"تقرير"..صيف غزة الساخن:إسرائيل تهدد بالرد الموجع..والمقاومة تتوعد

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري والميداني على قطاع غزة، بهدف توتير الأجواء الميدانية في القطاع وإشعالها من جديد، وجر قدم المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة، نحو مربع المواجهة المفتوحة لما يتماشى مع أطماع الاحتلال الداخلية والإقليمية وكذلك خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية بعد الحديث عن تحركات لاستعادة الوحدة.

ويعيش قطاع غزة، في هذه الأيام حالة من "الغليان والترقب" لما ستحمله الساعات المقبلة، من مواجهة عسكرية محتملة، بدأ الجيش بتنفيذ بعض خططها على واقع ضربات بسيطة قد تتطور وتتصاعد لاحقاً، تطبيقاً لما أعلنه قادة الجيش (الإسرائيلي) بأن العد التنازلي لساعة العملية العسكرية في غزة بدأ بالعمل.

وشنت طائرات حربية إسرائيلية ليل "السبت-الأحد" ثلاث غارات جوية على قطاع غزة استهدفت خصوصا مواقع عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي لكنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح، كما ذكر شهود عيان فلسطينيون.

ووقعت الفصائل الفلسطينية اتفاق تهدئة مع إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي 2012 بوساطة مصرية تم بموجبه وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى لاستشهاد ما يقرب من 190 فلسطينياً وجرح 1500 آخرين.

إرباك وتخبط ..

حركة الجهاد الإسلامي من جانبها، حذرت الجانب الإسرائيلي وجيشه، من تنفيذ أي عملية عسكرية ضد قطاع غزة، مؤكدةً أن المقاومة الفلسطينية جاهزة " للرد والتصدي للعدوان". وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل،:" إسرائيل يعيش حالة من الإرباك والتخبط داخل صفوفه، في ظل تنامي قوى وقدرات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وما يجري بإيران".

وأوضح المدلل، أن إسرائيل أرادت من تصعيدها العسكري الأخير على قطاع غزة، استفزاز فصائل المقاومة الفلسطينية وسحبها نحو مربع المواجهة العسكرية المفتوحة مع جيشها، للهروب من أزماتها الداخلية التي تعيشها وتأجيج الساحة الفلسطينية الداخلية.

وأكد المدلل، أن إسرائيل تسعى لخلط الأوراق داخل الساحة الفلسطينية، خاصة بعد إعلان رئيس السلطة محمود عباس بدء مشاورات تشكيل الحكومة، وما جرى من تصعيد على غزة كان رسالة صريحة لعباس، لرفض الاحتلال أي مصالحة أو توافق وطني.

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، على أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على أتم الجهوزية والكفاءة العالية لصد أي عدوان للجيش الإسرائيلي على القطاع، مؤكداً أن أي معركة مقبلة لن تكون نزهةً للاحتلال بل ستكون مقبرة ً لهم.

وقال المدلل:" المقاومة تتعامل مع تصعيد الاحتلال على غزة، بعقلانية وحكمه، ولن تتسرع باتخاذ القرارات لما يخدم شعبها ومقاومتها للمحتل".

وطالب المدلل، جمهورية مصر العربية بالتدخل الفوري، لإلزام الاحتلال بما تم توقيعه في أتفاق التهدئة الأخير، مؤكداً أن الوضع في القطاع بات خطيرا بفعل تهديدات الاحتلال المتكررة لضربه.

وترجع آخر غارات إسرائيلية مشابهة إلى مطلع نيسان/ ابريل الجاري حين شنت مقاتلات إسرائيلية ثلاث غارات أيضا ولكن على شمال قطاع غزة، وكانت تلك الأولى من نوعها منذ التهدئة، ويومها استهدفت الغارات حقولا غير مأهولة ولم تسفر عن إصابات، وفي 19 نيسان/ ابريل أطلق صاروخ من غزة على جنوب إسرائيل ولكن لم يسفر انفجاره عن سقوط ضحايا.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، الأحد الماضي، بدء العد التنازلي لشن عملية عسكرية في قطاع غزة، في ظل استمرار إطلاق الصواريخ على الجنوب المحتل، ونقل موقع "والا" العبري عن المسئول العسكري قوله:" إن جيش الاحتلال لم يرد بالشكل المناسب الليلة قبل الماضية على إطلاق صاروخ من غزة اتجاه النقب الغربي وذلك لأن إسرائيل مشغولة بالملف الإيراني والمحادثات السياسية مع تركيا وأمور أخرى". مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أن تقف (إسرائيل) مكتوفة الأيدي اتجاه الهجمات الصاروخية.

ومن جانبه؛ هدد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بالرد بقوة على الهجمات الصاروخية ضد التجمعات الاستيطانية في الجنوب المحتل، وقال:" إن (إسرائيل) لن تسمح بسياسة صاروخ يقابله رد بصاروخ أو قبولها بسياسية تقطير الصواريخ على الجنوب، مؤكدا أن استمرار الهجمات الصاروخية سيواجه ردا "قويا جدا".

رسائل الحرب ..

بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش، أن الاحتلال الإسرائيلي وفور إعلان الرئيس محمود عباس لبدأ المشاورات في تشكيل حكومة توافق وطني أرسل عدة رسائل تهدف لثني الرئيس عن المصالحة وطي صفحة الانقسام.

وقال القيادي البطش، في تصريح له عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك"، أمس الأحد:"إن رسائل الاحتلال أُرسلت بلغتين الأولى:" لغة العدوان عبر استهداف مواقع للمقاومة الفلسطينية لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ولكتائب المقاومة الوطنية"، والثانية:"رغبتها -إسرائيل- بعقد لقاء قمة رباعية للضغط على الرئيس لتثنيه عن المصالحة وطي صفحة الانقسام الذي نخر قوى شعبنا الصابر".

وبدأت إسرائيل هجوما عسكريا على غزة في 14 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي باغتيال أحمد الجعبري، القائد الميداني لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، واستمر على مدار 8 أيام متوالية أفضت لاستشهاد نحو 190 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1300 آخرين، فيما أطلقت المقاومة مئات الصواريخ وصل بعضها للقدس و(تل أبيب) في سابقة هي الأولى من نوعها، وانتهت باتفاق تهدئة برعاية مصرية في 21 من الشهر نفسه.

من / نادر الصفدي...