غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تواصل بعض وسائل الإعلام المصرية بأشكالها المختلفة "المقروءة والمسموعة والمرئية" المحسوبة على جهات معينة، حملتها الإعلامية "التحريضية" ضد قطاع غزة المحاصر، ولم تقطع للحظة واحدة عرض مسلسلاتها وبرامجها المسمومة تجاه غزة، كرد فعل انتقامي للخلافات السياسية المتصاعدة في الساحة المصرية، واعتبار غزة كـ"كبش فداء" وضحية لتلك الخلافات.
ورأى مراقبون وخبراء في الشأن الفلسطيني، أن حملات التحريض المستمرة والتي تبثها وسائل الإعلام المصرية تجاه غزة، واتهاماتها لفصائل المقاومة بالضلوع في عمليات عسكرية وقتل جنود مصريين، هي نتاج للخلافات السياسية الحادثة بين أحزاب المعارضة التي تسيطر على معظم وسائل الإعلام الكبيرة، والحزب الحاكم في مصر.
وأكد المراقبون، أن غزة هي "ضحية" الخلافات السياسية الحاصلة بين الأحزاب في مصر، معتبرين غزة ساحة "انتقام" سياسية للمعارضة المصرية.
ميزان الشيطنة ..
ويؤكد المحلل السياسي، هاني حبيب، أن قطاع غزة أصبح "الضحية" الأولى للخلافات السياسية الحاصلة بين الأحزاب المصرية، وقال حبيب:" وسائل الإعلام المصرية، لعبت دوراً خبيثاً وشيطانياً في تصدير أزماتها وخلافاتها السياسية مع الرئيس المصري محمد مرسي، تجاه توتير الأجواء وكيل التهم لأبناء الشعب الفلسطيني ".
ولفت المحلل السياسي، إلى أن الإعلام المصري انقسم في الآونة الأخيرة لقسمين، أولهما مناصر لغزة ورافض لكل الاتهامات الموجه له، وآخر يتفنن في كيل التهم والافتراءات على فصائل المقاومة في القطاع".
وأضاف حبيب، شكلت الأحداث التي جرت في الـ25 من يناير في بداية الثورة المصرية، نقطة تحول في تأييد ودعم قطاع غزة، فباشرت بعض وسائل الإعلام باتهام كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" بإخراج بعض الموقوفين في السجون المصرية، وكذلك تم اتهام "حماس" وبعض الفصائل الأخرى بالضلوع في مذبحة رفح المصرية والتي راح ضحيتها أكثر من 15 جندي مصري.
ورأى حبيب، أن تلك الاتهامات، شكلت نوع من العداء والغضب المصري تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة أهل القطاع، مشيراً أن وسائل الإعلام المحسوبة على شخصيات سياسية مصرية معادية لنظام مرسي نقلت اللعبة السياسية لغزة وجعلتها ساحة انتقام من النظام الحاكم بمصر، كون المسيطر على غزة حركة حماس التي هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر.
وعن الحل المطروح للخروج من الأزمة قال حبيب:" انتهاء الأزمة مرتبط بحل الوضع المصري الداخلي واستقراره، ووضع القضية الفلسطينية كقضية أساسية للشعب المصري، ودون ذلك ستبقى وسائل العلام تشعل فتيل الخلافات والاتهامات لغزة لكسب مواقف سياسية ضد النظام الحاكم في مصر".
ويتهم الإعلام المصري من حينٍ لآخر حركة حماس وبعض الفصائل الأخرى، بإرسال عناصر مسلحة لحماية الرئيس المصري، وتنفيذ عمليات ضد الأحزاب السياسية المناهضة له، والقيام بتدريب عناصر مسلحة من الإخوان المسلمين في سيناء وسيطرة الحركة على الوضع الأمني ما أدى إلى تدهور الأوضاع في شبه جزيرة سيناء التي يرى فيها المصريون جبهة محصنة ضد الجماعات المسلحة الخارجية، معتبرين الأنفاق المنتشرة على الحدود بين مصر وغزة أحد أهم أسباب حالة الانفلات الأمني بسيناء محملين حماس المسئولية عن تلك الحالة.
تعبئة سلبية ..
بدوره، رأى المحلل السياسي، أشرف العجرمي، أن وسائل الإعلام المصرية، لعبت دوراً أساسياً في تشكيل رأي عام مصري "حاقد" تجاه قطاع غزة عبر تزييف الحقائق ونقلها بمبالغة كبيرة وتضخيم غير موضوعي للحدث.
وأوضح العجرمي، أن وسائل الإعلام المصرية، نقلت خلافاتها السياسية من مصر تجاه غزة، وحولت كل خلافات بين الأحزاب لنوع من "الانتقام" السياسي، للحزب الحاكم في مصر وهو حزب الرئيس محمد مرسي جماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف المحلل السياسي، بعض وسائل الإعلام المصرية تعتمد على المبالغة في وصف الأحداث وتأجيجها لخدمة أهداف معينة تسعى للحصول عليها، معتبراً ما يجري بالساحة المصرية وما يقوم به الإعلام أثر سلباً على علاقة الشعبين الفلسطيني والمصري.
وطالب العجرمي، وسائل الإعلام المصرية بعدم تخطي الخط الأحمر، والتعامل بموضعية مع الأحداث السياسية والأمنية التي تجري بغزة وبمصر، وعدم إعطاء شكل المبالغة الكبيرة على كل حدث قد يكون صغيراً.
وعن دور الوفود المصرية التي تدخل غزة، في تهدئة الاحتقان بين الشعبين المصري والفلسطيني في قطاع غزة، قال:" يجب على تلك الوفود إعطاء الطابع الصحيح لأهل القطاع، ولعب دور أساسي وإيجابي في تهدئة الأجواء بين الجانبين ".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، قال:" إن الإعلام المصري نشر بعض الأكاذيب ومارس التضليل الإعلامي وأراد تشويه صورة الفلسطينيين، ويسعى لـشيطنة حركة حماس"، وأضاف الزهار "الإعلام المصري لا يزال يحاول أن يصور حماس بالشيطان الرجيم، ويتهمها بأنها التي جاءت بالحروب إلى مصر، لصالح فلسطين، وهذه الشائعات غير سليمة ولا أساس لها من الصحة".
وأكد أن أصحاب مصالح مضللين مرتبطين بالنظام المصري السابق، يسعون لاستكمال الفوضى الخلاقة التي أوجدتها أيدي ما قبل الثورة، مشيرا إلى أن التطهير في أي بلد سيكلفها سقوط الدم، والاقتصاد، مشدداً أن اقتصاد مصر قوي، ولن ينهزم.
كما هاجم الداعية الإسلامي صفوت حجازي، مجلة "الأهرام العربي" بصفة خاصة، والإعلام المصري بصورة عامة، نافياً مسئولية حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' عما نسبته إليها "الأهرام العربي"، بتورط أفراد حمساوية بقتل أفراد من الجنود المصريين في رفح، في شهر رمضان الماضي، متابعا: "بنقول لجريدة الأهرام العربي وأن كل من يقول أن حماس هي التي قتلت الجنود المصريين في رفح نقول لهم، لو كل كلب ألقمته حجراً لصار الحجر بدينار".
من / نادر الصفدي ..