تقرير.."غاز الطهي".. عنوان عريض يُسجل في ملف أزمات غزة

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تفاقمت أزمة "غاز الطهي" في قطاع غزة خلال الساعات الماضية ووصلت لمرحلة الخطر الشديد، وأصبح رصيد محطات التعبئة من "الغاز" صفر، مما ينذر بكارثة إنسانية وصحية مقبلة، قد تُضيف معاناة "ثقيلة" وجديدة على كاهل الغزيين، وتُسجل حضورها بالخط العريض في سجل أزمات غزة إضافة "للوقود والكهرباء والحصار".

وعادت إلى غزة، مشاهد لم تفقدها الذاكرة بعد، لطوابير طويلة من المواطنين التي تقف طويلا أمام محطات تعبئة الغاز المنزلي في مناطق قطاع غزة المختلفة، وقد تتخطى في بعض الأحيان السبع ساعات نظراً لشح الغاز.

ويشهد قطاع غزة أزمة حقيقية بغاز الطهي، إذا بدأ هذا العنصر الأساسي بالنفاد من المنازل وهو ما دفع بالعائلات التي تمر بأزمة إلى استخدام الطرق البدائية في إعداد طعامهم كالاعتماد على الحطب، و "بابور الكاز"، واللجوء إلى الأجهزة الكهربائية المستنزفة للكهرباء.

ونفد غاز الطهي من قطاع غزة بسبب الإغلاق المتكرر لمعبر "كرم أبو سالم" جنوب قطاع غزة، وتقليص الاحتلال لكميات الغاز المسموح بدخولها للقطاع، ويحتاج قطاع غزة يوميا نحو 250 طن يوميا من "غاز الطهي"، فيما متوسط الكميات الواردة يوميًا عبر معبر كرم أبو سالم التجاري والوحيد في القطاع تصل أقل من 130 طن أي بنسبة عجز تزيد عن 50%.

عملة نادرة ..

ويقول المواطن "فادي الحسنات" 22 عاما: "سلمت جرة الغاز التي لا أملك غيرها في البيت، لسيارات نقل الغاز في الحي الذي اسكن فيه منذ 5 أسابيع، وحتى اللحظة ما زلت أنتظر فرج الله".

وأضاف:" اتصلت بالموزع، وقال لي: "جرتك تنتظر دورها ويمكن يصل الدور كمان 4 أيام لازم تصبر".

وتابع الحسنات قائلاً:" الغاز، أصبح الآن في غزة عملة نادرة ومن يحصل على جرة، يكون في نظر الناس البطل القومي".

وأضاف، " قطاع غزة، يعاني من أزمات كثيرة، حصار وقود وكهرباء، إضافة لأزمة الغاز، والله الوضع صعب جداً وبطلنا نتحمل أشي بصراحة جداً أزهقنا وقرفنا".

وحمل المواطن الحسنات، السلطة الفلسطينية في الضفة وحكومة غزة، المسؤولية الكاملة عن الأوضاع التي وصفها بـ"الكارثية" في القطاع، مضيفا: "الخلافات بين فتح وحماس هي السبب وراء تلك الأزمات وتفاقمها.

حال المواطن "الحسنات" ليس بعيداً عن وضع الحاج "إبراهيم المسارعي " 55 عاماً، الذي قال: "بيتنا لم تدخله جرة الغاز منذ شهر تقريباً، ونعتمد على الحطب وبابور الكاز لسد احتياجاتنا الخاصة.

وأضاف، نعاني الأمرين في غزة، وأزمة غاز الطهي موجود بغزة منذ أكثر من أربع شهور، وأصبح الحصول على الجرة أمر في غاية التعب والإرهاق.

ولفت المسارعي إلى أن وضع أسرته التي تعتمد بالأساس على غاز الطهي، أصبح صعب جداً ومخيف، خاصة في اعتمادهم الكلي على النار والحطب وبابور الكاز الذي يؤثر سلباً على صحة أطفاله نتيجة إنبعاث الرائحة والدخان الكثيف منه.

وختم بالقول: "ما عندي بديل إلا أن أضر أولادي أو يموتوا من الجوع، وحسبي الله ونعم الوكيل على كل من تسبب بحصار غزة وزيادة الأزمات التي يعاني منها".

ويسود شعورٌ لدى المواطنين في قطاع غزة، أن عودة الأجواء الملوثة بأدخنة البوابير التي قد تكون بديلاً مؤقتاً باتت قريبة، حال استفحال الأزمة واستمرار تناقص الكميات المدخلة من غاز الطهي.

وتتكدس آلاف أسطوانات الغاز داخل محطات التعبة في قطاع غزة البالغ عددها 22 محطة بحسب المسئولين، وتقوم بعض العائلات باستخدام نظام "المناوبة" بالوقوف في طوابير أمام المحطات علهم يتمكنون من تعبئة أسطوانة غاز واحدة لاستخدامها في الطهي بعد أن أصبحت صعبة المنال.

أزمة مستمرة ..

بدوره، حمل عبد الناصر مهنا مدير عام الإدارة العامة للبترول في غزة، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفاقم أزمات القطاع، وكان آخرها أزمة "غاز الطهي" بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري.

وقال مهنا:" الاحتلال يتعمد إغلاق معبر كرم أبو سالم في وجه تنقل البضائع من وإلى غزة، ويمنع إدخال المواد الأساسية كالغاز والوقود، لزيادة الأزمات التي يعاني منها القطاع ".

وأوضح مهنا أن الاحتلال يتذرع بحجج واهية لإغلاق المعبر، منها ما هو أمني و سياسي، مشيراً إلى أن سياسة الاحتلال في التعامل مع معابر غزة سبب رئيسي في تفاقم الأزمات التي يعاني منها.

ولفت مدير عام الإدارة العامة للبترول في غزة إلى أن أزمة الغاز في غزة دخلت شهرها الرابع على التوالي، وبلغت نسبة العجز من "غاز الطهي" 130طن بشكل يومي.

وأشار مهنا، إلى أن زيادة الاستهلاك وإغلاق معبر كرم أبو سالم فاقم من الأزمة بشكل شديد وخطر، موضحاً أن قطاع غزة يحتاج بشكل يومي من الغاز من 250-300 طن، فيما يتم إدخاله في حالة فتح المعبر أقل من 130 طن أي بواقع 8 شاحنات فقط.

في حين، حمل رئيس جمعية شركات الوقود في قطاع غزة محمود الشوا رام الله المسئولية عن هذه الأزمة كونها الجهة المتعاقدة مع شركة "باز" الإسرائيلي لتوريد الغاز للقطاع، مبينًا أنّه منذ التعاقد مع هذه الشركة من نحو عام تلقت هيئة البترول بغزة وعودًا بالعمل على توفير الغاز باستمرار للقطاع وضخ 250 طنا يوميًا، ولكن لم يستجد شيء على أرض الواقع والعجز والأزمة لا زالت كما هي منذ عام 2007.

من / نادر الصفدي ..