غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على ضرورة الرد على الجريمة التي إرتكبها الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم من قصف دراجة نارية بمدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى إستشهاد مواطن وإصابة آخر، ورأت في هذا التصعيد إختراق كبير لإتفاق التهدئة الذي تم توقيعه بوساطة مصرية.
فقد حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاحتلال الإسرائيلي كافة تداعيات التصعيد الخطير والغير مبرر على قطاع غزة والذي أدى صباح اليوم إلى إستشهاد مواطن وإصابة آخر.
وأكد فوزي برهوم الناطق بإسم الحركة، أن هذا التصعيد يأتي ضمن مسلسل على التصعيد الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، لافتاً إلى أن استمرار جرائم الاحتلال وانتهاكاته للتهدئة يهدف من خلالها إلى توتير الأجواء وازدياد معاناة الناس وترويعهم
وأضاف برهوم في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، أن التصعيد على قطاع غزة أمر خطير وغير مبرر على الإطلاق، وحكومة الاحتلال هي التي تتحمل تبعات هذا التصعيد والذي جاء بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية واستمرار استهداف الصيادين والمزارعين.
وأوضح أن هذا الأمر يتطلب جهد فصائلي فلسطيني ورسمي مشترك وموحد للتعامل مع استمرار التصعيد، داعياً الجانب المصري إلى القيام بدوره في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإلتزام بالتهدئة التي تم توقيعها ووقف العدوان المستمر.
بدورها إعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أن ما حصل من عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، هو إختراق كبير لإتفاق التهدئة الموقع وعلى المقاومة الفلسطينية الآن أن تقول كلمتها.
وشدد القيادي في الحركة احمد المدلل، على أن إتفاق التهدئة الذي تم توقيعه بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية لا يجب أن يكون سيفاً مسلطاً على الشعب الفلسطيني، لان المقاومة قالتها لحظة التوقيع بأن ملتزمة بالهدوء ما إلتزم به الاحتلال.
وأضاف المدلل في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، أن المقاومة الفلسطينية لديها كامل الحق في الرد على هذا الإختراق الخطير، الذي يجب أن يتم الرد عليه وعدم السكوت، وعلى المقاومة أن تستعمل نفس السلاح التي إستعملته في السابق لمنعه من القيام بالمزيد من الحماقات.
وشدد على ضرورة أن يضغط الجانب المصري على الاحتلال الإسرائيلي لأنه هو من كان الطرف الضامن لإتفاق التهدئة، لذلك عليه أن يتدخل لوقف ما يجري حالياً، لكي يعلم الاحتلال أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في ساحة المعركة.
وأكد القيادي في الجهاد، على أن ما قام به الاحتلال اليوم من قصف في قطاع غزة، هو صفعة قوية للجانب المصري، وعلى مصر أن لا تسكت تجاه أي حماقات أخرى.
بدورها حذرت حركة المقاومة الشعبية وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين الاحتلال الاسرائيلي من الاستمرار بتصعيده، مؤكدة بأن المقاومة التي" مرغت أنف العدو أنف جنوده الجبناء بالتراب وأجبرت نصف سكان دولتهم المزعومة على الاختباء" لهى أكثر قدرة على ضرب العمق والوصول الى أهدافها بدقة .
وقالت في بيان صحفي :" ندعو أهلنا ومجاهدينا في الضفة الغربية الى إشعال انتفاضة الكرامة ضد جنود الاحتلال ومستوطنيهم الذين يعيثون في الأرض فسادا (..) ونبارك العملية البطولية التي نفذها المجاهد " سالم زعل " من ضاحية الشويكة " والتي أدت الى مقتل مستوطن وخطف سلاحه وإطلاق النار بعدها على حاجز جنوب نابلس ".
كما دعت في بيانها العالم اجمع الى وقف هذا التصعيد الإسرائيلي والذي سيشعل المنطقة بأسرها ويسبب كوارث سياسية واقتصادية للعالم اجمع، مطالبة جمهورية مصر العربية راعية اتفاق التهدئة الى تحمل مسئولياتها والعمل على وقف هذا التصعيد".
محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي اعتبر أن هذا "الفعل الوحشي" اعلان صريح لبداية عنوان جديد على قطاع غزة ربما يستهدف تجسيد بعدا جديدا في مخطط اسرائيلي يستكمل حلقات مسلسل التهجير والإلحاق التي تسعى اسرائيل تاريخيا لتحقيقه كحل لمسألة غزة ..
واضاف الزق في تصريح صحفي" بان اسرائيل تسعى لترويج رواية اعلامية خطيرة تبدو في مشهدها وكأنها الضحية ، وغزة هي الجلاد لجلب تأييد العالم لفعلها الاجرامي وزرع بذور من الشك حول قضية شعبنا الوطنية الذي عانى من جريمة طردة من وطنه وعاش ولا زال في مخيمات اللجوء بعيدا عن مدنه و قراه ".
وطالب كافة القوى الوطنية الفلسطينية بالسعي لتوحيد الموقف الوطني من هكذا تداعيات خطيرة لعدوان اسرائيلي قادم على قطاع غزة والكف عن استخدام الخطاب الاعلامي التمجيدي والتهويلي (لقدراتنا) العسكرية والتركيز على وحشية العدوان وخطورة جرائمه التي تتجاوز القتل والدمار لاجل تحقيق اهداف سياسية تستهدف شطب هوية شعبنا وتمزيق وحدته الوطنية ..
واوضح بان القوى السياسية في قطاع غزة عقدت بالامس اجتماعا لها في قطاع غزة قبل جريمة الاغتيال اليوم ، واكدت ضرورة التوحد الوطني ، واشارت في بيانها لخطورة عدوان جديد على غزة، واعتبرت بان السعي الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، هو المدخل السليم لمواجهة تداعيات هذا العدوان ..
ووقعت الفصائل الفلسطينية اتفاق تهدئة مع إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي 2012 بوساطة مصرية تم بموجبه وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى لاستشهاد ما يقرب من 190 فلسطينياً وجرح 1500 آخرين.