مصر للمصريين ، وفلسطين للفلسطينيين

بقلم: طلعت الصفدي

مصر للمصريين وفلسطين للفلسطينيين
فلتتشكل جبهة مقاومة مصرية وفلسطينية لمنع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء

تمر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني للشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن ،بأخطر مراحلها النضالية ،فمع نهاية الحرب العالمية الاولى ساهمت بريطانيا والحركة الصهيونية والرجعية العربية في خلق القضية الفلسطينية ،وواصلت هجومها الشرس على حقوق الشعب الفلسطيني ووفرت للعصابات الصهيونية الارض والهجرة والسلاح ،وان تقيم مؤسساتها المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية .ومع نهاية الحرب العالمية الثانية احتلت الولايات المتحدة الامريكية زعامة العالم الرأسمالي والامبريالي ،وتبنت اسرائيل كقاعدة عدوانية أمامية لها في المنطقة للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية ،وبالتنسيق مع الرجعيات العربية والإسلامية حاولت اخضاع الشعب الفلسطيني ،وفرض التبعية والإلحاق ،وإجباره التعاطي مع دولة الاحتلال اسرائيل . وتوزعت الادوار ففي حين تمارس اسرائيل عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من سلبها الارض واغتصابها ،وإقامة المستوطنات وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري وحصار غزة ،وشن الحروب والهجمات المتوالية على شعبنا في الضفة وغزة ،ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعلى الاراضي السورية واللبنانية ،فان الولايات المتحدة الامريكية تمنح الاحتلال الاسرائيلي كل الدعم السياسي والعسكري والاستراتيجي وتعمل على ضمان تفوقها على الجميع في منطقة الشرق الاوسط ،وبدعم القوى المتطرفة على سوريا والعراق ولبنان ،فان الانظمة العربية والإسلامية التي تبدي دعمها المزعوم للشعب الفلسطيني كقطر هي من تقيم اكبر القواعد العسكرية في منطقة الخليج ،وتركيا العضو في حلف الناتو ،وتقيم اعلى علاقة تنسيقية أمنية مع اسرائيل .

وفي خضم الصراع الدائر الان ،تحاول الولايات المتحدة الامريكية الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والأمنية في المنطقة ،عبر تدخلها الفظ ،ودعمها لقوى الاسلام السياسي ،وإعادة تفكيك وتركيب العالم العربي والإسلامي ،وضمان الامن الاسرائيلي ،والحفاظ على الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال ،يأتي لقاء الوفد العربي بقيادة قطر عربة السياسة الامريكية والتي تقيم اكبر علاقة مع دولة الاحتلال ،بوزير الخارجية الامريكية جون كيري ،لتقدم تنازلا جديدا عن المبادرة العربية للسلام التي انعقدت في بيروت عام 2002 على الرغم من كونها لا تلبي حتى ادنى المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني ،وبدلا من أن تدافع الجامعة العربية عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ،وتضغط من اجل الاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الامم المتحدة ،ووقف العدوان والحصار الذي يتعرض له يوميا الشعب الفلسطيني ،والإفراج عن كافة الاسرى في سجون الاحتلال ،وتعمل على تغيير موقف الولايات المتحدة ،وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ،فإنها تبدي استعدادا للتنازل عن الاراضي الفلسطينية بحجة تبادل الاراضي ،وهي لا تملك هذا الحق لأن الارض ملك وحيد للشعب الفلسطيني وحده ،فان رائحة كريهة تنبعث من تلك الوفود العربية التي وافقت على التنازل عن المبادرة العربية ،فهل يأتي ذلك ضمن المخطط القديم الجديد بتوطين اللاجئين الفلسطينيي في سيناء ؟؟
لقد فشلت كل محاولات توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج ارضهم ،وتصدى لمشاريع التوطين الوطنيون الفلسطينيون والشيوعيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ،ففي غزة هبت الجماهير الفلسطينية بقيادة الشيوعيون وعلى رأسهم الرفيق الامين العام معين بسيسو واسقطوا مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء عام 1955 والتي وافقت عليه في حينه مصر تحت شعار "لا توطين ولا اسكان يا عملاء الامريكان " وسقط الرفيقان الشيوعيان حسني بلال وأديب يوسف طه ،وقامت السلطات المصرية في حينه بالاعتقالات الهستيرية للمناضلين والشيوعيين ونقلتهم الى السجون المصرية المختلفة في سجن ابو زعبل والواحات ولمان طره والقناطر وامتزج وجعهم مع المعتقلين المصريين ،مما أدى الى تراجع ثورة يوليو عن هذا المشروع.
فهل يمكن اليوم ،تشكيل جبهة وطنية مصرية وفلسطينية ،لمواجهة مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء ،خصوصا بعد موافقة الوفد العربي لوزير الخارجية جون كيري بتبادل الاراضي ،وتصاعد الهجوم الدموي الارهابي على مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان ،والحديث عن مخططات تمولها قطر لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء ؟؟؟
ان المعركة الحقيقية للشعب الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي في الشمال وليست في الجنوب ،معركتنا مع دولة الاحتلال محتل الارض ،ففلسطين للفلسطينيين ،ولن نسمح بتوطين شعبنا في سيناء ،وسنتصدى لكل المحاولات التي تروج لمشاريع التوطين في سيناء ،ولن ينجح العدوان على شعبنا في غزة ،ولا الاغراءات المادية في تخلي شعبنا عن حقه في العودة لدياره التي هجر منها طبقا للقرار 194 ،وسنعمل على توحيد الجهود الفلسطينية وتشكيل جبهة وطنية موحدة للتصدي لتلك المشاريع المشبوه ،ولضمان افشال كل مشاريعهم ،فان على القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية المصرية أن تشكل جبهة وطنية موحدة للتصدي لمشاريع التوطين على الارض المصرية فان مصر للمصريين ،على طريق توحيد الجهود المصرية والفلسطينية ،وتشكيل جبهة موحدة مصرية وفلسطينية لمقاومة مشاريع التوطين على الارض المصرية.

طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الجمعة 3 مايو 2013-05-03

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت