المؤامرة الأمريكية لإبقاء الأزمة الفلسطينية

بقلم: رمزي صادق شاهين


بات من المؤكد أن السياسة الأمريكية لا ولن تتغير ، وان حاول البعض التعويل على اوباما وحكومته التي شكلها بعد نجاحه بالفترة الرئاسية الثانية ، وتعيين جون كيري وزيراً للخارجية ، وما أعقبها من تصريحات جاءت أثناء زيارته للأراضي الفلسطينية ، حين حاول مسك العصا من الوسط ، بإطلاق شعارات تمس المطالبة الفلسطينية بدولة على حدود الرابع من حزيران ، وكذلك التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالعيش ضمن حدود دولة متصلة ومستقلة وتتمتع باقتصاد قوي .

إن ما جاء على لسان اوباما ليس بجديد ، فقد سبقه كُلاً من بوش الإبن وكلينتون ، لكن الواقع جاء على عكس تلك الشعارات ، وظل الموقف الأمريكي منحاز لإسرائيل وصامت على سياسة التوسع الإستطياني التي تُبدد أي أمل بوجود دولة متصلة جغرافياً وعاصمتها القدس ، لأن إسرائيل غيرت هذا الواقع من خلال مشروع التوسع المتسارع في الضفة الفلسطينية والقدس .

لن تتوانى الولايات المتحدة الأمريكية للحظة واحدة عن تعميق الأزمة الفلسطينية الداخلية ، بل ساهمت بشكل كبير ومهم لإبقاء حالة الانقسام الفلسطيني ، وذلك لعدة أهداف أهمها إبقاء القيادة الفلسطينية بحالة من عدم القدرة على الحديث باسم الشعب الفلسطيني ، بل وتذرعت الولايات المتحدة ومعها عدة دول بالانقسام الفلسطيني وجعلته الشماعة التي علقت عليه مواقفها من الحل السياسي مع إسرائيل ، وقد سبق وأن تم إبلاغ الرئيس أبو مازن ، بأنك لن تستطيع المطالبة بدولة طالما أن الشعب الفلسطيني منقسم .

اليوم تعود الإدارة الأمريكية وعبر تصريحات وزير خارجيتها لنفس النهج ، وحين يقوم وزير الخارجية بمحاولة إحراج القيادة الفلسطينية بتصريحاته حول منصب رئيس الوزراء ، والحديث وكأن الرئيس أبو مازن لن يستطيع قبول استقالة سلام فياض أو تكليف رئيس وزراء جديد ، وهذا إيحاء واضح من الإدارة الأمريكية بأن الرئيس والقيادة الفلسطينية ليسوا أصحاب القرار الفلسطيني المستقل .

كما وضحت الصورة أكثر من خلال محاولة الإدارة الأمريكية التدخل بشكل سلبي بقضية زيارة الرئيس أردوغان لقطاع غزة ، وملف المصالحة ، وغيرها من الملفات ، وهذا بالتأكيد ما تريد إيصاله الإدارة الأمريكية للمعارضة الفلسطينية أو الفصائل الأخرى التي تختلف مع الرئيس أبو مازن ، وإظهار الرئيس وكأنه جزء من المؤامرة والحصار المفروض على غزة منذ أكثر من ست سنوات .

إن الضعف العربي ، وعدم وجود دعم سياسي حقيقي للقيادة والشعب الفلسطيني ، لهو جزء مهم من التمرد الأمريكي والهيمنة على القضية الفلسطينية ، والعمل بنظام المزاجية مع كُل الأطراف سواءاً على المستوى التفاوضي مع إسرائيل ، أو بملف المصالحة التي تعتبر من أهم الأولويات الوطنية ، وهي القضية الأبرز التي من المفترض إعطاءها الأولوية مهما كلف الثمن .

لن ترضى الإدارة الأمريكية عن أي إجراء من شأنه أن يوحد القرار والموقف الفلسطيني ، وتشكيل حكومة وطنية تمثل كافة الأطياف الفلسطينية ، بما يحقق المأمول من هذه الحكومة باتجاه دعم صمود شعبنا في مشروعه النضالي ضد الإحتلال ، وتحقيق الأمن العام والإقتصاد الوطني المعزول عن سيطرة الإحتلال في إطار المشروع التحرري الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

&&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت