ليس دفاعا عن أحد ولكن لمن يحترم العقل هل هي الحرب تضرب أطنابها ضد البعث أم الاسد أم ولاية الفقيه أم تدمير سوريا وجيشها ودولتها أم يقف بعض من العرب والمسلمين المتحالفين مع أمريكا على ما فعله الاسرائيليون في سوريا وقفة الشامتين .. نقول كان البعث قبل الفقيه وسوريا قبل ايران الإسلامية ولكن من تآمر على البعث والشعب العراقي في العراق؟ أليس هم من يتآمرون على البعث والشعب السوري في سوريا ومع احترامنا للثورة السورية فمن الذي نقلها للمربع الطائفي وسوق لها؟ أليسوا هم بعينهم حكام الخليج والسعودية ولو قلنا هناك تحالف بين سوريا وإيران فهذا في نظر المنغمسين في الطائفية لا يجوز، ويجوز عندهم القواعد العسكرية والتحالفات بين الخليج وأمريكا وعلاقات مع اسرائيل في الوقت الذي بقيت سوريا منذ كامب ديفيد وحيدة عارية بعد أن خضع الجميع للصهاينة، ومحرم عليها في مخططاتهم تحالفاتها لماذا؟ وكيف يفكر غير هؤلاء الاسلاميين المستميتين على الحكم، من (الوطنيين والقوميين واليساريين والليبراليين والعلمانيين) ويقوموا بالتنظير للطائفية التي أدخلها حكام الخليج بالقوة لآتون الثورة الشعبية السورية للهروب لصناعة الحروب في الاقطار الاخرى خوفا من الثورة على كراسيهم وخدمة الناتو وتصفية القضايا المصيرية فوجدوا في معاناة الشعوب الفقيرة فرصة لتعميق الصراع الطائفي ليجلسوا بأموالهم أمراء لهذه الحروب الداخلية ويشغلوا الناس بها في الوقت الذي يمكنون أنظمتهم للمستقبل وها هم مسرورين بدخول اسرائيل على الخط مقاولهم السري الكبير لعدم تمكنهم من حسم الوضع في سوريا بعد أن انكشف من وراء دموية الثورة التي كانت بريئة ودفعوا هم الشعب السوري للاقتتال وأصبح السوريون كل يحمل الآخر مسئولية العنف والوصول للمأزق ..
كلنا يدعو للثورة على الحكام البائسين ولكن ما يجري في سوريا أصبحت حرب بالوكالة ولن تكون لفائدة ولا لديمقراطية الشعب السوري ولازال القتل يتصاعد وتبادل الاتهامات بالعنف واستخدام المحرمات بالضبط كما حدث سابقا ويحدث في العراق وغيرها ... وأمراء الحرب بأموالهم يتفاخرون وخلفاء المجموعات الاسلامية متفرقون ينتظرون ساعة جلب المغانم بالسلطة كما كان الذين من قبلهم ولا أدري كيف هم أكثر من عشرين مجموعة وكل له مرجعية وكل له خليفة ولماذا لا ينضوون تحت قيادة واحدة مثلا وعلام يختلف هؤلاء ولكن أمراؤهم وخلفاؤهم مختلفون، وأين سيذهبون بالشعب السوري؟
كانت ثورة في البحرين قمعوا فيها الشعب البحريني بالقوة فلماذا لم يناصروا الثورة هناك اذا كانت وقفتهم حقيقية مع الشعوب، هؤلاء أمراء الحرب هم هم ولماذا ناصروا النظام على الشعب في البحرين .. هذا هو العقل فمن يحترم عقله من غير هؤلاء الاسلاميين المستميتين على الحكم ولو بالتحالف مع الشيطان الامريكي والإسرائيلي ... من دفع الجميع لمربع العنف واضح ومعروف ولكن لا أحد يريد ان يرى ذلك والمحزن أن لا نعرف ماذا نفعل ونمني النفس بالنهوض كيف؟ ونحن أكثر المتضررين مما يحدث في سوريا ولكن أدخلوا الطائفية في اللعبة ونجحت أمريكا وإسرائيل.
اذا أردنا أن نكون في المستقبل الجديد سواء هزم من هزم أو انتصر من انتصر فالنصر والهزيمة ستطيح بمصالح المهزومين .. أما نحن فليس لنا مصالح إلا خوفنا على قضاينا وبلادنا ومستقبلنا العربي وليذهب كل ذي صاحب مصلحة للجحيم .. وأمنياتنا هزيمة اسرائيل وتحالفها وكل الفاسدين من الأنظمة والحكام وليس العكس .. وكلكم بالتأكيد يعرف ماذا تريد الشعوب.
الآن نحن جميعا مجبرين على موقف يقلل الخسائر الاستراتيجية لقضايانا وضياع المستقبل فالكل الان على المحك عرب ومسلمون ثوار وحكام ماذا سيفعلون في مواجهة اسرائيل ؟؟
الحالة يجب أن ينظر لها من زاوية العقلية الاسرائيلية والبيئة الآنية الجاهزة للحرب والتي يحضر لها منذ زمن ولأن سوريا تدرك أن ردها يعني الحرب وعدم ردها يعني استمرار اسرائيل في التصعيد والولاوج في الحرب .... فماذا سيقول الشامتين لو رد الجيش العربي السوري وحزب الله على اسرائيل وانطلقت الحرب ؟؟ ولماذا ينام الاسرائليون في الملاجئ كل ليلة كما تنقل الاخبار؟
مازال هناك هامشا للتفاهم بين فعاليات الشعب السوري وهو الأفضل والحل السياسي بين الفرقاء السوريين وليس الغرباء هو أفضل من مواصلة الطريق المسدود.
7/5/2013م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت