يا عيساوى نحن كما المحتل ؟؟ لا تغتر .

بقلم: منيب حمودة


تتملكك الغيرة الوطنية , وتنتابك لحظة فخر وأنت تشاهد الهيكل العظمى لمعجزة العصر , ( من طراز العيساوى )
الذى ببقايا عظام ولحم , بهر الدنيا , وقهر السجان , بقدر هذا النصر والفخر بك يا عيساوى يا بن القدس ,
كلنا نباهى بك الكون , بكل هذا الشموخ والعنفوان والصمود , الذى انتصرت روح الارادة فيه على جبروت الغاصب ووحشيته ,
بكل هذا الشعور بالنصر والفخر , يتملكنا فى الجهة المقابلة من الجسد والروح , احساس بالخيبة ! وشعور بالهزيمة ! والخذلان والانانية المفرطة وغياب الضمير !
نعم انه الذنب الذى يطوقنا من اعلانا الى اسفلنا , ومن كبيرنا الى صغيرنا ,
العيساوى ليس من الفصيلين الكبيرين ! العيساوى ليس من الحركتين الأكثر مالا ونفيرا !
فصيل العيساوى لا يدفع أجره مقرة , وليس له فضائية مرئية ومسموعة , وليس له مطبوعة مقروءة ! فصيل العيساوى لا يمتلك ولا يحوز الف منبر , والف قلم والف خطيب والف جمعية خيرية !
تتهرب الفصائل الكبرى من الجواب على سؤال الشطب والاقصاء والتهميش والاستحواز؟؟؟
فتقول فى جواب هارب , العيساوى انتمى لفلسطين !
جواب صحيح يراد به حجب الحقيقة عن عطاء وتضحية لأكثر من عشرة فصائل , قدم من خلال الانخراط بها الشباب الفلسطينى الدم الزكى .
وقدم الالاف سنوات العمر خلف القضبان فى زنازين الغاصب المحتل .
ناهيك عن المصابين والمقعدين والمشردين من كل ألوان الطيف الفلسطينى , عندما كانت كل هذه المراكب الفلسطينية تتجه الى فلسطين , يوحدها الوطن وتجمعها مقدساته ويظللها الوفاء للشهداء الاسرى والارض والعرض .
كنا نهنئ بعضنا البعض عندما تثأرالشعبية لشهداء فتح !
ونباهى الدنيا عندما تنتقم الديمقراطية والنضال والقيادة العامة لضحايا العدوان ,
زمن النقاء الثورى لوثته الحزبية والفئوية والمناطقية ,
زمن الوطن الجميل الكريم العزيز الحنون على ضحاياه
حرقته لغة التخوين والتكفير والأنا المقيته .
زمن فلسطين الارض والشعب والمقدسات شوهتها لغة الانقسام ودعوة الفرقة ,
فباتت تحكى غير عربيتنا , وتحارب غير معركتنا , وتسافر الى غير مرابعنا ,
باتت تصلى صلاة الغائب على كل غير المحازبين والمناصرين للحركة الربانية ؟؟!!
فلسطين الجديدة والمحررة التى نعرفها اليوم لا تكترث بضحاياها , ولا تهتم بعنوان صمودها وشمعتها المضيئة فى بحر الفرقة والانقسام .
يا عيساوى نحن كما المحتل ! لا تغتر !؟
أهملناك وتركناك وغيبناك ثمانية أشهر ؟
تعرف لماذا ؟ كنا ننتظر يأسك , كنا ننتظر أنحنائك , كنا ننتظر هزيمتك .
مبروك لك وحدك , مبروك لوالديك , لاخوتك , مبروك لعاصمتك وحدك ,
أنت أنتصرت علينا وعلى المحتل .
أنت هزمت تقاعصنا , تفوقت على تكاسلنا وتخاذلنا .
لا تصدقهم كلهم تركوك باعوك .
فقط عشرات فى كل مدينة تعدادها مائة الف كانوا معك ,
لا تغضب منا يا سامر , فنحن مشغولون فى جباية الضرائب , نهب المشاريع , ورفع رصيد الحركة ,
لا تغضب منا فهذه حقيقتنا التى نخجل منها وندفنها تحت بيانات الورق . ( شجب أستنكار )
وبات الحل معروفا ومفهوما .من يريد الحرية ؟
على كل أسير من الخمسة ألاف معتقل أن يعلن أضرابه عن الطعام عام كامل . ( وهو وحظه )
هل أخطأت يا عيساوى عندما رفعت الثمن وغليت السعر ؟
فالمسؤول الفلسطينى بات لا يكترث بالاسير المضرب عن الطعام منذ شهر , أو شهرين .
فالعيساوى أضرب ما يقرب من العام ,
فهذه فصائلنا وحركاتنا وحكامنا _ لا دعوة لمسيرة ,ولا حراك ولا اعتصام ولا وقفة احتجاجية ولا بيان ولا نداء ولا استغاثة ؟؟!!
مهلا مهلا مهلا ننتظر من كل اسير مضرب الصمود ثمانية أشهر .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت