غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في خطوة لتعريف سكان غزة بمعلم أثري عريق، احياءا ليوم التراث العالمي الذي صادف 18 نيسان/أبريل الجاري، نظم مجموعة من الأطفال الفلسطينيين، يوم الاثنين، زيارة الى "قصر حتحت " الأثري أو ما يطلق عليه "بيت آل حتحت القديم "، وهو قصر صغير تم بناؤه في العصر المملوكي، يقع في حي الشجاعية شرق المدينة، وتحديدا في أحد الأزقة الشعبية المتفرعة جنوبا من شارع بغداد.
هذا النشاط الذي قام به قرابة 40 طفلا ضمن مشروع "المبادرة" الذي تشرف عليه مؤسسة "النيزك " بدعم وتمويل من مؤسسة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تضمن قيام الأطفال باستضافة العديد من "كبار السن" لزيارة "قصر حتحت" والذين بدورهم تحدثوا للأطفال عن العادات والتقاليد والحكايات القديمة التي كانت سائدة في المجتمع الفلسطيني، مقابل خطوة الأطفال في أتاحة الفرصة لهم للتعرف على القصر الذي يجهله الكثيرون من سكان مدينة غزة .
"قصر حتحت"الذي تم ترميمه قبل عدة سنوات من قبل جمعية "مبرة الرحمة" ، له باب مقوس الشكل منخفض عن منسوب الشارع الذي يطل عليه، ما يقارب 60 سم ، يدخلك باب القصر لزقاق طوله حوالي ثلاثة أمتار بعرض مترا واحدا، لتصل للفناء الوسطي للقصر، وهو عبارة عن "ساحة " مفتوحة على السماء بلا "سطح "، ويحيط بالفناء غرف القصر وتبعاتها من سراديب وأدراج وممرات .
من الناحية القبيلة داخل هذا البيت القديم يوجد درج جانبي يؤدي إلى الطابق العلوي، حيث يحتوي على ثلاث غرف عرضها 4 أمتار بارتفاع 3 أمتار، وتظهر عليها أعمال الترميم التي أجريت حديثا ، كما يوجد في جدران البيت السميكة فتحات مختلفة الاتساع والحجم تسمى "يوك"، كانوا ساكنيه يستخدمونها لوضع احتياجاتهم اليومية فيها .
هذا البيت الفلسطيني القديم مازال صامدا عبر الزمن، يقول حارسه أبو أحمد الظاظا (54 عاما) "قصر حتحت" يتجاوز عمره 800 عاما، ويعود للعصر المملوكي وتبلغ مساحته 600 متر مربع .
وحول سبب التسمية يقول الظاظا لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"،"تسمية القصر بهذا الاسم نسبة لآل حتحت الذين يقطنون بجواره ، هذا البناء قديم لا احد يعرف ما اسم مالكه الأصلي، ولا يوجد اى لوحة رخامية مدون عليها سنة تأسيس القصر، المعلومات قليلة ولكن رجح المؤرخين بأنه يعود للعصر المملوكي على اقل تقدير، علما بان هذا الشكل من النباء هو النظام السائد في تلك الفترة ".
أبو أحمد الظاظا والذي اتخذ من احدى الغرف الصغيرة داخل القصر مكان لهُ ليقوم بحراسته يقول " تم تعيني من قبل جمعية مبرة الرحمة منذ ثلاث سنوات واقوم بحراسة القصر" ويشير بيده قائلا"هذا القصر ما كان هيك كان خرابة وتم ترميمه والاهتمام فيه".
ويطل فناء البيت القديم على احدى الغرف الصغيرة التي يوجد فيها سرداب يؤدي بك إلى باطن البيت، كان يستخدمه من سكنوا فيه بتخزين المواد التمونية من بذور زراعية وغذاء .
النظام الإنشائي لأسقف القصر عبارة عن عقود متقاطعة وأقبية وقباب محمولة على الحوائط مقوسة الشكل، وللقصر أيضا درج آخر من الناحية الغربية ضيق يقودك إلى "السطح" .
أبو راغب عكلية (75 عاما) احد المسنين الذين لبوا دعوة الأطفال عبر عن سعادته لرؤية هذا البيت القديم ويقول لمراسلنا " انا من يافا ولما صارت هجرة 48 اجيت على غزة، واول مرة اعرف وأشوف البيت القديم هاد، لازم يكون فيه رعاية للأماكن الأثرية".
محمد خريم مسئول بمؤسسة "النيزك"، بين بأن هذا النشاط يعتمد على وحدة المتطوعين من فئة الأطفال المتنوعة أعمارهم ، حيث يقوموا باستهداف كبار السن وعموم السكان لتعريفهم بالأماكن الأثرية الموجودة بقطاع غزة ولا يعرفها الكثيرون .
وقد جلس الحضور من كبار السن من الرجال والنسوة في فناء القصر يتحدثون للأطفال عن العادات والتقاليد الفلسطينية، في حين كانت الفنانة التشكيلة شراء العاروري احدى المشاركات في هذا النشاط تقوم بعرض بعض من لوحاتها الفنية التي ترمز من خلالها للآثار والتراث الفلسطيني، وقامت بإدخال البسمة على وجوه الأطفال من خلال رسم فراشات على وجوههم .
تقرير/طارق الزعنون
عدسة/ محمود عيسى