بيت حانون – وكالة قدس نت للأنباء
يصر الفلسطينيان محمود سعدات ورفيقه محمود فياض، على مساعدة المزارعين في حصاد أراضيهم الواقعة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي، رغم الخطر المحدق بالمكان لوجودهم على مقربة من قوات الاحتلال الاسرائيلي ، وتحت مرمي فوهات أسلحتهم.
مهمة الشابين المتحمسين كانت اليوم-حصاد القمح- استقلا سيارة وانطلاقا منذ ساعات الصباح الأولى، نحو الأراضي الشرقية للبلدة، وقد رافقهم في هذه المهمة مراسل "وكالة قدس نت للأنباء ".
أثناء الطريق يقول محمود سعدات، "نحن نشطاء في المبادرة الشبابية (نشطاء من اجل الإنسانية والمقاومة الشعبية)نقوم بممارسة العمل الوطني بالقرب من المناطق الحدودية" ويوضح "نساعد المزارعين الفقراء والذين تمنعهم قوات الاحتلال من الاقتراب من أراضيهم، حيث يستهدفهم الاحتلال من خلال إطلاق الرصاص الحي المباشر عليهم".
ويضيف "الاحتلال يستخدم أيضا الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، العديد من المرات قمنا بالهروب والتراجع خوفاً على أنفسنا".
ويكمل الشاب سعدات في العشرينات من عمره، وهو يرتدي قبعة يزينها العلم الفلسطيني "في فترة ماضية أصيب شاب صديق لنا هو احمد الكفارنه بعيار ناري في الرقبة اثناء مساعدتنا المزارعين".
ويتابع "الاحتلال يستهدفنا من حين لآخر نحن مستمرين رغم كل تهديدات الاحتلال، هو يمارس كل أنواع الإجرام والبشاعة لكي يمنعنا من عملنا، ويمحي المعالم الفلسطينية ويقوم بتدمير أراضي المزارعين لكننا نحن مصرين".
ويطالب في حديثه الصحفيين بمساعدتهم من خلال تغطية ما يحدث في المناطق الزراعية الحدودية حيث يقول "يجب على العالم ان يعرف من هو الإرهابي ومن الذي يعيش على أرضه ويزرع أرضه ويأكل منها هو وطيره، ومن يستخدمها في تصنيع الأسلحة الفتاكة لقتل الأطفال وممارسة الإجرام".
رفيقه محمود فياض كان يجلس بجانبه داخل السيارة، ويجدد تمسكهم بمساندة المزارعين من خلال عمليات رى المزروعات او حصادها" ، ويقول "كثير من الناس تتعجب من ذهابنا للمناطق الحدودية لما تحمل من مخاطر، لكن هذا واجب وطني ويجب ان نستمر فيه".
ويوجه رسالة للعالم قائلا إن "هناك بقعة اسمها فلسطين وسكانها يريدون العيش، منهم لاجئين يريدون ان يعودوا الى أراضيهم، نحن لسنا إرهابيين وعلى العالم ان يعرف من هو الإرهابي، المزارعين يردون إطعام أبنائهم والاحتلال يمنعهم".
ما أن وصلا الشابين الأرض المزروعة بالقمح بدؤوا مع المزارعين على عجل في حصد القمح وتجميعه، في وقت نظراتهم لا تغيب باتجاه السياج الحدودي (أماكن) تواجد قوات الاحتلال...استمروا في العمل قرابة سبعة ساعات متواصلة تحت اشعت الشمس الحارقة، واستطاعوا إنهاء جزء من المهمة بسلامة ليعودا في يوم آخر لحصد ما تبقي.
يقدر جيدا المزارع خليل نصير من بلدة بيت خانون، ما يقوم به الشابين فياض وسعدات في مساعدته بحصاد أرضه التي تبلغ مساحتها "11 "دونما، موضحا أن المزارعين يتكبدون خسائر دائما بسبب قيام قوات الاحتلال بتجريف أراضيهم.
ويبين ان المزارعين يضطرون لزراعة أراضيهم بمزروعات موسمية وتعتمد على مياه الأمطار مثل القمح والشعير، بسبب عدم تمكنهم من الوصول لأراضيهم وريها بشكل متواصل حيث تبعد 300 مترا عن السياج الفاصل، لافتا إلى ان قوات الاحتلال تستهدف آبار المياه وتقوم بتدميرها.
ومن الجدير ذكره ان اسرائيل فرضت في 28 كانون أول/ديسمبر 2005 منطقة عازلة ضمن عملية عسكرية نفذتها ضد قطاع غزة، وهي تمتد من بلدة بيت حانون شمالا وحتى مدينة رفح جنوبا نحو 41 كم طولا وما بين 1500م عرضا، لكن في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي وقعت فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل اتفاق التهدئة بعد عدوان الايام الثمانية على غزة، وينص الاتفاق على السماح للمزارعين بالوصول للمنطقة العازلة وزراعة أراضيهم لكن سرعان ما عاد الاحتلال لمنعهم.
عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" أعدت التقرير التالي..