القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
نشر أهالي ضحايا حادثة "نهرايم"، والتي قتل فيها سبع فتيات اسرائيليات من جرّاء نيران الجندي الأردني، أحمد الدقامسة، في 13 مارس/آذار 1997، خلال جولة سياحية في منطقة محطة الطاقة في "نهرايم" (منطقة الباقورة)- عريضة تطالب الحكومة الإسرائيلية بالتصدي لخطط إطلاق سراح الجندي الأردني، وعدم الإفراج عن أشخاص قتلوا عشرات الإسرائيليين.
والد إحدى ضحايا حادثة " نهرايم" قال "لو كان الملك الحسين على قيد الحياة لما كان وافق على إطلاق سراح القاتل"وكتب ذوو الضحايا في العريضة "إنه أمر غير معقول أن يجد كل من قتل أو حاول أن يقتل أبناءنا وبناتنا نفسه حرا طليقا".
وجاءت هذه المبادرة في أعقاب تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نواب في البرلمان الأردني، مرروا عريضة تطالب بإطلاق سراح الجندي الأردني، أحمد الدقامسة، وقّع عليها 110 نائبا أردنيا من أصل 150.
وذكر الإعلام أن الأسرة الملكية لم ترد بعد على العريضة، وأن الدقامسة، الذي يقضي حكما مؤبدا بالسجن، بحاجة إلى عفو خاص لا يصدره إلى الملك. ولم تكن هذه أول مبادرة تثير غضب الإسرائيليين، فقد وصف وزير العدل الأردني في السابق، حسين مجلي، في عام 2011، أحمد الدقامسة بأنه "بطل".
ويَذكر الإسرائيليون، خاصة ذوو الفتيات اللواتي قتلن في الحادثة، بصور الملك الأردني الحسين بن طلال وهو يُعزي العائلات الثكالى في حادثة القتل التي هزّت إسرائيل، وألقت بظلالها على العلاقات بين إسرائيل والأردن. وذكر والد الفتاة شيري بدايف، التي قتلت في الحادثة، في حديثه اليوم مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، رد فعل الملك الحسين حينذاك، والذي انحنى في بيت عائلة فتيحي معزيا إياهم وقائلا "بنتكم مثل بنتي، وألمكم هو ألمي"، متأسفا على ما حدث. وأشاد الوالد، شلومو بدايف، بالملك قائلا "كان ملك الأردن الراحل عظيما، ولو كان على قيد الحياة لما كان وافق على إطلاق سراح القاتل".
وتابع"أطلب من الناس أن يضعوا أنفسهم مكاني، هل كانوا سيقبلون بإطلاق سراح قاتل لفرد من أفراد عائلتهم؟" وأضاف "منذ الحادثة، انقلبت حياتنا رأسا على عقب- لا أكف عن البكاء حين أرى صور الفتيات. يجب أن يبقى (القاتل) في السجن حتى يومه الأخير".
وقالت نوريت فتيحي، والتي ثكلت ابنتها سيفان فتيحي، "توقعت أن يقبع (القاتل) في السجن حتى "يتعفن"، لكنني الآن لا أثق بالعدل الأردني وبمؤسساته، أنه سيحقق العدل". وأضافت "مثلما لن أرى ابنتي بعد، أرجو أن لا يرى القاتل عائلته أبدا". وأردفت كئيبة "كان من الممكن أن يكون لهن (الفتيات اللواتي قتلن) اليوم عائلات وأطفال".
وقالت والدة الفقيدة يعيلا مئيري، "أرجو أن تقوم الحكومة الإسرائيلية ورئيس الحكومة نتنياهو بعمل ما ضد المبادرة الأردنية. لقد مضى 16 عاما، لكن الحزن والألم يزدادان، والوحدة تتعظم كلما كبرنا. لا أريد أن أبقى في هذا العالم إذا خرج القاتل الشرير حرا".
وسيصل مساء اليوم طالبات من المدرسة التي تَعلم بها الفتيات اللواتي قتلن بنيران الجندي الأردني، من "بيت شيمش" قرب مدينة القدس، إلى مقر السفارة الأردنية في "رمات غان"، ليقمن مراسم ذكرى الفتيات، وليحتججن على نوايا إطلاق سراح القاتل الأردني.
ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤولون إسرائيليون أن رسائل قاسية وصلت إلى السلطات الأردنية بشأن الإفراج عن الدقامسة، عبرت خلالها إسرائيل عن معارضتها الشديدة لإطلاق سراح القاتل، وأنها ترى بالإفراج عنه رسالة سلبية للشعب الأردني، تشجع العنف وتمس بالسلام بين البلدين.