القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
أعلن مختصون مقدسيون عن العمل بمشروع طويل الأمد لإحياء شارع الزهراء في القدس المحتلة على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياحي من خلال تبني منهج العمل الجماعي، الشمولي والتكاملي الذي يعتمد على بناء الشراكات والتشبيك ما بين القطاعات المختلفة.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها "الحوش" الفني الفلسطيني في القدس، في الفندق الوطني في شارع الزهراء، بحضور عدنان عبد الرازق عضو مجلس ادارة الحوش، خالد الكالوتي مستثمر ورجل اعمال، ابراهيم الشقاقي باحث اقتصادي، رائد سعادة التجمع السياحي المقدسي، مها السمان رئيسة قسم الدراسات الحضارية- جامعة القدس، ايهاب مجموعة القدس للتنمية الاقتصادية.
وقال عدنان عبد الرازق عضو مجلس ادارة الحوش في كلمته:" ان الرواية حول التاريخ المعاصر للقدس تتراوح بين ضياع مركزية المدينة في سياقها الفلسطيني بعزلها عن مراكز التجمعات الفلسطينية المجاورة وغياب سبل التواصل الطبيعي مع امتدادها الاجتماعي والتجاري والثقافي، وعدم قدرة ملايين العرب من زيارة المدينة وبين تحول احيائها العربية بمساحتها العامة لشبه مناطق اشباح ليلاً، تخلو من أي حراك اقتصادي- اجتماعي وتبدو اقرب الى مناطق ممنوعة التجوال".
واشار عبد الرازق الى ان اعادة ترميم شارع الزهراء عام 2009 وافتتاح الفندق الوطني الذي يمثل جزءا من تاريخ المدينة السياحي والعمراني مشيرا بان الحديث هنا يدور خارج اسوار البلدة القديمة وبمحاذاتها، فيما على جانبي الشارع (الزهراء) مازالت المحلات التجارية غير مستقرة ودائمة التغيير والتبديل بين ما يفرضه السوق العالمي وبين روح العصر التجارية المحلية.
واضاف "مازال شارع الزهراء يحتفظ بسمعته حول ارثه الثقافي التاريخي الذي اصبح اكثر وضوحا من خلال حضور المؤسسات الثقافية، حوش الفن الفلسطيني، ومركز يبوس الثقافي ومعهد ادوارد سعيد للموسيقي، والتي اصبحت تشغل الحيز الاكبر على امتداد جانبي الشارع"، مؤكدا بان حضور هذه المؤسسات الثلاث في شارع الزهراء يقول الكثير عن التقلبات التي مازالت تشدها المدينة وخصوصا بعد عزلها عن محيطها الفلسطيني المباشر منتصف التسعينات.
وقدم عبد الرازق شكره للفاعلين من المؤسسات والمحال التجارية لإضفاء الروح للمشروع من خلال تعاونهم وتشجيعهم ودعمهم للمبادرة والمشاركة بخبرتهم وقصصهم وذكرياتهم لانهم يؤمنون بامكانية التغير، بالاضافة لمساهمة الطواقم المؤسسة في تطوير واجراء البحث والمسح الميداني في شارع الزهراء.
بدوره قال ابراهيم الشقاقي في كلمته:" ان اقتصاد القدس مر في ثلاث صدمات ، المرحلة الاولى تقسيم القدس عام 1948، والمرحلة الثانية الحاق القدس بالاقتصاد الاسرائيلي 1967، والمرحلة الثالثة بداية بناء الجدار 2001-2002.
وأضاف الشقاقي:" بان الجدار العازل على مدينة القدس خلق المشكلة الاساسية والتي يعاني منها اليوم شارع الزهراء (اقتصاد القدس) خاصة والاقتصاد الفلسطيني عامة"، موضحا بان القدس ليست ارقام وبيانات وانما اشخاص، حيث ان نحو 55 الف مقدسي اصبحوا خارج نطاق الجدار بعد الاستيلاء على 7 الاف دونم من الاراضي الفلسطينية، مما جعل الاسواق البديلة تحل محل اسواق القدس.
أما رئيسة قسم الدراسات الحضارية- جامعة القدس مها السمان فقالت في كلمتها:" ان مدينة القدس تمثل مدينة مستعمرة محتلة وصراع وهي ايضا عاصمة وطنية لدولة فلسطين"، متسائلة بالقول :" في ظل تعدد الاوجه في هذه المدينة كيف يمكن التعامل تخطيطا بقرارات التخطيط؟ فلكل وجه من هذه الاوجه تداعيات وتأثيرات على قرارات التخطيط .
بدوره قال المستثمر ورجل الاعمال خالد الكالوتي في كلمته:" ان المشروع مبرارته واضحه جداً في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر بها مدينة القدس والتراجع من الناحية الاقتصادية والثقافية.
اما رئيس التجمع السياحي المقدس رائد سعادة فقال في كلمته:" ان السياحة هي القطاع المحرك للاقتصاد في مدينة القدس، ومن اجل تطوير السياحة في القدس هناك اربع قضايا يجب العمل عليها وهي: القضية الاولى زيادة في اعداد الزائرين لمدينة القدس، اما القضية الثانية هي العمل على تطوير البرامج وتنويعها، اما القضية الثالثة العمل على التشبيك مع القطاعات السياحية بشكل مباشر، اما القضية الرابعة فتتعلق بتطوير وتأثير النشاطات الاخرى على القطاع السياحي.
بدوره قال ايهاب الخطيب من مجموعة القدس للتنمية الاقتصادية في كلمته:" ان التنمية الاقتصادية في مدينة القدس تتمحور حول الظروف الفلسطينية مع كثير من المؤسسات المالية التي تعمل على تحفيز البنوك لاعطاء مثل هذه المشاريع لتطوير الاقتصاد في القدس وتحديدا في شارع الزهراء.
وبعد انتهاء الندوة قام المشاركون بجولة للاطلاع على الاعمال الفنية في شارع الزهراء ، عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تباعت هذه الجولة واعدت هذا التقرير..