"الأسرى سيعودون من جديد"

بقلم: كمال الرواغ


... هؤلاء الأسرى الذين استشهد بعضهم،ومنهم من ينتظر، سيعودون من جديد إلى شعبهم ,إلى وطنهم, إلى أرضهم ,إلى دروس التاريخ في مناهج بنائنا بالمدارس و المعاهد ، لتعرف الأجيال الجديدة حكاياتهم النضالية و قصص البطولة و الصمود التي خاضوها في سجون الاحتلال، هؤلاء الأسرى ليسوا أسرى فقط، وإنما شهداء ومعتقلين معا، فهم يموتون كل يوم دون موت ، فهم لا يعلمون مصير أبنائهم وعائلاتهم وأصدقائهم منذ سنين طويلة، ولا يعلم العالم.. ما هي حكاية كل بطل من هؤلاء الأبطال، من أين أتى نبع انتمائه الأول، وما هو عشقه الأول، وكم هي كبيرة فلسطين في حياته التي أفنى حياته من أجلها، هؤلاء الأسرى بالتأكيد يعودوا إلينا ليس في الناسبات الوطنية و القومية لكنهم يعودوا في كل يوم مائة مرة ، ونحن نفتح أمامهم أبواب الذاكرة الفلسطينية والعربية على اتساعها ، لنقول للعالم أن فلسطين تستحق أن نناضل من أجلها، تستحق هذه الكوكبة من الفدائيين أبطال عملية ديمونا وتل ابيب والقدس والخليل وعيون الحرامية وعمليات نوعية مليئة بالشجاعة وبقوة الانتماء، يجب أن نقول للعالم بان هؤلاء الأسرى نورا ساطعا في ذاكرتنا الوطنية,وأن هذا الشعب الفلسطيني بإبداعاته وانتفاضاته وثورته وتجلياتها هو لاعب كبير وأساسي على مسرح الأحداث في المنطقة ولن يغيب أبدا ..
لذا يجب علينا أن نبذل جهدا كبيرا من أجل عودة هؤلاء الأسرى إلى بيوتهم وشعبهم ظافرين منتصرين بحقهم في الدفاع عن شعبهم وحريتهم ، لان إسرائيل تريد أن ينسى هؤلاء الأسري و تدفن أسمائهم تحت التراب و يصبحوا حالة كأنها لم تكن , وحالة لم تشهد يوما من الأيام على جريمة الاحتلال الصهيوني بحق الإنسانية ، تريد أن ينسى الشهيد حين يستشهد و ينسي الأسير حين يأسر ,و بالتالي يكون عبئ على نفسه وعلى عائلته وعلى شعبه، ولكن هؤلاء بأفعالهم البطولية بإبداعاتهم الخارقة كسروا هذه المعادلة الإسرائيلية، وكانوا قوة إيحاء عميقة لشعبهم الفلسطيني، وكانوا جزء من ذاكرته الكبيرة المشعة التي لا تنطفئ ابدا .
فشهدائنا حتى وهم في القبور يحاربون معنا و تسبقنا بنادقهم و اقوالهم المأثورة ، وأسرانا وهم خلف القضبان فهم مناضلون في الميدان معنا جنبا إلى جنب، يناضلون من أجل الحرية والدولة المستقلة والقدس الشريف .
لذا يجب ان نتوحد جميعا، سياسيين ومثقفين وكتاب وإعلاميين خلف قضيتهم، فألف تحية للإعلام الجزائري الذي جعل من قضية الأسرى قضية وطنية بامتياز، يدافعون عنها ويتغنون بها ويرسمون اللوحات الفنية والأدبية احتفاء بأسرانا، فالجزائر وأبنائها كانت ومازالت جناح الثورة الفلسطينية المحلق دائما، ربي احفظ الجزائر وشعبها وقيادتها من كل سوء،لهم منا كل الاحترام والتقدير،والشكر موصول لمنسق الملاحق الصحفية الفلسطينية الخاصة بالأسرى والذي يوصل الليل بالنهار معنا ومع الإعلام وقياداته في الجزائر من اجل ان تبقى قضية الأسرى حاضرة في الرأي العام والرسمي في الجزائر فله منا ومن أسرانا ومن شعبنا كل الاحترام والتقدير .
وفي خضم هذه المعركة التي ينفرد بها مجموعة حرة من الكتاب و الإعلاميين على ساحة إعلام الجزائر الحر الثائر نقول أن الانقسام ساهم إلى حد ما في تغيب أجندتنا الفلسطينية ببنودها الوطنية وإسرائيل تساهم في استثمار واستغلال هذا الانقسام ليبقي للأبد ، لأنها تريد أن يتعايش الفلسطينيين مع دويلات بلا تاريخ و بلا ثوابت وبلا اهتمام بالأسري و القدس و اللاجئين ، وأن تحل بدل منها أجندة هزيلة مليئة بالتراشق وبالموضوعات الصغيرة، لذلك نقول نعم للمصالحة، من أجل أن نعود الى ذاتنا إلى ملامحها الوطنية التي شوهها الانقسام وازلامه .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت