراحيا أو أمراضا مستعصية كالسرطانات, و رسالة الأسري اليوم للأمة العربية, هي أن هؤلاء المنسيين في سجون و معتقلات العدو الصهيوني ,هؤلاء من دفعوا حياتهم وشبابهم دفاعا عن شرف الأمة العربية و كبريائها , هؤلاء من قضوا أجمل سنوات عمرهم خلف القضبان , هؤلاء من صنعوا من أمعائهم بنادق يقاموا بها داخل زنازينهم و يرهبوا بها سجانهم الجبان , الأسري الذين زامنوا الاحتلال الغاشم لفلسطين منذ دقيقته الأولى حكايتهم اليوم أن حياتهم لا تساوي شيئا أمام حياة وطنهم و عزته و كرامته , فهم اليوم يتمنوا على الأمة العربية أن تساند قضيتهم العادلة وتتبناها المنظمات العربية قبل الأممية وترفعها إلى المستوي الدولي الإنساني و تدافع عنها كقضية إنسانية أمام الهيئات الأممية ليس هذا فحسب بل أن تعمل الدول مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة على تقديم مشروع أممي لمجلس الأمن لاعتبار الأسري الفلسطينيين اسري حرب يتوجب إطلاق سراحهم فورا دون شروط , كما أن رجائهم أن تسارع الجامعة العربية برفع دعوي أمام المنظمات المعنية بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة لحماية اسري الحرب والمدنين المعتقلين و الاعتناء بشؤونهم خاصة المرضي منهم حيث يتوجب تكليف منظمات صحية دولية بزيارتهم و إجراء الكشف الطبي الدوري عليهم وتقديم ما يلزم لهم من علاج و دواء تحت مسؤولية المنظمة حتى تحمي هؤلاء الأسري من الموت البطيء و تحميهم أيضا من استغلال سلطات السجن بإخضاعهم للتجارب الطبية تحت ذريعة العلاج, لقد بات واجبا أن نحمل معاناتهم للعالم لكي يتم إنقاذهم من براثن وظلمات الموت البطيء ,و يتم الاعتراف القانوني بحالتهم في الصراع و بالتالي الاعتراف بقضيتهم كقضية إنسانية لابد وان تنتهي اليوم قبل غدا عبر تدويل قضيتهم و قبول المجتمع الدولي اعتبارهم اسري حرب لابد من حمايتهم و الاعتناء بهم إلى حين الإفراج عنهم و إطلاق سراحهم .


عن الشعب الجزائرية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت