غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تعلق السلطة الفلسطينية أمال كبيرة، على الوفد العربي الذي سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية نهاية الشهر الجاري، لإجراء مباحثات "أخيرة" حول العملية السلكية في المنطقة، وسبل إحياء مشروع "التسوية من جديد مع الجانب الإسرائيلي.
وقررت لجنة مبادرة السلام العربية إرسال وفد وزاري إلى واشنطن في 29 أبريل/نيسان للتباحث مع المسئولين الأمريكيين حول سبل إحياء عملية السلام ومشروع التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك في اجتماع على مستوى الوزراء عقدته اللجنة في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين 8 أبريل/نيسان.
وسيضم الوفد رئيس لجنة المتابعة العربية وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والمغرب وفلسطين.
وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين منذ سبتمبر عام 2010 بعد رفض الحكومة الإسرائيلية تمديد قرار وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقول أنها تريد العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة إلا أن الفلسطينيين يصرون على أنهم لن يعودوا إليها دون تجميد الاستيطان ودون مرجعية واضحة لحدود 1967.
ويرى محللون وسياسيون، أن زيارة الوفد العربي لواشنطن، ستكون فاشلة ولن يكتب لها النجاح، في ظل الانحياز الأمريكية الكبير لاحتلال وسياساته العدوانية بحق الفلسطينيين.
محاولة لا أكثر..
ويؤكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أن قرار العرب بالتوجه لواشنطن، هو محاولة عربية لتبني الموقف الفلسطيني الرافض لفتح أي مسار سياسي مع الجانب الإسرائيلي في ظل ممارساتها القمعية على الأرض.
وقال أبو يوسف:" فتح أي مسار سياسي جديد في المنطقة، يتطلب ضغط دولي وأمريكي على حكومة الاحتلال للالتزام بالحقوق الفلسطينية كاملةً لا منقوصة، بما فيها القدس وحدود الدولة وعودة اللاجئين، ووقف كالم لعمليات الاستيطان على الأراضي المحتلة".
ويرى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن موقف الإدارة الأمريكية الصريح والواضح في مساندة الاحتلال، سيعطل أي جهد عربي يبذل لفتح مسار سياسي جديد في المنطقة، وإحراز أي تقديم في عملية السلام المتوقفة منذ سنوات.
وأضاف أبو يوسف، الوفد العربي سيطرق كافة الأبواب الدولية، وبما فيها الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لإعادة تفعيل وبحث عملية السلام، ومحاولة لإيجاد مخرج يقود لعملية سياسية واضحة المعالم تستند على قرارات وشرعيات المجتمع الدولي.
وأشار، إلى أن بقاء الموقف الأمريكية على ما هو عليه وتبنيه لمطالب الاحتلال وخططه "الغير قانونية" في المنطقة، سيؤثر سلباً على عملية السلام ويضع عقبات قبل انطلاقها، لافتاً إلى أن إسرائيل ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطالب بإخراج القدس من أي مسيرة تفاوضية، وتريد إبقاء جنودها على الحواجز، وكذلك سرقة الحقوق الفلسطينية، وكل ذلك سيهدم عملية السلام ويحطم أي آمال تقاوم من أجل إنقاذها من جديد.
وقال وزير الخارجية في حكومة رام الله، رياض المالكي:" إن الوفد العربي سيلتقي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية جون كيري"، مؤكداً أنه "تم التوافق حول ما هو مطلوب من هذه الزيارة لواشنطن وهو تقديم الفائدة القصوى للموقف الفلسطيني والقضية الفلسطينية".
وأوضح أنه "تمت مناقشة التحضيرات لهذه الزيارة والاستماع من الرئيس محمود عباس لرؤية القيادة الفلسطينية لأي تحرك سياسي قادم وما يمكن تحقيقه من هذه الزيارة، وتم التوافق حول ما هو مطلوب عربيا من الإدارة الأمريكية ومار سيتم طرحه على المسئولين الأميركيين".
صفر كبير..
من جانبه أكد المحلل السياسي، كمال علاونة، أن الوفد العربي الذي ينوي الذهاب لواشنطن نهاية الشهر الجاري، لن يقدم أي جديد، في صالح القضايا الفلسطينية أو العربية، وستنتهي زيارته بالفشل.
وقال علاونة:" زيارة الوفد العربي لواشنطن، لن تخرج عن نطاق السياحة والاستعراض لا أكثر، وأي مطالبات عربية لإتمام عملية السلام في المنطقة ستقابل برفض وتعند أمريكي وإسرائيلي كبير.
وأضاف المحلل السياسي، الأنظمة العربية تعيش في حالة ثبات عميق، وهي غير قادرة على التحرك، أو الضغط على الإدارة الأمريكية، لإلزام الاحتلال بالاتفاقيات الدولية والاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة".ولفت علاونة، إلى وجود ضغوطات وابتزازات أمريكية تُمارس على العرب، لصالح الجانب الإسرائيلي، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية تسير الأنظمة العربية بـ"الريموت كونترول" ولا تستطيع أي دولة عربية قول كلمة لا لواشنطن.
وقال علاونة:" توجه أي وفد عربي للإدارة الأمريكية في ظل تعنتها ومساندتها المطلقة لـإسرائيل ستكون زيارة مكتوب لها الفشل، ونتائجها "صفر كبير"، مضيفاً تبني الإدارة الأمريكية الخطوط العريضة التي تسير عليها إسرائيل في التعامل مع القضايا الجوهرية، وتلك المساندة هي العقبة الأساسية والحقيقية أما أي مشروع لتسوية أو عودة مفاوضات أو حتى إحياء لعملية السلام من جديد.
وتقترح المبادرة العربية للسلام أن تطبع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل بعد انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وهو ما يشمل أراضى الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة ومرتفعات الجولان وأراضٍ لبنانية، إضافة إلى إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194.
من / نادر الصفدي ..