ما ذا لو قارنا أحوالنا السياسية اليوم بلوحة الموناليزا ،فالذي رسم الموناليزا فنانا إيطاليا عبقريا اسمه ليوناردو دافنشي فقد برع والموسيقى والاختراعات، و في الرسم ولكن الذي يرسم ملامح حياتنا السياسية ، اليوم هم سفهاء القوم ،وضعاف النفوس !! كان دافنشي سابق لعصره ،رغم شذوذه الجنسي إن صدقت الأقاويل.. أي بلغة العصر اليوم، مقطع السمكة وذيلها ، لكن الفرق بيننا وبين عصره، أننا اليوم ماعدنا نرى الأسماك أساسا بملامحها الطبيعية حتى نقطعها بل كم مزقتنا أسماك القرش البشرية،فما عدنا نقدر على الحراك ،وما عدنا أن نميز رأس السمكة ،من ذيلها المنقرض ،اليوم ومن عجائب اليوم أن الأذناب قد رحلت وحلت مكانها الذئاب ، وما بقيت إلا الرؤوس ، وهذا سر خراب حياتنا السياسية ،فصرنا جميعا قيادات بلا مقودين ،وزعماء بلا مزعومين ،ورؤساء بلا مرؤوسين ،فكيف يمكن لمركب أن يواصل السير ،وكل ركابه قباطنة ،وكيف يمكن لقطار أن يجر عرباته وقد انفصلت القاطرة بعيدا بكل فتور فوق قضبان ، هشة متباعدة ، ومتفككة!! ..لما تأملت لوحة الموناليزا أو الجيوكنده دارت في مخيلتي مقارنة غريبة ،وسريعة بين تلك اللوحة التي رسمت منذ أكثر من خمسمائة عام وبما تحمله من أسرار وخفايا ،وبين حياتنا اليوم.. فقد يتبادر إلى ذهن أي شخص أن الذي رسم تلك اللوحة الشهيرة والمبهرة هو إنسانٌ مستقر ،عاطفيا واجتماعيا وماديا،رغم كل ما اتصف به من صفات راقية ومرموقة.. بينما الحقيقة هي أنه لم يعرف الاستقرار طوال حياته.. بداية بميلاده الغير شرعي لكاتب عدل!! ما أقساها من مفارقة وتناقض كبير كبر برج جين ماو ، أوبرج سير.. كان ابنا غير شرعيا لكاتب عدل في مدينة فلورانسال فرنسي سر بيرو دا فنشي ،فعاش دافنشي محروما من رعاية الأب وعطف الأم التي هجرت أبيه بعد أشهر من ولادته لتتزوج من رجل آخر..فكم أنجبت سياساتنا أمهات خائنات كأمه ،وكم أنجبن أبناء شاذين عن حدود البشر ، وكم هجرت سياساتنا وساستنا البيت الأصيل فخرجوا للارتماء في أحضان الذين أشاعوا فينا الفساد والانحلال تحت مسميات الثورات والمصالحات الواهمة ..حقيقة لما تأملت اللوحة الزيتية لدافنشي، والعظيمة في نظر البسطاء اكتشفت مدى حماقتنا عندما نرفع أشياء لاتستحق إلا التفتيت والإلقاء بها في مزابل التاريخ !! وأني أتساءل كيف يمكن أن تبهرنا الموناليزا،وأن تخدعنا طوال تلك القرون ، فهي برأيي ليست تلك المرأة البشعة الملامح أوالتي لا تحمل أي مقاييس للجمال فحسب ، ولكني تأملتها من جانب آخر فوجدتها رمزا يحمل كل المتناقضات التي نعيشها اليوم في أرض العروبة ،وكل بلاد العُرب فهي تجمع بين الذكورة والأنوثة في آن واحد وما أكثر ساساتنا المخنثين في الأرض ،والذين رغم مكوناتهم الشاذة إلا أنهم يتظاهرون لنا بالقيادة الحكيمة،و بالعبقرية الفذة كماوتسي تونج أوونستون تشرشل أو نابليون أو لينين ،وكم يتظاهرون بالفحولة، كعنترة أو شمشون الجبار كما أنها أي تلك الموناليزا تدعي العفاف ،والطهارة والبساطة في الملبس ، والحقيقة هي التبرج الواضح من عري قد اعتلى صدرها ،حتى ابتسامتها كم جمعت بين البراءة ،والخبث وأما لعينيها سحر غريب فكيف يمكن لتلك العينان الصغيرتان أن تدعي احتضان كل من ينظر إليها برقة وحنان ، والأصل هو مكرٌ دفين ،وتجاهل مخزي، وخناجر مسمومة تحملها بين قدميها الغير بارزة والمخفاة في الصورة بكل تعمد للمعذبين والمفترى عليهم في الأرض .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت