"تقرير"..السلام الصيني.. يحاول دخول المنطقة!

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تحاول جمهورية الصين الشعبية، لعب دوراً أساسياً في ملف الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"، المتأزم في المنطقة منذ سنوات، بعد فشل كل الأطراف الدولية التي كان لها دوراً "مشبوهاً" وغير نزيه، في الوساطة والرعاية لقاءات التفاوض بين الجانبين "الفلسطيني والإسرائيلي" التي وصلت لطريق مسدود، وأثقلت بذلك الفشل من كاهل الفلسطينيين وزادت من معاناتهم.

ذلك الدور ظهر مؤخراً، بعد دعوة الصين كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بينيامين نتنياهو، لزيارة أراضيها، وطرح رؤية جديدة تتكون من أربع نقاط حول تسوية القضية الفلسطينية والصراع في المنطقة، وتشمل على "التمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، والتمسك بالمفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، والتمسك بمبدأ "الأرض مقابل السلام" وغيره من المبادئ، وعلى المجتمع الدولي أن يقدم ضمانات مهمة لدفع عملية السلام".

وتأتي زيارة نتنياهو وعباس بعد قرابة شهر من مناقشة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وعباس حول إنعاش محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتقيم بكين علاقات وثيقة مع الفلسطينيين منذ عقود.

وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين منذ سبتمبر عام 2010 بعد رفض الحكومة الإسرائيلية تمديد قرار وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقول أنها تريد العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة إلا أن الفلسطينيين يصرون على أنهم لن يعودوا إليها دون تجميد الاستيطان ودون مرجعية واضحة لحدود 1967.

طريق مسدودة ..

المحلل السياسي، طلال عوكل، رأى أن الدور الصيني في المنطقة سيكون ضعيفاً نوعاً ما ولا يؤثر إيجاباً في تحريك عملية السلام المتوقفة بفعل سياسيات الجانب الإسرائيلي على الأرض.

وأكد عوكل، أن أي جهد صيني سيبذل لتحريك مياه المفاوضات الراكدة بين الجانبين الفلسطينية والإسرائيلي سيصطدم بالموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال على حساب الفلسطينيين.

وأوضح عوكل، أن ما تريد فعله الصين هو مجرد تأكيد على موقفها الداعم للفلسطينيين، والحفاظ على خطها التجاري "المربح" مع الجانب الإسرائيلي والبحث عن سبل وطرق لدعمه وتطويره.

وقال المحلل السياسي:" الصين المستفيد الأول، في إعادة العلاقات الفلسطينية والإسرائيلية، وطرحها للمبادرة الجديد لعملية تسوية الصراع، ما هو إلا محاولة لن تؤثر إيجاباً على الوضع والركود السياسي الراهن".

ولفت عوكل، إلى الصين قد تلعب دوراً مساعداً للجهد الأمريكي في استعادة أو استئناف المفاوضات بين الجانبي، وغير ذلك ستكون كل محاولاتها فاشلة وتصل لطريق مسدود.

وتابع قائلاً:" إذا ضغطت كثيرا يمكن أن تساعد في تامين لقاء مباشر يجمع رئيس السلطة محمود عباس، برئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، بعد موافقة عباس على اللقاء وعدم اعتراضه عليه، مشيراً إلى أن أي جهد دولي سواءً كان صيني أو أمريكي لتحقيق التسوية، سيصل لطريق مسدود، بفعل ممارسات (إسرائيل) الغير قانونية والتعسفية على الأرض.

وقبيل ساعات من وصول نتنياهو من شانغهاي، غادر الرئيس عباس صباح الثلاثاء العاصمة بكين بعد زيارة رسمية استمرت 3 أيام، وقال:"إنه ناقش مع الزعماء الصينيين بالتفصيل سبل تعزيز التعاون الاقتصادي"، وأكد أنه أطلع الزعماء الصينيين على الحواجز التي تعوق محادثات الفلسطينيين مع (إسرائيل) حاليا، وأضاف أنه ينتظر مساهمة الصين في عملية السلام المتعثرة، في حين، أكد الرئيس الصيني "شى جين بينج" تأييد بلاده لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق البقاء لـإسرائيل وأمنها يجب أن يكون موضع احترام.

احتكار فاشل ..

وبدوره، وافق المحلل السياسي أسعد أبو شرخ، سابقه "عوكل" في حديثه عن الدور الصيني الجديد في المنقطة، مؤكداً أن الصين تريد أن تلعب دوراً أساسيا وهاماً وتحدث خرقاً في الجمود الذي يصيب العملية السلمية منذ سنوات. وقال أبو شرخ:" الصين تحاول أن يكون لها دور بالشرق الأوسط، وتحاول وضع نفسها بين القوى الكبيرة، وتساعد من خلال نفوذها الضغط على الأطراف لتحريك عملية السلام، وتوفير أجواء إيجابية لإنجاح خطواتها".

وأكد المحلل السياسي، أن الصين لها علاقات مميزة جداً بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي، وستحاول عبر تلك العلاقات المتشعبة التوصل لصيغة معينة تجمع الجانبين على طاولة مفاوضات جديدة، وبضمانات معينة قد تشجع لتحريك عملية السلام المتعثرة.

ولفت أبو شرخ، إلى أن الدور الصيني في المنطقة، سيواجه عقبات أمريكية وإسرائيلية كبيرة، قائلاً:" دور الصين وما ستلعبه في المنطقة، يعتمد على الموقف الإسرائيلي، وذلك يعتمد على مدى التحاف مع أمريكا في تأييد أو رفض أي مبادرة صينية جديدة في المنطقة.

وأوضح أبو شرخ، أن أمريكا تحتكر الدور في الشرق الأوسط، وأن تدخل بهذا الدور ومحاولة السيطرة عليه سيلاقي رفض أمريكي كبير يلقي بظلاله السلبية على أي مبادرة قد تطرحها الصين لتحريك المفاوضات من جديد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال:" عملية السلام وصلت لطريق مسدود، وعلينا تغيير إستراتيجيتنا وعدم اللهث وراء السراب، واستخدام ورق ضغط جديد لإجبار الاحتلال على الاعتراف بالحقوق والثوابت الفلسطينية منه المقاومة وملاحقة قادة الاحتلال والمقاطعة ".

وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن استضافة الصين للرئيس عباس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هي خطوة تؤكد رغبة بكين في القيام بدور أبرز في منطقة الشرق الأوسط، وقالت:" إن الصين كانت تلعب دورا محدودا على الساحة الدبلوماسية بالشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تحاول تغييره في السنوات الأخيرة مما دفعها لتعزيز دورها ليكون أكثر إيجابية في المنطقة، في إطار مساعيها للبحث عن أسواق وموارد ونفوذ دبلوماسية".

من / نادر الصفدي ..