وعلى النقيض من ذلك فإن سماحة الشيخ حسن نصر الله،لم يتخلى عن حلفاءه او يتنكر لهم،بل وقف معهم مواقف الرجولة والشرف،مواقف الثوار والمقاومين الحقيقين،فقال بكل وضوح بان السلاح الذي قصف به حزب الله حيفا وغيرها من مدن فلسطين المحتلة عام /1948،هي بكل فخر سورية،وسوريا هي من دعمت وساندت حزب الله في تلك الحرب،واليوم في الحرب الكونية التي تشن على سوريا،ليس من اجل السيطرة على السلطة فقط،بل من اجل تدمير سوريا وتفكيك جغرافيتها ونهب خيراتها،وتحويلها الى دولة فاشلة،ليس لها اي دور في المعادلات العربية والإقليمية والدولية،فإن حزب الله بكل صراحة ووضوح،يقول بانه سيقف الى جانب سوريا ولن يسمح بهزيمتها.
وعلى الطرف الاخر من المعادلة،نرى مواقف الأذلاء والعبيد وال"مستنعجون" والخانعين والفاقدين لكرامتهم ورجولتهم،لم يكتفوا فقط بلغة العجز والذل والصمت،بل وظفوا ذلك العجز والخنوع،وما يملكونه من بترودولار،للتآمر على الأمة العربية،ولتصل الأمور حد الخيانة العلانية والدعوة الصريحة لأمريكا واوروبا الى إحتلال وتدمير بلدان عربية،فمشيخة قطر وشيخها المأفون،هو من المبادرين لدعوة الغرب الإستعماري الى إحتلال ليبيا،وكان لهم ما أرادوا،فهم الان يسيطرون على النفط الليبي،والبلد ترزح تحت نير المعارك والحروب العشائرية والقبلية ،وليبيا تتجه نحو الصوملة،وهو أيضا يضخ المليارات الى عصابات جبهة النصرة في الشام،وما يسمى بالجيش الحر وإئتلاف المعارضة،ويشتري لهم السلاح ويدفع لهم الرواتب الخيالية،ويجند مرتزقة من كل دول العالم،من اجل ان يمارسوا الذبح والقتل والدمار والتخريب في سوريا،ويوظف لذلك ماكنة إعلامه المشبوه ،المضللة والمخادعة،والمشوهة للحقائق والمحرضة على الفتن والحروب الطائفية والمذهبية"الجزيرة،وهو لم يكتفي بذلك فقد ضغط على الجامعة "المتعبرنة"،من اجل تسليم مقعد سوريا في الجامعة الى مرتزقة ولصوص المعارضة المتربية في عزه وماله،وكذلك سلم سفارة سوريا في بلده الى المرتزقة واللصوص،وهو من ضغط على الجامعة العربية"المتعبرنة"والمتغوطة على حالها من اجل فرض عقوبات إقتصادية وسياسية ودبلوماسية،وحاول اكثر من مرة إستصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي بالتعاون مع امريكا والغرب الإستعماري تحت البند السابع للتدخل العسكري في سوريا،ناهيك عن إحتضانه وتنسيقه وتمويله لأكثر من مؤتمر لما يسمى بأصدقاء سوريا"العملاء والمرتزقة"،وسجله هذا الحافل بالخسة والنذالة والخيانة والتآمر على قضايا الأمة،خبرناه جيداً أثناء الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على حزب الله في تموز/2006،حيث قال"باننا لا نستطيع محاربة اسرائيل،وعلينا أن نذهب ونستجدي امريكا والبيت الأبيض من اجل الضغط على اسرائيل لوقف العدوان،وهو الذي استصدر تصاريح هبوط من اسرائيل في مطار بيروت الدولي لطائرة "مخاصي" وزراء الخارجية العرب إبان تلك الحرب للضغط على حزب الله من أجل الإستسلام وتسليم الجنديين الإسرائيليين الماسورين،وكذلك في الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل في تشرين ثاني 2012 على شعبنا في قطاع غزة،وخلال إجتماع وزراء الخارجية العرب"المخاصي" الذي عقد بالقاهرة،وصف حمد الصغير نفسه وهؤلاء الوزراء والعرب بانهم نعاج،في محاولته لنشر ثقافة ونهج التيئيس والذل والخنوع والإستسلام،وكذلك"جزيرته"او خنزيرته في اكثر من مرة حاولت شق الساحة الفلسطينية،وهو في زيارته الى قطاع غزة،والتي تم تغليفها بالقضية الإنسانية البحته،كانت ذات اهداف ومدلولات سياسية،من اجل تطويع حماس،وإخراجها من دائرة وحلف المقاومة والممانعة العربية نهائياً،وقد سبق حمد تلك الزيارة برعاية هدنة طويلة هو ومصر وتركيا بين اسرائيل وحماس،تنهي وتصفي المقاومة،والان تتضح الأهداف التآمرية والخبيثة لحمد،حيث أنه يقود مشروعاً تآمرياً يستهدف التصفية الكلية للقضية الفلسطينية،فهو من ذهب الى البيت الأبيض للإستجداء من خلال تعديل المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت/2002،وبقيت اسرائيل تركلها وترفضها،ويقوم "مخاصي" العرب من قادة وزعماء بترحيلها من قمة الى اخرى مع المزيد من التنازلات لتنال رضى اسرائيل وامريكا،وليصل الأمر بعد قمة قطر الى حد التنازل ليس فقط عن قضية اللاجئين،بل وحتى الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل حدود الرابع من حزيران/1967،حيث الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية مع التبادلية في الأراضي.
شتان ما بين مناضل حر،رضع حليب النضال والمقاومة،لا يعرف لا مساومة ولا مهادنة لا على أرض ولا عرض،بل يعلن نهاراً جهاراً بانه جاهز للمنازلة والدفاع عن أرض العرب،وعن المقاومة والمقاومين،وبين من يمتهن الخسة والنذالة،ويصفق ويطبل للهزائم ويستدخلها على أنها إنتصارات.
القدس – فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت