طيلة ستين عاما من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, لم يتمكن السلاح الإسرائيلي الأكثر تطورا في العالم من قتل روح المقاومة في الشعب الفلسطيني, الذي ما انبري ينفذ العملية الاستشهادية تلو الأخرى, وينجح في اختطاف طائرة إسرائيلية تلو أخرى, حتى قرر قادة الشعب الفلسطيني قتل شعبهم ومقاومته.
منذ بداية الانقسام بين شطري الوطن في حزيران 2008 والمقاومة الفلسطينية على الصعيدين العسكري والسياسي تترنح, ومكاسب الشعب الفلسطيني في نفوس الشعوب العربية تندثر وتختفي, حتى قيل في السعودية عنا "إنهم الشعب الذي حلف في الكعبة على الوفاء وأخلف الحلفان" وقيل في مصر "حرروا أنفسكم من ضلالها لنساعد وطنكم في تحريره" بيد أننا كنا الشعب الذي يتمنى مواطن عربي أن يلمس أكفه.
هذه المخاسر على كل الصعد أكبر من أن تخصى, وليس سببها يد إسرائيلية أو عبث أمريكي بل هو قادة هذا الشعب الذين حولوا قضيتنا من "القدس والأسرى واللاجئين وحق العودة" إلى "مصالحة وكهرباء وغاز وبضع قطرات بنزين".
ومنذ بدأ الانقسام سارعت الشقيقة مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى تدارك الأوضاع بين حركتي فتح وحماس لرأب الصدع الذي حصل بين الحركتين و التي كانت بمواجهات مُسلحة عنيفة أدت إلى مقتل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني .
ومنذ ذلك التاريخ ونحن نسمع عن جهود المصالحة تارة في مصر وتارة في قطر وكم من جولات مصالحة تمت منذ ذلك التاريخ وقبله ولم نصل إلى حل ليومنا هذا.
ولعل الشعب الفلسطيني في شطري الوطن "غزة – الضفة الغربية" قد نجح المرة وحيدة في لم شمل حكومتيه, حينما خرج إلى الشارع في الخامس عشر من آذار مارس 2011 يطالب بالوحدة أو رحيل كلا الفريقين, وبالفعل توحدت الحكومة في غزة والضفة على منهجية التعامل مع المطالبين بالوحدة, فخرج جهاز الأمن الوقائي في الضفة وقبض على المواطنين كما خرج جهاز الأمن الداخلي في غزة وقبض على المواطنين, ولم يشجب أحدهما فعل الأخر, وتعاهدا على أن يتما قمع هذه المظاهرات وان يؤيد كل فريق الأخر في قمع المتظاهرين عنده ... ونعم الوحدة والله.
وأخيرا يا قيادة فتح وحماس الشعب مل منكم وزهق منكم ارحلوا عنا لا نريدكم لا بمصالحة ولا غيره , مملنا منكم هناك مئات الآلاف من الخريجين عاطلين عن العمل ويبحثون عن العمل فبرقبة من هؤلاء الخريجين برقبة الاحتلال لا والله , معدل البطالة زاد أكثر بكثير من قبل هل زاد من الاحتلال أيضا , المرضى الآن أصبحت أرواحهم رهن بأيديكم من خلال اخذ التصاريح روح هات من رام الله ورام الله بتحكيله ملفك بغزة والعكس , أزمة الكهرباء تتفاقم يوم بعد يوم هل الاحتلال مسئول عنه أيضا والله ما ظنيت , انتم تقومون بجباية رسوم الكهرباء من المواطنين بالقوة وتحت الأمر الواقع من خلال الخصم من رواتبهم وتقولون لشراء سولار صناعي لشركة الكهرباء أين تذهب تلك الأموال ؟؟ , و مخازن الأدوية خالية هل هُنا الاحتلال أيضا مسئول عن ذلك , الحصار الخانق ليس سببه الاحتلال بل سببه انتم , وكل ذلك تعلقونه على شماعة الاحتلال , نعم الاحتلال له سهم في ذلك لكن السهم الأكبر هو انتم يا حركة فتح وحماس , الشعب والله لن يسامحكم ولن يغفر لكم والتاريخ لن يغفر لكم أيضا , حلو عنا قبل أن ينتفض عليكم الشعب ويحلكُم بإرادته .
بقلم :ايمن اكرم محسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت