الاعتراف بيهودية ألدوله العبرية .... تدمير لعملية السلام

بقلم: علي ابوحبله


في الوقت الذي تتنادى أمريكا وحلفائها لمحاربة الاصوليه الدينية الاسلاميه المتطرفة في العالم العربي والإسلامي بحسب الوصف الأمريكي الغربي لما يسمى محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف ، تنشط أمريكا بجهودها وضغوطها على ألجامعه العربية للاعتراف بيهودية ألدوله ضمن محاولات زرع كيان أصولي متطرف يعيد العالم إلى القرون الماضية قرون عصر البابوية والتطرف الديني للاصوليه المسيحية اليهودية التي أدت للحروب الصليبية ، ان الاصوليه الدينية اليهودية المتطرفة خطر يتهدد الأمن والسلم العالمي وان الفكر اليهودي الصهيوني المتطرف ينم عن عنصريه بغيضة ومقيتة تحاول أمريكا وحلفائها من إعادة تسويقها من جديد ضمن حمله صليبيه تستهدف العرب والمسلمين ، الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بإعلانه الحرب على العراق وأفغانستان ووصفه بأنها امتداد للحروب الصليبية التي تعد الاعتراف بالدولة اليهودية ضمن أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد ، ان كتاب العدل الإلهي المسيحي بما تتضمنه من أفكار جميعها تقود إلى زرع كيان أصولي ديني متطرف للاصوليه اليهودية التي تحمل التطرف والتعصب الديني وان هذه الأفكار والمعتقدات التي احتواها مضمون كتاب العدل الإلهي المسيحي هي مرجعية السياسة الامريكيه التي خطها الايباك الصهيوني للاصوليه المتصهينه المتحكمة في القرار الأمريكي ، التطرف اليهودي يتمثل في فكر المستوطنين اليهود المتزمتين والمتطرفين باعتداءاتهم على الأماكن الدينية للمسلمين والمسيحيين ويتمثل في محاولات الاعتداء على المسجد الأقصى ومحاولات هدم بنيان المسجد الأقصى لإقامة الهيكل الثالث ، ان جميع الممارسات الاسرائيليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي أراضي فلسطين المحتلة 48 جميعها تؤكد على عنصرية الكيان الإسرائيلي وما يحمله من أفكار عنصريه مقيتة وبغيضة تستند على العدوان والقتل والتدمير ضمن منهجيه إسرائيليه وعقلية اتسمت بالتطرف الأصولي الديني ، ان الإصرار الإسرائيلي على الاعتراف بيهودية ألدوله إنما يستند إلى نزع الاعتراف بيهودية الكيان العنصري الإسرائيلي ، والتوسع الإسرائيلي والسيطرة والهيمنة الاسرائيليه على مقدرات ألامه العربية والاسلاميه ، ان قادة الكيان الإسرائيلي غير راغبين بالسلام العادل وغير مقرين بالحقوق الوطنية الفلسطينية وان شهية هذا الكيان ما زالت مفتوحة إلى مزيد من التنازلات من الجانب العربي ، ان وفد متابعة مبادرة السلام العربية التي انبثقت عن مجلس وزراء الخارجية العرب الذي زار واشنطن والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من اجل تحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، كان من المفترض بوزراء الخارجية العرب الطلب من واشنطن الضغط على الاسرائليين لإزالة المستوطنات والتوقف عن الممارسات الاستيطانية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، بادر الوفد العربي إلى تقديم التنازلات ضمن محاولات إغراء للجانب الإسرائيلي لتعديل مبادرة السلام العربية ضمن مبدأ تبادل الأراضي ، التنازل العربي لم يلقى ترحيب من حكومة نتنياهو التي تصر على برنامجها الاستيطاني ألتهويدي للأراضي الفلسطينية ، وان حكومة نتنياهو أرسلت وفد برئاسة تسيبي ليفني وزيرة العدل المسؤوله عن ملف المفاوضات إلى واشنطن لتقديم مطالب إسرائيل أبرزها ضرورة الاعتراف بإسرائيل دوله يهودية ، هذا المطلب الإسرائيلي والإصرار عليه هو ضمن محاولات نزع الاعتراف العربي بالاصوليه الدينية اليهودية للدولة العنصرية الاسرائيليه ، في وقت يتنادى فيه العالم وعلى رأسهم أمريكا لمطالبة الدول العربية بدوله مدنيه علمانيه ، الاداره الامريكيه تتبنى المطلب الإسرائيلي و قد سبق للرئيس الأمريكي اوباما في زيارته لإسرائيل ان دعا إلى الاعتراف بيهودية ألدوله الدينية المتزمتة مثلما طالب الحكومات العربية بتطبيع العلاقات دون شروط مع هذه ألدوله ، جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ضمن سياسة المعايير المزدوجة يمارس ضغوط على ألجامعه العربية ووفدها للقبول بالشروط والمطلب الإسرائيلي للاعتراف بيهودية ألدوله تحت ذريعة إنزال نتنياهو عن أعلى الشجرة وسحب الأعذار من بين يديه ، ان اعتراف العرب في إسرائيل دولة يهودية يعني نزع الشرعية عن مواطنة ما يزيد عن 20 % من الفلسطينيين من 48 وإلغاء حق العودة لأكثر من ستة ملايين فلسطين هجروا قسرا عن وطنهم فلسطين ، لقد سبق لحكومة اولمرت من خلال تسيبي ليفني وزيرة العدل في حكومة نتنياهو ان طالبت أكثر من مره في المفاوضات السابقة بتبادل سكان وليس بتبادل أراضي ضمن محاولات الكيان الإسرائيلي محاولات طرد الفلسطينيين وسحب جنسيتهم وتوطينهم في ألدوله الفلسطينية المفترض قيامها على أساس الدولتين ، ان إسرائيل وأمريكا غير معنيتان بعملية السلام ، محاولات فرض الشروط من قبل إسرائيل وأمريكا وتقديم التنازلات من قبل النظام العربي ضمن محاولات تهدف للانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية ضمن عملية مقايضة وابتزاز أمريكي لاستمرارية تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف إسقاط ألدوله السورية وتصفية القضية الفلسطينية ، لجنة المتابعة العربية غير مخوله بتقديم تنازلات مجانية عن الفلسطينيين وهي غير مفوضه بهذه التنازلات ، على لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ان تتوقف عن تقديم أية تنازلات حول تبادل الأراضي أو الاعتراف بيهودية ألدوله الاسرائيليه أو تعديل حدود عام 67 ، لان ليس من صلاحيتها تقديم هذه التنازلات وهي ليست مخوله بذلك من الشعب الفلسطيني ولا من قيادته وان مهمتها محصورة في محاوله يائسة لإحياء عملية السلام التي أصبحت من الماضي دون أمل لإحيائها في ظل الوضعية العربية والنظام العربي الخانع للاستسلام للشروط الامريكيه ، ان إسرائيل المدعومة من أمريكا والغرب غير معنية بالسلام وان ما تقوم به من عدوان سافر يستهدف الفلسطينيين إنما تهدف إلى تدمير كل مقومات إقامة ألدوله الفلسطينية ، عدوان إسرائيل السافر على سوريا واستعداد قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال عملية عمود السحاب ضد غزه والاستعدادات الاسرائيليه لشن حرب ضد حزب الله وإيران إلا ضمن سياسة إسرائيل ونظريتها التوسعية ، لا يوجد أي أمل للسلام وان المنطقة أصبحت على فوهة بركان قابل للانفجار ، على النظام العربي ان يتوقف عن تقديم أية تنازلات وضرورة الاستعداد لمواجهة ما تخطط له إسرائيل من حرب تستهدف المنطقة برمتها ، لم يعد مجالا أمام الجامعة العربية وأعضائها إلا مراجعة أعمالهم وسياستهم ضد سوريا ووقف سلم التنازلات لأمريكا وإسرائيل والتراجع عن الانخراط في المشروع الأمريكي الصهيوني ورفض الاعتراف بيهودية ألدوله اليهودية ، ورفض للاصوليه اليهودية المتطرفة وذلك ضمن سياسة محاربة الإرهاب ، لان الاعتراف في يهودية ألدوله تعني تدمير عملية السلام التي لم تعد أصلا قائمه

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت