31 مـارس 2013 يـوم يُـضاف إلى أيـام أحـزاننا الـفـلسطينية ... وسيسجله التاريخ ثم يـذكره بعد ذلك تحت عنوان : لكي لا ننسى . ففي هذا اليوم تم عـقـد قران الـقـدس وزفـافها عـلى ملك الأردن ، وبهـذه المناسبة الحـزينة نـتـقـدم مـن السيـد الرئيس محمود عـباس، رب الأسرة الفلسطينية ، وننعى له هذه الوصاية الملكية – استغفر الله ، هذا الزفاف الملكي بشهادة مأذونه الشرعي ، وحضور الجوقة الرسمية من الطَّبالين والزمَّارين ومنشدي الأذكار ، وقد يفاجئنا سيادته قريبا بـالإعلان عن زفاف الخليل ونابلس ورام الله وسائر المدائن الفلسطينية عـلى مـلـوك وقياصرة وأباطـرة آخـرين ، وإن غـزة هي العـروس المُرشَّحة للـزفاف الـقادم قريباً ، حتى يـرتاح السيد الرئيس أبو مازن من تكاليف الحياة التي تـرهـقه في الإنفاق والحماية والرعاية عليها ، تماما كما يفعل الأب ببناته حين يضيق به العيش ويعجـزعـن توفيـر الطعـام والكساء والحماية والرعاية لهن ، فيزوجهن بالإكراه لأول طارق دون أن يستشير أحداً ، ودون تمحيص النتائج ، ودون توقُّع العواقب . ولكن ليعلم السيد الرئيس أنه بمسعاه بين يدي ملك الأردن ، طالباً وصايتة عـلى القـدس ، يخـذل الشعب العربي الفلسطيني ، ويخذل مئة وثمان وثلاثين دولة قالت : نعـم تأييداً لدولة فلسطين ، وإنه بـفعلته هــذه سـيدفـع الكـثـيـر منها للـنـدم ومراجـعة النـفس والتراجع عـن هـذا التأيـيـد . فماذا نـقـول لهـذه الدول التي رفـعتنا إلى درجـة دولة مستـقـلة ذات سيادة بينما نحن – الفلسطينيين – نستخسر في أنفسنا هذه المنزلة العالية ونرفض هذا الارتـقـاء ونُـصـرُّ على تصغـير أنفسنا والتقليل من قدْرنا ، ونقبل بالـدَّنِـيَّـة حـين نُـلـقي أنفسنا في أحضان المملكة الأردنية بتنازل خطي من السيد الرئيس للملـك الأردني بالـوصاية على الـقـدس ، دون استشارة الشعب الفلسطيني صاحب القرار. وبهذا الاتفاق بينهما يكون الرئيس قد أدخل البهجة إلى نفس هـذا الملك ، وأشـاع الـفـرحة في قـلبه حـين حـقـق له حـلم آبائه ، فصـار يتمتع مـن جـديد بلقب خادم المسجد الأقـصى وكنيسة القيامة . إذ كـيف يكـون للسعوديـيـن أبناء نجـد لـقـب خـادم الحـرميْن الشـريفـيْن ، ولا يتـشرف الهاشميـون النازحـون إلى بلادنا – بعد طردهـم من بلاد الحجاز– بـلـقـب يماثـلهم في الزعامة الدينية .
إن ما فعله الرئيس الفلسطيني من تـفريط وتـنـازل يـوحي للعالم بأننا غـير مؤهـلين لإقامة الدولة الفـلسطـينية المستقلة وعاصمتها الـقـدس . ويبـرهـن للعالم أننا لا نستـأهـل الدولة التي سعـينا بالجهاد والمجاهدة ومـازلـنا نسعى لإقامتها ، وإنه بهذا العمل يعـلن على الملأ أننا عاجزون وقـاصـرون عـن حمل المسئوليات والتبعات التي تتداعى جـراء نشوء الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس ، إذن نحن نغيِّب شخصيتنا الفلسطينية عن الساحة الدولية ونمحـو بأيدينا كياننا الفلسطيني ، ونشطب عن قرارنا الوطني المستقل لنبقى في الظل ، ونبقى دائماً تابعين ، فـيصـيـر الأمــر كله يومئذ لمـلـك الأردن يتـحـدث نيابة عـنا مع المجتمع الدولي ، ويتفاوض مع إسرائيل وأمريكا عـلى حـقـوقنا الوطنية في العـودة وتقـرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة . وبهذا نعطي إسرائيل وحلفاءها ذريعة قـوية بسحب اعـترافها بمنظمة الـتحـريـر ، وبـرفـض التفاوض مع المنظمة التي كشفـت الـوصاية عـنها غـطاء شـرعـية تمثيلها الـوحـيد للشعب الفلسطيني ، ولن ترضى بالحديث والـتفاوض إلا مع الـوصي الجـديـد فقط ، وسنعـود ثانـية تـحـت عـباءة ملك الأردن ، وسنعود ثانية نجلس في المحافل الدولية ضمن الـوفـد الأردني ، يـرفـرف فـوق رءوسنا العلم الأردني في غياب العلم الفلسطيني . وإنـي لأخشى عـلى الـقـدس أن ينـزعـوا عـنها وجهها الفلسطيني ، ويُسكِتوا نبض قلبها الفلسطيني ، فتصبح يوماً عـاصمة للمملكة الهاشمية ، ثـم يتـلوها ضـم الضفـة الـغـربية إليها مـدينة مدينة وقـرية قـريـة ، ويُمسي
الفلسطينيـون رعـايا في دولـة الأردن من الـدرجة الخـامسة ، يتـقـدم عـليهـم الـنَّـور (الغجر) في الـتركيبة الاجـتماعـية الأردنية بإقـرار نص الدسـتـور الملكي " والكل يصُط ويلُـط فيهـم " .
أما عـن مصيـر قـطاع غـزة فلا تسأل ! إنه متروك للريح والزمن وعـوامل التعرية ، فالقطاع في نظر بعضهم كَـمٌ مهمل بلا مستقبل ، ليس له وجود عـلى الخـريطة الـوجـدانـية العباسية ، وليس له حضور في بـؤرة الشعـور والاهتمام ، ولا في دائرة الإحساس لدى الرئيس عباس وكهنة السلطة الذين يتمنون زواله ، فـليذهب إلى الجحيـم أو يغرق في البحر ، حتى يتخلصوا من أعبائه .
وليرحـم الله الشهـيد الـقائـد ياسـر عـرفـات حـين أدار الحـرب الباردة بـيـنه وبين الملك حسين على تمثيل الشعب الفلسطيني فخرج منها أبو عمار منتصراً بقرار وحـدانية تمثيل م.ت.ف للشعب الـفلسطـيني في قمة الرباط سنة 1974، وانـتـزاع الـقـدس من براثن ومخالب الأطماع الملكية الأردنية عـليها ، لتتبوأ مكانها الطبيعي ، ولتـتهـيـأ عـاصمة للـدولة الـفلسطينية الـولـيـدة ( واللي مش عـاجبه يـشرب من بحـر غـزة ) ، فمَـن كان الـمقـصود بهـذا القـول ؟ إنه الـمـلك حسين الـذي ما ترك وسيلة إلا واستخدمها في محاربة مـنظـمة التحرير منذ قيامها سنة 1964 ومحاربة رئيسها المرحوم السيد أحمد الشقيري ، لاستشعاره الخطر على مملكته ذات الطابع الفلسطيني وذات الصبغة الفلسطينية أرضاً وسكاناً .{ كما فعل جده الملك عـبد الله بن الحسين حين كان يستشعر الخطر من الفلسطينيين ، فتآمر عليهم مع الأعداء ، وأعـطى عـهـد الأمـان للسيـدة جـولدا مائـيـر بعدم محاربة العصابات الصهيونية ، وتحالف معها على محاربة الحاج أمـيـن الحسيني مفـتي فـلسطين ورمزها الوطني وزعـيم ثـورتها قـبل النكبة }. ولكن الملك حسين صاحب مـذابـح أيلول الأسود ، وصاحب مشروع المملكة المتحدة ؛ الـتي كانـت جـزءاً من المعـركة بينه وبـين م .ت .ف عـلى تمثيل الفلسطينيين ، فخرج منها الملك مهزوماً مدحوراً بعد أن وأد قـرار المجلس الوطني الفلسطيني هذا المشروع برفضه المطلق سنة 1972. فأقـرَّ الملك أخـيـراً للمنظمة بمطالـبـها السيادية والسياسية مُرغماً ، وأعـلـن فــك الارتباط الإداري والقانوني بالـضفة الغربية 1988، وبهذا ارتفعت يـد الـوصاية الملكية الأردنية عـن الـقـدس ، حـينها تـنفسنا الصعـداء بعـد هــذا الـنضال الـمـريـر ضـد مـطامع المملكة الأردنـيـة الهاشمية التي أنشأتها حكـومة الانتداب الـبريطانـية عـلى جــزء مـن أرض فلسطينية وجـزء آخـر مـن بـلاد الحجاز ( معان ) ، ورسَـم حـدودهـا ونستـون تـشـرشل وزيرالمستعمرات البريطانية سنة 1921 ، الـذي أعـطاها اسـم " إمارة شرق الأردن ، وجـاء بعـبـد الله بـن الحسيـن بن علي ونصَّبه أمـيراً عـليها ، ثم خلعت عليه حكومة بريطانيا بعـد ذلك لـقـب ملك مكافـأة له عـلى خدماته وخدمات أبيه ، كما جاءت بأخيه فيصل بن الحسين بن علي ونصَّبته ملكاً على العراق . وهنا نشط الملك عـبـد الله الأول في خـدمة بـريطانيا وفي خـدمـة الوكالة الصهيونية ومشروعها الاستيطاني ، وكانوا ثلاثتهم يداً بيد حتى تحقق لهم اغتصاب فلسطين وطرْد أهلها منها ، ومازلنا نلوك الحسرة ونتجرع مرارة المأساة ، والباقي معروف . وإني لأخال السيد الرئيس وكهنة السلـطة مـن حـوله قـد فـقـدوا الذاكرة حين لا يذكرون هـذا التاريخ الـذي لابـد أنـهـم قـرأوه وعايشوا بعض أحداثه بحكم السن . أوَ بعـد هـذا يـأتـي الرئيس أبو مازن ويعـيد الـقـدس إلى وصاية مـلـك الأردن ، ويـضع مـلـف الـقـضية الـفـلسطينية في حِـجـر مـلـك الأردن لـيبيع فينا ويشتري من جديد ؟ . ألـيس هذا اعـتـرافاً مـن السيد الرئيس بـفشـله فـي الـمفـاوضات مع إسـرائيل ، وفـشله في إقـامـة الدولة الـفـلسطينية ، ورضوخه للابـتـزاز الصهـيـو– أمـريـكي . أم أن فـعلـتـه هــذه " ضربة مـِقْـفِي " كما يقولون ؟. فأين منه أبـوعـمار حـيـن كان يـرفـض التـفـريط والتـنـازل عـن الحـقـوق الـثـابتة للشعب الفـلسطيني ؟ فـعـاش الرجل شجاعـاً يتمنى عـلى الله بالشهـادة ، ومات واقـفـاً مـرفـوع الـرأس ، فـلـم يـقـبـل عـلـى نـفـسه الـدَّنية حـين كان
يــواجـه الضغـط الأمـريكي وضغْـط حـلفاء أمـريكا وأصدقاء إسـرائيل مـن العـرب ، وكان –
رحـمه الـله – قـد خـرج إلى الـعالـم في أحـلك ساعـات الظـلام يـردد بـلسان الــواثـق مـن نفسه ، الصدوق مع شعبه ، المخلص لفلسطينيته : ( أنا لـن أكـون كرزاي فلسطين ) ، وقَــبِل به خـليفته وكان اللي كان والحبل عـلى الجـرَّار ... ولكـن السـؤال الـذي لا جـواب له هـو : ماذا يـتـوقع الرئيس وكهنة م . ت. ف من ملك الأردن أن يـفـعـله لهم وللـقدس والمقدسات ؟. إنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً ، كما لم يسـتطع السابقـون عـليه أن يفعـلوا أي شيء ، وكلهم يعـلـم أن السيادة في المنطقة لإسرائيل ، وأن الكلمة الآمـرة الناهية تخرج من تل أبيب بلسان أمريكي مـبـيـن ، وأن الأنـظـمـة العـربية لـو اجتمعـت كلها بلا استثناء عـلى كلمة واحـدة – وهذا من سابع المستحيلات – فإنها لن تستـطيع أن تـدفع الأذى عـن المسجـد الأقـصى وتحميه من التهويد ، لأنها تعيش في حماية أمريكا بالقـدْر الذي ترضى عنه إسرائيل ، وأنها لتُساق جميعها إلى حظائرها بالعصا الأمريكية التي تمسكها اليد الإسرائيلية وتـهُـش بها عـليهـم ، ولها بها مآرب أخـرى . ويكـفينا لـطماً عـلى الخـدود أن الجامعة العربية هي مطبخ التـفـريط والتنازل العربي منذ إنشائها على يد بريطانيا العظمى ، وهي أيضاً حـظيرة تـفـقـيس وتـفـريخ قيادات عـربية صغيرة تمسك رسن البعير العربي لتنيخه في المَبْرَك الذي تريده أمريكا وإسرائيل . ويتسابق كبراء الملوك والأمراء والرؤساء العرب لإرضاء الإدارة الأمريكية والإسرائيلية على تـنـفـيـذ إرادتـهما تحت مسمى القرارات العربية والمبادرات العـربية . ولقد كانت المبادرة العـربية للسلام التي أطلـقها المـلك فهـد بن عبد العزيز في قمة بيروت سنة 1982 ، إثر خـروج الـفـدائيين الفلسطينيين من بـيروت ، أول طرح عربي رسمي بالإجماع العلني لإمكانية اعتراف العرب بدولة إسرائيل ، ثم تعـدلت بالاسـم نفسه ؛ المبادرة العـربية للسلام ، التي قـدمها الملك عـبـد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت سنة 2002 ، ورفضتها إسرائيل ، وكانت لغة رفضها أن شنت عدوانها على الضفة الغربية " السور الواقي " ، فـوقـف العـرب يـنظرون جميعاً كيف تُدَمِّر إسرائيل جـنـيـن وتـذبح نابلس وتستبيـح حـرمات الخليل ، وتعـلـق بيت لحم مـن جـدائـلها عارية على صليب بني يهـود ، ويشهـدون كـيف تقتحـم دباباتها رام الله ، وتشـدد الحصار على أسـد الرجال في عـرينه ، والـعـرب يـنظـرون . ثم جـاءت أخـبـار أحـدث موديل للمبادرة العربية التي قام بتـعـديلها وإخراجها في صيحتها الجديدة أمير قطر ورئيس وزرائه بإيعاز من الصديق الحميم " جون كيري " بعد مـوافـقة العـزيـز " نـتـنـياهـو " عـليها ، التي تـقـر لإسـرائيل بـمـزيـد من اغـتصاب الأرض الفلسطينية تـحـت مسمى تبادل الأراضي . فأي تبادل هـذا والأرض كلها عربية فلسطينية ؟!.
وها نحن في فلسطين قد وصل بـنا التفريط والتنازل بقبول أي شيء مهما كان قليلاً من حقوقنا الوطنية التاريخية الثابتة ، ووصلنا إلى محطة الـجُـبـن الرسمي التي يحجم معها رئيس منظمة التحرير والسلطة الوطنية عن استخدام دولة فلسطين حقها في اليونسكو للمطالبة بحماية المدن الفلسطينية والآثار التراثية من سيناريو التهويد المستمر ، وإنه ليتردد في تقديم طلب عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية المتنوعة ، ويمتنع عن رفع دعـوى قضائية في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الإسـرائيليين ، عـملاً بنصيحة الأمـريكان ، أو قـل تـنـفـيـذا للأمـر الصادر مـن أمريكا . هـذا بالإضافة إلى التلكـؤ في تـنفيذ وعـوده بوقف المفاوضات المشروطة ، وبالمماطلة في إنجاز المصالحة وعـدم تـرك كرسي الرئاسة الـذي انتهـت مـدة صلاحيته مـنـذ سـنـيـن . فماذا نـتـوقع مـن الرئيس عـباس ومـن مـلـوك وأمراء ورؤساء العرب أن يفعلوا للقدس أكـثرمـما فعله ملك المغرب الراحل الحسن الثاني الذي نصَّبته الدول الإسلامية بقرار منها على مستوى وزراء خارجيتها سنة 1979 رئيساً للجنة تحـريـر القدس ! . والتاريخ لا ينسى كما نحـن لا ننسى جـواب الملـك الحـسن الثاني في مـقـابلة تـلـيفـزيـونـية سـنة 1988 في
الرباط ، حـيـن سـئل عـن الـقـضية الـفـلسطينية حـيث عـنـفـوان الانـتـفاضة الأولى وحـيث عـنف الإجرام الإسرائيلي وحـيـث الدم والدموع ، قال جلالته بلا استحياء : " هـذه قـضيـة لا ناقة لي فيها ولا جمل " ، فنفض – رئيس لجنة تحرير القدس – يديه من فلسطين ومن الـقـدس في الـوقـت الـذي كانت فـيه المملكة المغـربية الحضن الـدافـئ الحـنـون لزعماء بني صهيون .
قـد يستغرب القُرَّاء من الشباب وحديثي السن هـذه الـوقائع التي أسـتلُّها مـن أحـشاء التاريخ ، وربما ينكرونها مني ، ولكنها حـقـائق مخـفية ومحجوبة عـن عـامة الناس إلا المثـقـفـيـن منهـم ، إذ لا تتحدث عنها صحافة ولا إعلام ولا مناهج دراسية ، ولكن يمكن التثبُّت منها في الكتب التي تناولت تاريخ القضية الفلسطينية مـنـذ مـطلع الـقـرن الـعـشريـن حـتى أيامـنا هـذه ، ومـن أراد الاستـزادة يـمكنه ذلك بالـرجـوع إلى مصادرها . هـذا تاريخنا الذي يجب ألا نخبئ منه شيئاً مجاملة لفلان أو عِلان ، أوخـوفاً من من زعـل ملك أوسلطان . ولا نتحرج في سرده ، ولا نـترك منه صغيرة ولا كبيرة إلا أحصيناها في كتاب ، لتحفظه الذاكرة الفلسطينية ، ولتعيه الأجيال المتعاقبة . لتعلم ماذا فعل لنا الإخـوة الاشقاء ، وماذا فعل بنا الأعداء الذين يخرجون علينا في ثياب الأصدقاء . نعم ، " للبيت رب يحميه " . فهل يكفي التواكل السلبي على الله بحمايته للبيت ، ونترك المسجد الأقصى نهباً للمطامع اليهودية بهدمه وردمه دون أن يتوكل العرب والمسلمون على الله بحـشد كل الـطاقات وتسخيـر كل الإمكانيات وإعلان الـجهاد المقـدس للدفاع عنه وحمايته ، أم يكتفي العرب والمسلمون بالبكاء والتسول عـلى أبواب الدول الكبرى ، وبإرسال زجاجة زيت أو برميل كاز تُسرج به قناديل المسجد الأقصى كحد أدنى حسب ما يـدعــو إليه أبـو كردوس هـذا الزمان . فمهما أسرجـوا من قناديل ستبقى القـدس معتمة ما بقيتْ أسيرة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي .
إننا نعـيش في زمن التردي المهين الـذي زاد بهبوب رياح ما يُسمَّى الربيع العربي الذي أسقط بعض الأنظمة العربية التي ذبلت في الحديقة الخلفية من البيت الأبيض بواشنطن ، وما تفتحت زهـرة جـديدة بدلا منها بعـطـر جـديـد في الساحة العربية . ولنا فيما نحن فيه من انقسام بغيض المثل السيئ الذي نرجـو الله أن يخلصنا من فتح عباس ومن حماس ومن سائر الأحزاب التي جلبت على شعبنا الدمار والخراب ، وأن يكُفَّ عنا شر مؤتمرات العرب ومؤامراتهم ومبادراتهم . وبعسلك يا نحلة ولا تقرصينا !...*
للكاتب الصحفي /عبدالحليم أبوحجاج
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت