طماطم إسرائيلي أغلى من الماس

بقلم: فايز أبو شمالة


بعض أنواع بذور الطماطم لا ينتجها إلا الصهاينة، وتباع لدول العالم حسب الوزن بسعر أغلى من سعر الماس، والفضل في ذلك يرجع إلينا نحن الفلسطينيين، لأننا وفرنا لهم الأمن والسلام، وتركناهم يحققون أحلامهم، ويتطورون، واكتفينا بأطراف الوطن نحيا عليه تحت رحمتهم، حتى أننا صدقناهم حين أطلقوا على المقاومين الفلسطينيين لفظة: مخربون!
فلماذا لا نصير مخربين حقاً؟ لماذا لا نتعمد تخريب المشروع الصهيوني الذي قام على تخريب بيتنا؟ وكيف ندعي أننا عشاق سلام ونحن مطرودون من أرضنا؟ وأي منطق يسمح لمن اغتصب تاريخنا أن ينام في فراشنا، وأن يتسلق على أحلامنا؟ ولماذا يحرص بعض الفلسطينيين على نفي صفة التخريب عن أنفسهم، وهم أجدر شعوب الأرض بالافتخار بكل عمل تخريبي يهدم أركان الدولة الغاصبة التي قامت على ترابهم الوطني؟
لماذا تستحون من التخريب، وتسمحون للصهاينة بأن يتفاخروا بعد 65 سنة من قيام دولتهم الغاصبة بما حققوه من استقرار وأمن؟ ألا يشكل هذا مصدر خجل لكل فلسطيني، ومصدر قلق لكل عربي؟ ولماذا أعطيتم الفرصة للصهاينة كي يتفاخروا بأنهم الأنشط ثقافياً على مستوى العالم، وأنهم الأوفر علماً وتكنولوجيا، وأنهم الدولة الأكثر مساهمة للبشرية مقارنة بعدد سكانها، وأنهم يحظون برعاية صحية لا مثيل لها في العالم، وأن متوسط عمر اليهودي صار أعلى من متوسط أعمار الآخرين؟ لماذا تركتم عدوكم يتعاظم، وتقوقعتم على حوافي الزمن؟
لماذا لم تخربوا مؤسسات الصهاينة الاقتصادية والعلمية والصناعية والزراعية والإعلامية؟ لماذا تركتم عدوكم يقصف مؤسساتكم في الأردن ولبنان ومصر وتونس والسودان وغزة والضفة الغربية، وغللتم أيديكم عن تدمير منشأة اقتصادية واحدة على مدار عشرات السنين من نضالكم؟ لماذا لم تخربوا اقتصاد عدوكم، لماذا لم تسمموا ماءه، وهو الذي استنزف ماءكم، ولم تحرقوا زرعه، وهو الذي اغتصب أرضكم، ولم تنسفوا مصادر طاقته، وهو الذي طردكم من التاريخ، ولم تهدموا منشآته الحيوية، وهو الذي نسف بيوتكم وقراكم ومدنكم؟ لماذا؟
من حق الصهاينة أن يتفاخروا بما حققوه من تقدم جراء تحقق الأمن، ومن حق كاتب صهيوني مثل دان مرجريت أن يقول في صحيفة إسرائيل هيوم: إن دولتنا رائدة، ومن يملكها يجب ان يظل يقظاً، وأن يتمسك بها الى الأبد، ويجب ان نعبدها طول الوقت.
فأي عار هذا الذي يلحق بالفلسطينيين الذين ينتظرون مساعدة المانحين، في الوقت الذي يتفاخر الكاتب الصهيوني بن درور في صحيفة معاريف بمكانة اليهود، وما حققوه، ويقول: لو ادعى أحد قبل 65 سنة أنه ذات يوم ستكون اسرائيل قوة عظمى عالمية في مجالات الزراعة، الادوية، التكنولوجيا العليا، ومنظومات الري وتطهير المياه، لكان قد ارسل الى مستشفى المجانين. ولكن ذلك صار حقيقة ؟
وكيف يرد العرب على إيتان هابر الذي قال في صحيفة يديعوت أحرونوت: "عندنا والحمد لله جيش قوي متقدم، ودولة اسرائيل في سنة استقلالها الـ 65 تستطيع ان تضرب جميع الجيوش العربية حولنا وتنتصر عليهم"
فماذا تقولون يا عرب في ذكرى النكبة؟ بما ترد جيوشكم على هذا التبجح اليهودي؟ أي جواب يستحقه أولئك الذين ما انفكوا يهددون بلاد العرب والمسلمين؟ ولماذا تهابون الحديث عن تخريب المؤسسة الصهيونية؟ لماذا تخافون تخريب اقتصاده، وتدمير مشاريعه، لماذا لا تخربون حياته العامة، حتى يدرك الصهيوني الصغير قبل الحاخام الكبير أن لا أمن لهم على أرض فلسطين، ولا سلام، ولا مقام بيننا للغاصبين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت