غزة- وكالة قدس نت للأنباء
على نواصي الطرق بمدينة غزة ، تشاهد رجل أو طفلاً يجلس ويضع أمامه طاولة صغيرة او " كبينه " ويضع عليها شتى أنواع السجائر، مشهد بات مألوفاً في المدينة .
أنواع متعددة من الدخان المستورد ذات المظهر الأنيق والجميل منها الصيني والايطالي والمصري والألماني والأمريكي المهربة والتي تأتي كما يقول بائعيها عبر الأنفاق الحدودية الموجودة بين مدينة رفح الفلسطينية وجمهورية مصر العربية .
بائعين الدخان ينتشروا مثل النار في الهشيم، يتواجدون في مداخل الأسواق وبالقرب من "مدارس الطلاب المراهقين والأطفال"، واللافت والمثير، أن أسعار علب السجائر منخفضة جداً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر"3" علب من نوع دخان ""r g d سعرها "10" شيكل .. كيف وصل سعرها لهذا الحد ؟؟
يبدأ عمل باعة السجائر منذ الساعة السادسة صباحاً، بالتزامن مع توجه آلاف التلاميذ الأطفال إلى مدارسهم ، فمنظر رؤية أحدهم وهو يشتري علبة ويضعها في حقيبته بجانب الأقلام والدفاتر أصبح شيئاً أيضا لا غرابة فيه .
وبحسب تجربة الكثيرون من المدخنين فإن هذه السجائر مليئة بالأخشاب و"الزبالة" وذات طعم عفن، وتشكل خطراً قاتلاً على صحة من يتناولوها .
طالب من احدى المدارس الثانوية الحكومية في مدينة غزة، يقول "معظم طلبة صفي يدخنون بعضهم سراً وأخريين علناً.
ويؤكد الطالب في حديث لمراسل" وكالة قدس نت للأنباء"، ان بائعين الدخان يتعمدون التواجد بالقرب من المدارس ، مستغلين جهل الطلاب في ضرر التدخين، ويستغلون مصروفهم الشخصي في بيعهم علب السجائر .
ويضف" ان المعلمين داخل المدرسة يقومون في حملة تفتيش من حين لآخر، لحقائب بعض الطلاب الذين يشكون بهم أو تأتي معلومات بأنهم يدخنون".
حقيقة ما يقوله الطالب لم تعد خفية على الكثيرين فظاهرة التدخين لدى المراهقين منتشرة، فهل ستترك لترسم مجتمعاً مدخناً من الطراز الأول، أم انها تتطلب تضافر كل الجهود لكبح جماحها ، وأهمها أين دور الأجهزة الأمنية والجهات المختصة بهذا الشأن.
أيمن البطنيجي الناطق الإعلامي باسم الشرطة بغزة، كشف عن حملة غير معلنة تقوم بها الشرطة وأجهزتها، لمكافحة انتشار ظاهرة بائعين الدخان المتجولين وأصحاب الباسطات ، وخصوصاً هؤلاء الذين يتواجدون بالقرب من المدارس التعليمية .
وأضاف البطنيجي في حديث خاص لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، أن الشرطة تحارب مثل هذه الظواهر وتتابعها بشكل دقيق ، واعتقلت مجموعات كبيرة من أصحابها ، وبالتحديد الذين يدخلون الدخان بطريقة غير رسمية .
وحول سبب انخفاض اسعار علب السجائر ، أوضح أن ذلك يرجع إلى انخفاض اسعارها في البلدان التي تُصنعها ويتم الاستيراد منها ، مشيراً إلى أن جزء من المسؤولية تقع على عاتق الجهات الرسمية بضرورة رفع أسعارها حتى لا تصبح في متناول الأطفال .
وقال:" ان مكافحة هذه الظاهرة وأمور أخري بجانبها تعمل للحد منها الشرطة منذ فترة طويلة من خلال سلسة من الإجراءات ، داعياً المواطنين للإبلاغ عن بائعين الدخان المتجولين بالقرب من مدارس الاطفال ".
الطالبة الجامعية شرين السراج ، طالبت بتفعيل قوانين مكافحة التبغ ، ودعت المجلس التشريعي الفلسطيني لسن قوانين تمنع التدخين في المرافق العامة والأماكن الهامة وداخل التاكسيات .
وبينت ان بيع السجائر بغزة أصبحت غير معقولة ، موضحة أنها تعاني من المواطنين الذين يدخنون داخل التاكسيات ، كما وتري بائعين علب السجائر يتهافتون على التاكسيات العمومية عندما تتوقف على احد المفترقات لبيع الركاب السجائر .
فهل ستتركك هذه الظاهرة لتنتشر أكثر لكي يصبح المجتمع جُوله إما مدخنين والجزء الأخر بائعين سجائر ؟.